وفي القلّبِ تُدفنُ أحزاننا
فتوُرِق أشواكاً وحنظلا
وتُسقى بالدُّموعِ جِراحاً
وتَنزِفُ ألماً غَزيراً ودَما
فيا قلبُ أكمل إنشطارك
لتتشَظَّى أشلاؤكَ لهبا
وأيُّ انقسامٍ قد قسَّمتَهُ
أجحيمٌ هذا لا بل سَعيرا
وتوقفتْ دقَّاتُ عِشقكَ
وانذبحَ الشَّوقُ احتِضارا 
أفبعدَ هذا الحُبِّ حُبَّاً
لا ولن يكونَ بَعدهُ بَعدا
تجاذبتا القَلبَ حتّى
تَمزَّقَ ولمْ يَعُدْ وصْلا
قَد غَرستُ بهِ ماغَرَستُ 
وحَصَدتُ الشَّوكَ جَمعا
فما أدري أأفرحُ أم أحزنُ
ماتَ قلبي لكنْ بهٍ نَبضا
رُبما يكفي أو فلا يكفِي
فعضلاً فقطْ صَارَ يضُخَّا
أيا شِعرِي قَد جَفَّ قَلمِي
ويا قَصائِدي فَموتِي حُزنا
قَدْ قُطِعَ منَ الشِّغافِ جِزّءٌ
فلتحيا بذاكَ الَّذِي بَقيا
ويا فَارسَ الحَياةِ خَسِرتَ
ترجَّلْ فإنَّ جَوادَكَ قَد كَبا
وأيُّ غِيرةٍ وأيُّ نَارٍ تِلكَ
قدأحرَقتْ أخضَراً ويابِسا
وأحرَقَتْ قُلوبَاً بلا ذنبٍ
لكن ذنبي أنَّ قلبيَ مُخلِصا
فيا ذِكرياتِي فأجلِديني
في سياطِ الأشْواقِ جَلْدا
وياقِفلي فَضَيِّعْ مَفاتِيحِي
وأضْرِبْ على القَلبِ قِفلا
فلابَعدَهُ للغَيرِ يَفتحُ قَلبِي
ولا قَبلهُ كانَ فاتِحاً أصْلا
ووَدِّعْ سَاحَاتَ القِتالِ فَلن
تُجدِي مَعارِكُ العِشقِ نَفعَا
قد كانَ شَمَّرَ للغَرَامِ سَاقاً
حَسِبتُهُ جَدوَلاً فَكانَ بَحرَا
فغَرِقَ زَورَقِي ولمْ يَجِدْ
لِبحرِ ذا الحُبِّ أرضَاً وقَعرا
فَصَارَ مُعَلَّقاً أرضَاً وسَما
والأشواقُ تُلاطِمهُ لَطمَا
فآخِرُ نُقطَةٍ من حِبرِ قَلَمِي
وقَعَتْ على صَفحَتي دَمعَا
فيا نِيراني احرِقِي وكُلِي
وأقطعي من وجداني حَطَبا
ويا رِحلةَ خَلاصِي إنتهي
فَالقَلبُ تعِبَ وما ارتَحلا
 .......عزت الحوري......

المصدر: قصيدة بعنوان (وفي القلّبِ تُدفنُ أحزاننا ) للشاعر المبدع الكبير عزة الحوري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2017 بواسطة mmansourraslan

عدد زيارات الموقع

109,443