محمد شو

العالم بين يديك

authentication required

صالح بن عبد الله السليمان

الدكتور عبد الموجود راجح عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب وعضو حزب الحرية والعدالة قال في لقاء له كلمة مهمة جدا، كم أحب أن تكون هي الحقيقة، وأن تتبعها كل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، إذ قال: "نحن لا نمثل الإسلام، بل نمثل فهمنا للإسلام، وفهمنا قد يكون فيه أخطاء"؛ هذه تذكرني بقول الإمام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

كل الخوف من الذين يقولون "رأينا هو الصواب ورأي غيرنا خطأ"، وقد يزيدون العيار، فيقولون "رأينا هو الصواب ورأي غيرنا كفر"، أو رأينا هو الصواب ورأي غيرنا خيانة!! كل هؤلاء، سواء من تيارات إسلامية، أو ليبرالية أو علمانية يتبعون شعار فرعون في قوله تعالى "قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ".

وهنا نأتي إلى سؤال مهم، كيف نعرف الصواب من الخطأ، وكيف نعرف الرأي الذي قد يخالطه خطأ أو يخالطه صواب؟

الحل هو بالحوار، الحوار بالعقل، وبالمنطق، والحجة والدليل، ولن يكون الحوار بالسب والشتم والتخوين والتشكيك غير المبرر إلا بالمخاوف والأوهام والحكم بالنوايا.

يجب أن نتحول عن هذه الدائرة المفرغة التي أقحمنا فيها أنفسنا، ونتناقش مع الرأي الآخر والمخالف لنا بالحكمة والموعظة الحسنة، ونتجادل معهم كما أمر ربنا "بالتي هي أحسن". 

إن الفاشل والجاهل وعديم الحجة هو الذي ينطلق في حملات تشويه وسب وقذف، ولا يتناقش بالعقل، ولا يتبع أوامر الله، بل يتبع سبيل الطغاة، الذين عندما عجزوا عن الجدال بالعقل والحكمة مع المسلمين في كل العصور، قالوا "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون".

لنفتح أبواب الحوار، ولنتسلح بالعلم والعقل، ولنناقش مخالفينا بالحكمة، وعندما نعجز، فسنعرف ذلك، وعندما لا نجد لدينا سلاحا إلا السب والشتم والتخوين وحساب الضمائر وجرح الأشخاص، حينها نتأكد أننا قد هزمنا، وأن العقل والحكمة والحجة ليست إلى جانبنا، لذا لجأنا إلى هذه الأساليب، مخالفين فيها ديننا وربنا، ربنا الذي نهانا عن سب آلهة الكفار، أمرا صريحا مباشرا، فقال جل وعلا "وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".

هذه الأوامر الإلهية هي للدعوة لأهم شيء في حياة البشر، وهي الدعوة للتوحيد، فكيف نخالفها فيما دونها؛ فأمور السياسة والاقتصاد والاجتماع، وحتى بعض الأمور الفقهية جائز الاختلاف فيها، ولكن نرى البعض ويا للأسف يبتعدون عن أمر الله وهم يدعون إلى ما يعتبرونه طاعة لله. 

أتدعون إلى الله بما يخالف أمره؟ أينصر حق بباطل؟ بل بلغ بالكثير من هؤلاء، عندما تقول له قال الله أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم، يرد عليك بقال فلان، أو قال فلان. ويترك أمرا صريحا مباشرا في القران الكريم ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، لأقوال بشر قد يصيبون ويخطئون.

اتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم، ولنجتمع ونتناقش وليدل كل بدلوه، ولا نتنابز بالألقاب، وآخر قولي هو قول ربنا العليم الحكيم "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ".
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي

<!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

271,899