التسويق بمفهوم تنموي
مقدمة :
إن مصطلح التسويق الزراعي اختلف مفهومه الآن عن مفهومه في الماضي فكان خلال الفترات والأعوام الماضية يبدأ عقب الحصاد ولكن الآن وبسبب التقدم العلمي أصبح التسويق يبدأ قبل التفكير في الزراعة أي يجب أن تكون عملية التسويق مبنية علي توقعات التسويقية وماذا سنزرع؟ ولماذا؟ وما هي فرص التسويق؟
ولمن سنسوق ؟ ومتي نسوق؟ وبأي مواصفات سوف يكون التسويق؟ لأنه تختلف مواصفات التسويق من مكان لأخر وهل التسويق محلي؟ أم للتصدير ؟ لان لتسويق المحلي مواصفاته والتسويق التصديري مواصفاته؟فهناك مواصفات الجودة والشكل والتعبئة والتدريج والنقل والعرض والتخزين و تختلف ظروف البيع والشراء.
اذن التسويق هو مجموعة من الخدمات والوظائف لنقل السلع الزراعية من مكان إنتاجها إلي مكان وجود المستهلك وبالشكل والمكان والزمان الذي يرغبه المستهلك ويتحدد السعر من خلال الكميات المعروضة والكميات المطلوب فكلما زاد المعروض من السلع الزراعية وقل الطلب قل السعر وكما قل المعروض السلعي وزاد الطلب علي السلع زاد السعر إلا في حالات السلع غير المرنة يتوقف سعرها علي العرض والطلب وعلي الجودة وعلي طول مدة صلاحيتها وطول مدة بقائها في السوق كل هذه العوامل بجانب العرض والطلب تحدد الأسعار أما بالارتفاع أو الانخفاض.
مفهوم كل من البيع ن والتسويق:
مفهوم البيع يركز علي إنتاج السلع والخدمات ثم يبدأ التفكير في عملية البيع وطريقته ويكون الاهتمام الأكبر للبائع في الحصول علي اكبر قدر من المكسب من خلال زيادة حركة البيع ببيع كميات كبيرة من السلع الزراعية وفقا للعرض والطلب وباستخدام وسائل البيع المختلفة وحسب إقناع المستهلكين بالشراء،
اما فيما يتعلق بالتسويق وأسلوبه ودراساته حيث ان التسويق يبدأ بضرورة معرفة ما هي السلع المطلوبة للتسويق وما هي السلع البديلة والمنافسة في نفس الوقت؟ وبعد إجراء تفضيل للسلع الزراعية المطلوبة للتسويق نضع عدة بدائل للسلع نختار أهم السلع التي يمكن للمنتج إنتاجها ويتم ترتيبها وفقا لأهميتها وتنتج السلع الأكثر طلبا والأكثر تحقيقا لرغبات العملاء ويبدأ الإنتاج لهذه السلع بطرق إنتاجها بالأسلوب المناسب للسوق وتسليم المنتج للعميل وفي هذه المرحلة يتحصل المنتج علي الإرباح علي المدى الطويل من خلال تحقيق رغبات المستهلك، ولفهم التسويق نجد أن لكل من المهتمين بالتسويق مدخله التسويقي كالتالي:
فمن المسوقين من يدرس التسويق طبقا بتقدير التكاليف التسويقية خلال مراحل التسويق المختلفة، وتقدير الفرق في التكاليف التسويقية من سلعة لاخري، وتحديد انسب الطرق لتخفيض تكاليف التسويق ويسمي هذا المدخل بالمدخل الوظيفي للتسويق ويهتم بالخدمات التسويقية.
والبعض الاخر فيهتم بمتطلبات المنتجين والمستهلكين ومدي تلاقيهم في نقطة وهي تحديد السعر بناء علي العرض والطلب وهذا المدخل يسمي بالمدخل المؤسسي الذي يهتم بالعنصر البشري سواء انتاجي او استهلاكي.
واخرون يقوموا بدراسة انسب أساليب تسويقية لكل سله علي حده، ودراسة الفروق بين السلع المختلفة ويسمي هذا المدخل بالمدخل السلعي وهو مدخل وسطي بين الوظيفي والمؤسسي أي يهتم بكل من الخدمات التسويقية وكيفية تطويرها وبالعنصر البشري وكيفية التوفيق بين كل من البائع والمشتري.
