محمد شو

العالم بين يديك

عرفات مودّعا في سفرة الذهاب بلا عودة

بعد مرور 8 سنوات على وفاته، عاد ملف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى الواجهة بقوة، بعد نشر فضائية "الجزيرة" تحقيقا رجح فرضية أنه مات مسموما.

وبمجرد متابعتها للتقرير وافقت مختلف الفصائل الفلسطينية على استخراج رفات الزعيم الفلسطيني الراحل وفتح تحقيق جدي في الحادثة متّهمة إسرائيل بالضلوع فيها، في خطوة فسرها مراقبون بأنها محاولة لتجنب المزايدة السياسية من "القناة" ومن الخصوم من داخل الفصائل.

وخلص تقرير "الجزيرة" الذي أنجزه لفائدتها مركز مختص في الإشعاعات النووية بسويسرا، إلى أن الرئيس الفلسطيني توفي مسموما بمادة البولونيوم المشعة.

ويقول مراقبون إن النتيجة معلومة سلفا وأن أي تقرير طبي فيه الحد الأدنى من الشفافية كان سيصل إلى النتيجة ذاتها، وأن "الجزيرة" كانت كم يفسر الماء بالماء.

ويفسر المراقبون إقدام "الجزيرة" على نبش ملف عرفات، مع أن الأولى بالنبش هي السلطة الفلسطينية وزوجته، بمحاولة منها لخلق قضية تعيد لها البريق في ظل تقييمات كثيرة تقول إنها تتراجع وتفقد جمهورها خاصة بفعل الدور الذي لعبته في ليبيا وسوريا.

ويعدّ ملف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي نتيجة مرض غامض أحد أهم الملفات الجنائية على المستوى الدولي، وهي قضية تمسّ جهات فلسطينية وعربية وعالمية عديدة، منظمات ودول وأجهزة استخبارات..

وتواجه السلطة الفلسطينية اتهامات بالمشاركة في اخفاء حقيقة وفاة ياسر عرفات والتراخي في فتح تحقيق جنائي رسمي في ملابسات عملية اغتياله التي لاتزال غامضة.

يشار إلى أنه عندما توفي ياسر عرفات في باريس في 2004 بعد مرض مفاجئ حيّر الأطباء، رجّحت الفرضيات أن أبا عمار قضى بالسم وأن اسرائيل ضليعة بشكل مباشر في عملية اغتياله على طريقة اغتيال الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو..

ورغم أن تقرير الجزيرة لم يؤكّد جازما فرضية الجريمة ولم يحسم أمر فاعلها ولا طريقة دسّ السم، إلا أنه أكّد صحّة فرضيات تسمّم ياسر عرفات، حيث قال فرانسوا بوشو، مدير مخبر "رادييشين فيزيكس" في لوزان، إن التحاليل التي استغرقت تسعة أشهر، وتركز على عينات بيولوجية أخذت من الأغراض الشخصية لياسر عرفات سلمها المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس، حيث توفي، كشفت عن "وجود معدلات عالية من مادة البولونيوم السامة".

وهذه النتائج لا يمكن تأكيدها بصفة قاطعة وحاسمة إلا من خلال فحص عيّنات من جثّة ياسر عرفات أو التربة التي تحيط برفاته، وفق ما صرّح به فرانسوا بوشو لـ"الجزيرة".. وإذا أثبتت تلك التحاليل وجود نسبة عالية من البولونيوم، فإن ذلك سيكون حجة دامغة على أنه تعرض للتسمّم.

وعلى ضوء ما كشفه تقرير الجزيرة أعلنت السلطة الفلسطينية أنها على استعداد لتسهيل عملية فحص رفات ياسر عرفات للتثبت من صحّة ما جاء في نتائج المختبر السويسري والتي تعارضت مع النتائج المذكورة في الملف الطبي لعرفات بمستشفى بيرسي العسكري بالضاحية الغربية للعاصمة الفرنسية باريس.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "أن السلطة الفلسطينية لا تمانع فحص رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات". وفي ذات السياق دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار لجنة التحقيق الدولية التي شكلت حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري".

من جانبها دعت "حماس" إلى تشكيل لجنة وطنية عليا لاستكمال التحقيق في وفاة أبو عمار، محمّلة اسرائيل مسؤولية تصفيته.. وهو ما يؤكّده رئيس مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة الذي اتهم إسرائيل بالوقوف وراء "عملية اغتيال عرفات بالسم".

يشار إلى أنه ومنذ أن تم الإعلان عن إصابة ياسر عرفات بمرض غامض توجّهت الشكوك نحو اسرائيل التي كانت تفرض حصار خانقا على الرئيس الراحل في المقاطعة برام الله قبل نقله إلى باريس. وكانت تشرف على كل ما يصله من أكل وشراب ودواء.

وبالتالي هي من قامت بتصفيته من خلال تسميمه، حسب ما يؤكّده محلّلون سياسيون ومهتمون بالشأن الفلسطيني في الداخل والخارج، مشيرين إلى ان هذه العملية يصعب أن تتم إلا بمساعدة إحدى الشخصيات الفلسطينية المقربة من أبو عمّار.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 5 يوليو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,339