منذ ثلاثين عاما ويعتبرها الكثيرون «ظاهرة».. استطاعت مغنية البوب الأمريكية مادونا أن تفرض نفسها فى عالم الغناء ليس فقط بصوتها وإنما برقصاتها وحركاتها المثيرة على المسرح وفى أغانيها المصورة مما يثير دائما جدلا حولها ما بين انتقادات حادة وإعجاب كبير ظهر فى اندفاع جماهير غفيرة من الشباب لسماع أغانيها وحضور حفلاتها، ويبدو أن الزمن يعيد نفسه..

فاختارت مغنية البوب الشهيرة أن تتعرى أمام جمهورها فى حفلاتها الترويجية التى تقوم بها الآن لألبومها الجديد «mdna» لتثير حماسهم كما كانت تفعل فى الماضى بل وتفوهت بعبارات اعتبرها البعض سبا للجمهور، وهو ما أثار موجة غضب هائلة ضدها فى العالم كله خاصة بعد حفلاتها الأخيرة فى روما والخليج واسطنبول، بعد أن قامت بتعرية أجزاء من جسدها على المسرح ولا أحد يعرف لماذا تفعل ذلك، وأرجع بعض المقربين تلك التصرفات إلى أنها تحاول أن تحتفظ بجمهورها ولتحقق ضجة إعلامية لفترة طويلة تساعد ألبومها على تحقيق أعلى المبيعات وأشار البعض إلى أنها ربما تحاول استعادة شعورها بأنها ما زالت فتاة مثيرة خاصة رغم أنها اقتربت من الستين عاما.

وصرحت مادونا بأنها لا تتأثر بما يوجه إليها من انتقادات وأن جمهورها يحبها والدليل على ذلك أن تذاكر حفلاتها تباع بمجرد طرحها وينتظر الجمهور حضورها ربما لساعتين أو  أكثر «جمهورى يعشقنى ويثق بى وأنا أثق به، وأنا أخطط وأجهز دائما لحفلاتى لأعطى الجمهور ما ينتظره منى، من موسيقى مذهلة ورقص رائع وفريق محترف يعمل معى ليخرج العرض فى أبهى وأكمل صوره ويكون الحفل متعة للعين والاذن وهو ما أسعى إليه لأسعد جمهورى» ولم تعلق على تصرفاتها التى أثارت الانتقادات.

وكانت قد صرحت من قبل «إذا استطعنا جميعنا ان نرتفع فوق مصالحنا ومناصبنا واسماء بلادنا وديننا وتعاملنا باحترام فسنكون على أول طريق السلام وهو ما أتمنى أن يتحقق فى الشرق الأوسط ليتحقق بعد ذلك فى العالم» وعلق البعض أنها تقول شىء وتفعل شيئا آخر فهى فى نفس الوقت تقدم فقرة خلال إحدى حفلاتها الأخيرة وهى ممسكة بسلاح إلى وفرقتها كذلك، كما انها تنادى بالحرية الدينية والسياسية ولكنها تسخر وتستفز الجمهور دينيا وسياسيا فقد اثارت غضب السياسية الفرنسية مارين لوبان بعد ان عرضت صورتها ورمز النازية يتوسط جبهتها فى احد حفلاتها، كما ارتدت اقنعة لبعض القادة العرب اصحاب الحكم الديكتاتورى.

وردت مادونا عن ما يقال حول ارتفاع اسعار تذاكر حفلاتها الذى وصل إلى 300 دولار للتذكرة «أعتقد أننى استحق هذا المبلغ، فالناس تنفق الكثير من المال لشراء حقائب وغيرها من الأشياء ربما الجنونية لذا يمكن ان يوفروا هذا المبلغ ويحضرون حفلتى».

ويواجه ألبومها ازمة حقيقية فى مبيعاته بالرغم ما تفعله لترويجه، فقد حقق فى أسبوعه الأول مبيعات مرتفعة حيث بيع منه 359.000 نسخة واحتل المركز الثامن فى سباق أفضل مائتى ألبوم فى مجلة بيلبورد وعلى الرغم من تلك المبيعات الا انه نشر على موقع الديلى ميل ان هناك بعض الاحتيال فى الامر حيث انه توزع نسخة من الألبوم على كل تذكرة تباع لحفلاتها وهو ما يزيد من المبيعات لان تذاكر تلك الحفلات تباع بالكامل.

كما نشرت مجلة هوليوود ريبورتر ان مبيعات هذا الالبوم هبطت وستهبط طبقا لما نشر على موقع فوربس لأن الألبومات التى بيعت منفردة بعيدا عن الحفلات وصل عددها إلى 197.000 نسخة.

وفى النهاية يجب الاعتراف أن مادونا نجحت فى احداث ضجة اعلامية حولها وبالتأكيد هو أمر كان مخططا له من البداية.