وحتي يتم التسويق بطريق علمية وسليمة سوف نستعرض أهم الأنشطة التسويقية التي تمارس من خلال المهتمين بعملية التسويق.
الأنشطة التي تمارس من اجل تسويق فعال وناجح:
1-تحليل البيئة التسويقية:
لم يعد مقبولا التسويق العشوائي دون التعرف علي المتغيرات المؤثرة علي التسويق كالظروف الاقتصادية وظروف المنافسة ووجود سلع بديله وأسعارها ووضع في الاعتبار ظروف المنتج نفسه هل يستطيع إنتاج سلع بالجودة والشكل التي تلبي مطالب الأسواق والمنافسة .
2- اختيار المدخل التسويقي المناسب :
ما أذا كان المنتجون سوف يستخدموا المدخل الوظيفي " والذي يهتم بالخدمات التسويقية أو المدخل المؤسسي الذي يهتم بكل من المنتج والمستهلك وإيجاد علاقة توازنية بينهما من خلال تحديد السعر بناء علي العرض والطلب أو المدخل الوسطي وهو المدخل السلعي الذي يوفق بينهما بالاهتمام بكل منهما لان الخدمات التسويقية ليس بمنعزل عن رضا كل من المنتج والمستهلك.
3- المعالجة المجتمعية للتسويق:
بإيجاد ضوابط لعملية التسويق من خلال الجودة ومنع الاحتقار ووضع تسهيلات تسويقية وعدم السماح بالتلاعب بالأسواق والالتزام بما يقرره المشرع من شروط تسويقية وشروط قياسية للتسويق وان تكون هناك منافسة حقيقية وليس ظاهرية وبتوفير المعلومات التسويقية بمبدأ اتاحة الفرص للجميع.
4- موقف التسويق المحلي والدولي:
بمعرفة مزيدا من المعلومات بما تحتاجه الأسواق من جودة وكميات ونوعيه سواء محاصيل أو أصناف محصولية معينة وما هو الوقت المناسب للزراع حتي يتم التسويق في الوقت المناسب وما هي الشروط القياسية للتسويق لكل سوق ومعرفة المنتج المناسب وما هي الأهمية النسبية للمنتج المراد تسويقه بالنسبة للمنتجات المنافسة .
5- دراسة كل طرق التسويق:
سواء التسويق الطبيعي من خلال الوسطاء او تجار الجملة والتجزئة و معرفة كيفية التسويق الالكتروني.....الخ
6- معرفة سلوك وأذواق واحتياجات المستهلك:
ويتم ذلك من خلال دراسة السوق المحلي أو الدولي ويجب وضع في الاعتبار كل من سلوك واحتياجات وأذواق المستهلكين لان المستهلك هو المستخدم النهائي للمنتج.
7- وضع برنامج لكل من عمليتي الإنتاج و التسويق :
بوضع خطة إنتاجية وتسويقية تبدأ من بداية التفكير ماذا سوف نزرع؟ ومتي سوف نزرع؟ ونزرع لمن ؟وكيف نزرع بالجودة والكمية المطلوبين؟وما هو شكل المنتج ، و لتحدد الهدف من التسويق، وكيف نسوق؟ ونسوق لمن؟ وفي أي الأوقات نسوق. بالإجابة علي هذه التساؤلات يمكن لنا من وضع أهداف للتسويق . ثم نضع خطة للتنفيذ.
خطة عمل تسويقية: وتتضمن مجموعة من البنود من اهمها:
أ- نوع المنتج المراد تسويقة .
ب- مكان التسويق داخلي أو خارجي.
ت- تحديد مواصفات التسويق المناسبة لكل منطقة يتطلب التسويق اليها طبقا للمواصفات القياسية سواء المحلية او التصديرية أو المناسبة للمناطق المصدر اليها.
ث- وضع جدول زمني للتسويق .
ج- تحديد التسهيلات التسويقية أما من جانب الحكومة أو الجهات المصدر إليها.
ح- تكاليف عملية التسويق.
خ- وأسلوب الفرز والتدريج التعبئة والتغليف
د- وسائل النقل ووسائل التخزين المناسبة .
ذ- خطط الدعاية والإعلان ومنها ننطلق للعملاء والتواصل معهم لمعرفة الآراء وما هو مطلوب في المستقبل.
ر- تحديد كيفية تسعير المنتج ويتم ذلك من خلال التوقعات السعرية في بادئ الأمر ثم من خلال العرض والطلب والجودة يمكن تحديد السعر طبقا لآليات الأسواق المسوق إليها المنتج
ومن خلال معرفة التسهيلات التسويقية يمكننا من تنفيذ عملية التسويق للمنتج المطلوب تسويقه
التسهيلات التسويقية:
هناك مجموعة من العوامل المؤثرة علي عملية التسويق ومنها :
أ- العوامل الجغرافية: وهي بعد الإنتاج عن مناطق التسويق فلو تدخلت الحكومات وجمعيات التسويق والمصدرين وبائعي الجملة والجهات المسوق إليها بضرورة التسويق الزراعي وذلك بتوفير وسائل انتقال مناسبة من حيث وسيلة النقل وأجور النقل سوف يتم التسويق دون عوائق بسبب البعد الجغرافي بين الإنتاج والتسويق للتغلب علي المنتجات غير المرنة وغير القابلة للتخزين وتتلف بسرعة.
ب- العوامل الزمنية : حيث تختلف أوقات الإنتاج عن أوقات الاستهلاك ولذا يلزم الأمر من توفير وسائل لحفظ المنتجات كالثلاجات الكبيرة والمتقدمة حتي تحافظ علي المنتج لحين بيعه واستهلاكه.
ت- المعلومات التسويقية: هذا عامل مهم يؤثر علي إنتاج المنتجات الزراعية لان عملية التسويق تتطلب معلومات يجب توفيرها للمنتج مثل التوقعات الشعرية وأوقات التسويق والتسويق لمن وما هي مواصفات التسويق وكل ذلك يمكن أن تشترك فيه كل الجهات المسئولة عن الإنتاج والتسويق مثل : الإرشاد الزراعي والمؤسسات الاقتصادية والغرف التجارية والنقط التجارية الموجودة بمناطق الإنتاج وجهات الجودة والجمعيات الأهلية التنموية وغير ذلك من الجهات التي تهتم بالإنتاج والتسويق.
ث- العوامل القيمية: يهتم المنتج بسعر الوحدات المنتجة لتقييمها ويستخدم المستهلك قدراتهم وأذواقهم والعرض والطلب لتقييم المنتج.
ز- العوامل التملكية: قد يتم إنتاج سلع ولا يستهلكها المنتجون وأيضا يقوم المستهلكون باستهلاك سلع لا ينتجونها ولذا يجب التوفيق بين الاثنين من خلال أما الوسطاء او البائعين او من خلال التسويق الالكتروني او من خلال الدعاية والإعلان.
س- العوامل النوعية والكمية: قد ينتج المنتجون كميات كبيرة من السلع أو قليلة وقد يحتاج المستهلكون كميات صغيرة او كبيرة حسب طاقتهم الاستهلاكية وحسب النوعية مما يتطلب من المنتج مراعاة الكميات والنوعيات التي يحتاجها لسوق وذلك من خلال الدراسات المسبقة للأسواق.
المستخلص:
ومما سبق يتضح لنا أن عملية التسويق تبدأ قبل عمليات الإنتاج بدراسة احتياجات الأسواق حتي لا نتعرض لركود وكساد سلعنا في الأسواق و يعرضنا للخسارة وأيضا يجب أن نهتم بتعلم الأنشطة التسويقية ونمارسها ممارسة جيدة حتي نضمن التسويق الفعال، وان جهود المنتج في التسويق وحده لا تكفي، لأنه قد يكون مشغولا بالإنتاج وليس له دراية بأصول التسويق ولذا يجب أن نساعده بالتسهيلات التسويقية لتجنب مشاكل كبيرة قد تؤدي ألي خسارة المنتج خسائر كبيرة قد تعجزه عن الإنتاج في المستقبل أو قد يحجم عن إنتاج المنتجات المهمة والتي تدر دخلا للدولة من العملات الصعبة وأيضا للمنتج ولذا يجب أن يلقي المنتج يد المعونة والمساعدة من قبل كافة الجهات المهتمة بالإنتاج والتسويق لمساعدة المنتج للتسويق .
وفي المقال القادم سو نتعرض للوظائف التسويقية للمنتجات
نشرت فى 6 إبريل 2014
بواسطة mhmudzeed
عدد زيارات الموقع
19,525
ساحة النقاش