الضجيج المغبر
تتأرق الروح ، حين يعوزها
الحديث ، فيعجز الكلام عن
الكلام ....
تعج الحروف وتتزاحم ، ما بين
الحنجرة والشفاه...
تختنق القصيدة هناك ، معلنة
الجموح والهلاك ..
يقض مضجعها ، الصمت الثرثار
كالبوم هو لا يكف عن النعيق
وتؤازره الغربان...
وكأنهم يعقدون مؤامرة فيما
بينهم على المفردات ، وفي غرفهم
تدار وتحاك...
أو هي النفس لا تستطيع إخراج
كل ما يسفك بها ، فتضم يدها على
الوجع ، تشد من قبضتها وتتشبث
بنصل الامساك..
في معترك الضجيج المغبر ، تتشابك
المشاعر وتتوعك ، يضنيها فك
الاشتباك ...
فالعض على الألم ، وترميم الصدوع
أرحم بكثير من كلام قد يلاك....
طوبى لكل نفس ادماها السكوت
فابتعدت وزهدت ، كما يزهد
النساك .....