زَمَنُ المَوتِ ...
وَيَنْبَثِقُ مِنْ هَشِيْمِ الدَّمعِ
عَرَاءُ الانْتِظَارِ
يَتَدَفَّقُ يَبَاسُ الرُّوحِ
فِي أَصَابِعِ القَصِيْدَةِ
وَتَنْمُو عَلَى أَطرَافِ الاحتِرَاقِ
بَوَّابَاتُ الانتِحَارِ
أُفُقٌ يَأكُلُهُ الاختِنَاقُ
بَحرٌ تَنْثُرُهُ الصَّحَارَى
والغَيْمُ مَرَاكِبُ الهَزِيْمَةِ
أَدنُو مِنْ حَافَةِ انكِسَارِي
أَتَلَمَّسُ جُثْمَانَ الرُّؤى
أَحتَضِنُ صَرِيْرَ القَلْبِ
تُغْلَقْ عَلَى الجِهَاتِ نَوَافِذُ الصَّهِيْلِ
وَتَرتَمِي السَّمَاءُ فِي مُستَنْقَعَاتِ العَوِيْلِ
الأرضُ تَلْهَثُ خَلْفَ الجَنَازَاتِ
القَمَرُ يَرفَعُ رَايَةَ السُّقُوطِ
كُلُّ الفَوَاجِعِ تَسْكُنُ هَوَاجُسِي
وَأَنَا أُنَادِي عَلَى حِصَارِي
لَقَدْ أَيْنَعَتِ الفُصُولُ خَرَابَنَا
وَصِرنَا بِلا أَركَانٍ
يَتَعَلَّقُ بِأَذيَالِنَا النَّعِيْقُ
وَجَعٌ يَسكُنُ دَربَنَا
عَمَاءٌ يَلْتَفُّ عَلَى قَامَتِنَا
وَسُخْطُ الجَحِيْمِ يَقُودُ ارتِحَالَنَا
أَيْنَ تَتَّجِهُ الشَّمسُ
وَتَتْرُكُنَا بِلآ دَلِيْلٍ ؟!
نَحنُ الدَّاخِليْنَ فِي حَربٍ
مَعَ الفَنَاءِ
نَحنُ الصَّاعِدِيْنَ إلى حَتْفِنَا
وَنَحنُ الرَّاحِلِيْنَ إلى عُمقِ المَوتِ
تَوَحَّدَتْ أَعَاصِيْرُ الهَلاكِ
وَعَلَيْنَا أَنْ نُوَاجِهَ الانطِفَاءَ
بِلا خُبزٍ سَوَاعِدُنَا
بِلا مَاءٍ إرَادَتُنَا
وَبِلا مِلحٍ وُجْهَتُنَا
كأَنَّا خُلِقْنَا فِي قَاعِ الجَحِيْمِ
مِنْ رَحمِ الخَطِيْئَةِ
لا أَحَدَ يَسنُدُ رَمَادَنَا
لا أَحَدَ يُصَافِحُ قَصَائِدَنَا
وَردٌ يُوَاجِهُ المُجَنْزَرَاتِ
فَرَاشَاتٌ تُعَارِكُ الدُّبَبَةَ
هَمَسَاتٌ تَتَصَدَّى لِلانفِجَارَاتِ
وَنَسَائِمٌ عَلَيْهَا أَنْ تَقْتَلِعَ الجِبَالَ
كُلُّ الأرضِ انفَصَلَتْ عَنْ سُورِيَّة
وَالكَونُ تَنَصَلَ مِنْ اسمِنَا
الأخوَةُ دَهَسُوا أَصَابِعَنَا
والأَصدِقَاءُ صَنَعُوا مِنْ جُلُودِنَا
بَوَّابَاتِ قِلاعِهِمْ .*
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول