حذر وزير الخارجية الاسباني خوسييه مارغايو، يوم الثلاثاء، من حرب أهلية "دموية وطويلة" في سوريا قد تمتد إلى دول الجوار في ظل استمرار أعمال العنف، مستبعدا في الوقت نفسه أي تدخل عسكري في المرحلة الراهنة.
وقال مارغايو في اجتماع اللجنة المشتركة في البرلمان الاسباني لشؤون الاتحاد الأوروبي، وفق وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إن "المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى صيغة تفاهم مع روسيا التي تلعب دورا حاسما في الأزمة السورية للتوصل إلى قرار في مجلس الأمن يجيز اتخاذ إجراءات في حال تم تهديد السلام في المنطقة بما في ذلك التدخل المسلح".
وسيتوجه مارغايو إلى روسيا في الـ16 من شهر المقبل ليبحث مع السلطات الروسية تطورات الأزمة في سوريا.
واستبعد الوزير الأسباني أي "تدخل عسكري في سوريا في المرحلة الراهنة" مؤكدا على أن "الهدف المباشر والفوري في ذلك البلد وقف أعمال القتل وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين فيما يتلخص الهدف العام في تغيير النظام في سوريا وإقامة نظام ديمقراطي حر يحترم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات العرقية والدينية".
وتأتي تصريحات الوزير الأسباني بعد دعوة المبعوث الاممي بشان سورية كوفي عنان ، عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن مؤخرا إلى محادثات حول إمكانية تشكيل مجموعة اتصال دولية تضم الدول المنخرطة في الملف السوري لحل الأزمة، مضيفا أن مجموعة الاتصال هذه يجب أن تضم دولاً لها نفوذ على الحكومة والمعارضة، دون الإفصاح عن من سيقوم بتشكيل أعضاء مجموعة الاتصال هذه, فيما توقع دبلوماسيون ان يتم عقد اجتماع للمجموعة اخر حزيران الجاري.
كما دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشهر الجاري، إلى اجتماع دولي موسع بشأن الأزمة في سوريا يضم إيران وتركيا بهدف دعم خطة عنان، فيما رفضت بعض الدول منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشاركة إيران كونها حليف للحكومة السورية, كما أعلن المبعوث الاممي بشان سورية كوفي عنان, أن إيران يجب أن تشارك في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشان سورية والتي من المتوقع عقده اخر حزيران الجاري.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, قال خلال اتصال هاتفي أجراه مع عنان الأسبوع الماضي، إن المؤتمر الدولي حول سورية، الذي اقترحته روسيا من شأنه توفير ظروف مواتية لبدء حوار سياسي بين الأطراف السورية.
ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة في كيفية التعامل مع الأزمة السورية, حيث تطالب مجموعة من المنظمات والدول على رأسها الجامعة العربية والإتحاد الأوروبي إضافة إلى أميركا بتشديد العقوبات على السلطات السورية لوقف "العنف"، في حين ترى مجموعة أخرى على رأسها الصين وروسيا والبرازيل أن ما يحدث في سورية شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني، رافضة أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري.
وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 15 شهرا تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط ألاف الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين داخل وخارج البلاد.
ساحة النقاش