الأطباء يحذرون: رأس النارجيلة الواحد يعادل 100 سيجارة
حذر أطباء مستشفى رمبام جمهور المواطنين من أضرار ومخاطر تدخين النارجيلة، وذلك في أعقاب البحث الــذي أجرته مديرة قسم أمراض الرئة في المستشفى بروفيسور ليئــا بنطور بالتعاون مع عدد من الأطباء في القسم، حيث أظهر البحث نتائج خطيرة أهمها أن تدخين النارجيلة لمدة نصف ساعة من شأنه أن يدمر الجسم، من خلال ارتفاع ضغط الدم وازدياد نبض القلب، وهبوط عمل الرئتين، وخفض نسبة الأكسجين في الدم، وتبين من البحث أيضا أن تدخين رأس النارجيلة الواحد تعادل نسبة القطران فيه 10 سجائر، بينما تعادل نسب السموم التي تدخل إلى الجسم نحو 100 سيجارة.وركز البحث على أن تدخين النارجيلة أكثر خطورة من السجائر لأنه لا يمر عبر مصفاة (فلتر) أسوة بالسجائر وإنما يجتاح الجسم مباشرة، ويحمل معه السموم على أنواعهــا والتي تؤدي بالتالي إلى ارتفــاع نسبة هذه السموم في الدم بنسبة 26% وهذه النسبة تستدعي تزويد الجسم بالأكسجين عن طريق التنفس الاصطناعي لشخص يرقــد في المستشفى، على حد قول بروفيسور ليئات بنطــور.
وكانت مديرة قسم الرئتين في رمبام بالتعاون مع طاقم الأطباء قد أجروا بحثهم على 45 شخصا من جيل 18 فما فوق، بينما متوسط عمر الأشخاص الذين شملهم البحث هو 32 عاما، وقــد تم فحص هذه المجموعة من الأشخاص قبل تدخين النارجيلة لمــدة نصف ساعة، ثم أعيد فحصهم مرة ثانية بعد التدخين. وقد شملت الفحوص نبض القلب، وضغط الدم، والتنفس ونسب السموم في الدم، وكانت النتيجة مدمرة على حد وصف الأطبــاء.
وأشار البحث إلى أن تدخين النارجيلة هو عامل من شأنه أن يسبب أمراض السرطان في الرئتين والشفتين واللثة والمثانة البولية.
من جهته قال الدكتور محمد يونس، أخصائي الأمراض الباطنية والرئتين في المركز الطبي هعيمك في العفولة، أن الأبحاث في مجال النارجيلة حديثة نوعا ما وليس مثل السجائر التي تجرى عليها البحــوث بأعداد هائلة منذ عشرات السنين، وأضــاف أن البحوث الجديدة التي اطلع عليها تفيد بــأن رأس النارجيلة الواحد يعادل علبة سجــائر واحدة، أضف إلى ذلك وجود عدة أمراض تنتقل عن طريق النارجيلة، مشيرا إلى أن الماء في النارجيلة تصفي بعض السموم الموجودة في دخان النارجيلة لكن النيكوتين لا يصفى بالماء وكل جرعة نارجيلة واحدة تعادل كمية النيكوتين فيها أضعاف المرات جرعــة السيجــارة.
كما أنها تنقل عدوى الأمراض على أنواعها، أضف إلى ذلك عدم تغيير ماء النارجيلة يجعلها مياه آسنة وبيئة حياتيــة مناسبة لتكاثر أنواع من البكتيريا والطفيليات.
وأضاف د. يونس أنه بالنسبة لتسبب النارجيلة بأمراض السرطان أو غيره فهذا يتطلب إجراء بحوث طويلة الأمد، فحتى تدخين السجائر كان من الصعب جدا إثبات العلاقة بينه وبين أمراض السرطان، فالأبحاث تشير إلى أنه منذ بداية التدخين ولغاية ظهور الإصابة بالسرطان يستغرق نحو 20 عاما، وكذلك الحال بالنسبة للنارجيلة فإنه ينبغي إجراء اختبارات وأبحاث للمدى البعيد لكي تكون النتائج واضحة بالنسبة لأضرار النارجيلة، ولكن حسب النتائج الأولية يظهر أن أضرار النارجيلة تفوق بكثير أضرار السجائر.
ساحة النقاش