عذاب القلب وانينه

تخالطني العذاب 
يا قلب وتسكن الانين
تمتهنك الاوجاع وتسافر
عبر البوابات العتيقة متفرد
تعانق احزانك وتتوه على الارصفة
تضم الضياع لتقول انا توه من ذاكرة
سكبت مرارة البوح على نوافذ العتمة وقهرت
اعتنقت عشق اجوف من مراتب الدنيا كان سراب
تذبذب فيه القهر على السواكن ليذهب مع غياهب الدجى
وينصرف عنه كل بصيص لنور خافت لترتجع بقايا من خوف
انا الحزين يا قلب  لاني سلمتك منافذ دروبي وهناك اسكنتني
بين الروافض ليمارسون تكهناتهم في ان اكون او لا اكون دهر
من مرارك تجرعته بعلقمة عندما كان التصويت على الاختراق
فما كان من كل الذين ابهروني ذات يوم سوى المسير بجنازتي
رافعين اعلام نصرهم على انضدة دواخلي يمزقووني لما تبقى
في اشرعتهم الخبيثة من معتقدات هوجاء اصطنعوها لتفكيك
على مفارد الالم وضعوا اشيائي ارب ارب حتى لحظات تباهي
اثاروا كل حفيظتي بين براثن الموت وهم يبتهلون بافراحهم
كأن السنين قد علمتهم رسم المآسي على وجوه الاخرين ندم
وكأن الاقدار كتبت مفردات الوحدة على كل مهجر ازوره غدا
بقيت عوالمك بالذكرى تطارد اشباح الايام على طوائل الهروب
لتقول انا النهج الفريد لكل اغتصاب للفكر الجموح ان تمردني
ابيع المعتقد واشتري الاف الحسرات واوزعاها على الاسارى
الذين يقطنون حاضنتي لامارس عليهم كي الجمر اللاهب حر
اتلذذ هناك بانين عذابهم واشرب كؤوس خمري فاسكر الطيف
واعذب جموح الخيال من كل مفردات الاجتماع لاقول نهايتي
ففي الساعات الاخيرة يولد مني بوح القصيد لينتهض الحرف
واعشق دواوين البقاء من الشعر لانها ناموس شريعة العشاق
فيها يسكب كل ذوق رفيع وكل تنهد من ذبذبات ارتعاش لروح

                                     الشاعر
                          د . عيسى نجيب حداد
                                  رحلة العمر