من سنن العرب في لغتهم زيادة بعض الحروف أو الكلمات، منها الباء الزائدة: كقولهم أخذت بزمام الناقة، أي أخذت زمام الناقة.
وفي قوله تعالى حكاية عن هارون (لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) الباء زائدة.
ونقول: لات حين كذا، وفي قوله تعالى (ولات حين مناص) أي لا حين والتاء زائدة وصلة.
ومنها زيادة “لا”، كما في قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) أي أقسِمُ.
و”لا” من الحروف الزائدة كتتمة الكلام والمعنى إلغاؤها: كقوله في الفاتحة (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) أي والضالين.
وفي قوله تعالى (ما منعك ألا تسجد).
ومنها زيادة “ما” كقوله عز وجل “فبما رحمة من الله لِنتَ لهم” أي فبرحمة من الله. وكقوله تعالى (فبما نقضهم ميثاقهم) أي فبنقضهم ميثاقهم.
وكقوله عز وجل (وقليل ما هُم) أي قليل هم.
وكقول الشاعر:
لأمـْرٍ مــــا تصــــــرّفَتِ الليـــالي
لأمــــرٍ ما تصـــرفــت النجــــومُ
أي لأمرٍ تصرّفت. وقد زادت “ما” في ربّ، كقول السلف رُبما أعلمُ فأذرُ.
وكقوله تعالى “ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين”.
ومنها زيادة “مِن” كقوله تعالى (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها)، والمعنى ما تسقط ورقة، وكقوله تعالى (وكم من ملكٍ في السماوات) أي وكم ملكٌ “وكم من قرية أهلكناها”، وكقوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم).
ومنها زيادة اللام كما قوله تعالى (للذين هم لربهم يُرْهَبون)، وقوله تعالى (إن كنتم للرؤيا تعبُرُون) أي إن كنتم الرؤيا تَعبُرون.
وزيادة “كان” كما في قوله تعالى (وما عِلْمي بما كانوا يعملون) أي بما يعملون، وكما قال الشاعر الفرزدق
فكيف إذا رأيت ديار قومٍ وجيرانٍ لنا، كانوا كِرامِ
ومنها زيادة الاسم كقوله (باسم الله مجراها) المراد بالله.
عبد الجبار بن حمديس:
فارقتكُمْ وفراقكُمْ صَعْبُ لا الجسمُ يحمله ولا القلبُ
قُتِلَ البعادُ فما أشيرَ به حتّى تَمّزّقُ بيننا القربُ
أمقيمةٌ والرّكبُ مُرْتَحِلٌ بالصّبْرِ عنك تَرَحَّلَ الركبُ
كم ذا يزور البحرَ بحرُ أسى في العين منك جُمَانُهُ رطبُ
ما كان نأيي عن ذراك قلى فيموتَ بعْدَ حياتِهِ الحبُّ
إني لأرْجُو السلمَ من زمنٍ قامَتْ على ساقٍ له حَرْبُ
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش