قال رئيس مجلس الدوما الروسي(البرلمان) سيرغي ناريشكين، يوم الثلاثاء، إنه لا يمكن حل المشكلة السورية إلا بناءً على الحوار السوري الداخلي, محذرا الاسرة الدولية من استخدام القوة في هذا الموضوع.
وقال ناريشكين، في كلمة ألقاها أمام طلاب وأساتذة أكاديمية الإدارة في العاصمة البلاروسية مينسك, نقلتها وكالة ايتار تاس "نحن نعتبر أن حل المشكلة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا بناءً على الحوار السوري الداخلي والحوار بين الطرفين المتنازعين".
ودعا مجلس الدوما الروسي في أكثر من مناسبة، إلى الحيلولة دون تكرار السيناريو الليبي وأي تدخل خارجي يهدف إلى تغيير القيادة الحالية في سورية، مؤكدا على الحوار للخروج من الأزمة.
وأضاف ناريشكين أن "التوتر في سورية يثير القلق", مبينا "أعلنا عدم قبولنا بموقف بعض الدول، وسنحذر بشتى الوسائل الأسرة الدولية من استخدام القوة علما أن، ذلك قد يزيد من التوتر ويؤدي إلى نشوب حرب أهلية".
وتتحدث تقارير إعلامية عن تصاعد أعمال العنف في الأيام الأخيرة في عدة مناطق بسورية، والتي أدت إلى مصرع الكثير من الضحايا والجرحى, فضلا عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة, حيث تعاني اغلب المناطق من نقص في المواد الغذائية والطبية وفقدان المحروقات والاتصالات والماء.
وحاولت عدة دول غربية مؤخرا استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الأحداث التي تجري في سورية, إلا أن المحاولات باءت بالفشل بسبب استخدام كلا من روسيا والصين حق النقض الفيتو, الأمر الذي أثار إدانات دولية شديدة.
وتأتي تصريحات رئيس مجلس الدوما الروسي بعد دعوة المبعوث الاممي بشان سورية كوفي عنان ، عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن مؤخرا إلى محادثات حول إمكانية تشكيل مجموعة اتصال دولية تضم الدول المنخرطة في الملف السوري لحل الأزمة، مضيفا أن مجموعة الاتصال هذه يجب أن تضم دولاً لها نفوذ على الحكومة والمعارضة، دون الإفصاح عن من سيقوم بتشكيل أعضاء مجموعة الاتصال هذه, فيما توقع دبلوماسيون ان يتم عقد اجتماع للمجموعة اخر حزيران الجاري.
كما دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشهر الجاري، إلى اجتماع دولي موسع بشأن الأزمة في سوريا يضم إيران وتركيا بهدف دعم خطة عنان، فيما رفضت بعض الدول منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشاركة إيران كونها حليف للحكومة السورية, كما اعلن المبعوث الاممي بشان سورية كوفي عنان, ان ايران يجب ان تشارك في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشان سورية والتي من المتوقع عقده اخر حزيران الجاري.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, قال خلال اتصال هاتفي أجراه مع عنان الأسبوع الماضي، إن المؤتمر الدولي حول سورية، الذي اقترحته روسيا من شأنه توفير ظروف مواتية لبدء حوار سياسي بين الأطراف السورية.
وأكد لافروف مؤخرا، أن الهدف من عقد مؤتمر دولي حول سورية يتمثل في المساعدة على وقف إراقة الدماء في سوريا وإطلاق العملية السياسية التي سيتبنى السوريون بأنفسهم في سياقها قرارا حول مستقبل دولتهم.
وشددت روسيا, في أكثر من مناسبة, على أهمية حل الأزمة السورية بالطرق السياسية السلمية عن طريق إجراء حوار وطني شامل, بعيدا عن أي تدخل عسكري, منوهة بالمشاريع الإصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية.
وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 15 شهرا تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط ألاف الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين داخل وخارج البلاد.
ساحة النقاش