محمد شو

العالم بين يديك

أجرت إيران محادثات "مكثفة وشاقة" الاثنين مع القوى العالمية الست المعنية ببرنامجها النووي ولكن دون احراز تقدم واضح نحو انهاء نزاع مستمر منذ عشر سنوات يهدد بنشوب حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

وتمسك المتحدث باسم رئيسة الوفد الذي يتفاوض مع إيران بالأمل في احراز تقدم في اليوم الثاني والاخير من المحادثات.

وقال مايكل مان المتحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي "تبادل وجهات النظر بيننا اتسم بالحدة والصعوبة." وأضاف "اتفقنا على ان نفكر مليا في مواقف بعضنا بعضا خلال الليل".

وتجيء محادثات موسكو في اعقاب جولتين من المفاوضات منذ استئنافها في ابريل نيسان بعد توقف دام 15 شهرا كثف الغرب خلاله ضغوطه المتمثلة في العقوبات وكررت إسرائيل تهديدها بقصف المواقع النووية الإيرانية اذا فشلت الدبلوماسية في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.

وقال دبلوماسيون غربيون انه خلال خمس ساعات من المحادثات التي جرت في فندق بموسكو أصرت إيران التي تقول ان انشطتها النووية سلمية تماما على تخفيف العقوبات والاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم وهي شروط ليس من المرجح ان تقبلها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

وقال دبلوماسي غربي يشارك في المحادثات بالعاصمة الروسية "لم نتوصل إلى اتفاق ولكن الامر اكثر تعقيدا من ذلك. لم نكمل المحادثات".

وطالبت سلسلة قرارات اصدرها مجلس الأمن الدولي منذ عام 2006 إيران بتعليق كل انشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بسبب القلق من طبيعة برنامجها النووي.

وتدخل عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حيز التنفيذ خلال اسبوعين وهددت إسرائيل بمهاجمة إيران اذا لم يتم التوصل إلى حل للنزاع كما سادت اسواق النفط حالة من الارتباك بسبب احتمالات تزايد حدة التوتر في المنطقة.
وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي والمشارك في المفاوضات "العقبة الرئيسية هي أنه من الصعب والعسير التقريب بين مواقف الجانبين".

وقال خبراء انه ليس من المرجح حدوث انفراجة نظرا لأن القوى الست وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تتحفظ ازاء تقديم تنازلات تتيح لطهران إطالة أمد المحادثات وكسب الوقت اللازم لاكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية.

وقال دبلوماسي إيراني "الاجواء حتى الان ليست ايجابية على الاطلاق".

ويسري حظر فرضه الاتحاد الاوروبي على استيراد النفط الإيراني بدءا من الأول من يوليو تموز وتدخل عقوبات أمية جديدة في القطاع المالي حيز التنفيذ قبل ذلك ببضعة ايام. وتراجعت صادرات النفط الخام الإيرانية بنحو 40 في المئة هذا العام طبقا لما أعلنته وكالة الطاقة الدولية.

وفي زيادة للضغوط قالت إسرائيل التي يعتقد انها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط ان الوقت ينفد أمام القيام بأي ضربات جوية مؤثرة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي امس الأحد إن إسرائيل "قد تجد نفسها امام محنة الاختيار بين قنبلة "إيران" او ان تقصف "إيران"". 

وأضاف "اذا كان هذا هو الخيار.. حينئذ يصبح قصف "إيران" أفضل من قنبلة "في يد إيران" آمل الا نواجه هذه المحنة". 

وقال دبلوماسيون غربيون ان المؤشر الايجابي الوحيد الذي ظهر من محادثات اليوم هي أن طهران ابدت اخيرا استعدادا لمناقشة القضية الاكثر الحاحا بالنسبة للغرب والمتمثلة في اليورانيوم عالي التخصيب.

وأعلنت إيران في اوائل 2010 انها بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاوة تصل إلى 20 في المئة وهو مستوى اعلى بكثير من النسبة المطلوبة لتوليد الكهرباء ويعتبرها بعض الخبراء هذه خطوة خطيرة نحو القدرة على انتاج المادة الانشطارية التي تستخدم في صنع القنابل النووية.

وقال دبلوماسي غربي "كانوا واضحين للغاية اكثر من اي وقت مضى في الحديث عن نسبة العشرين في المئة "لتخصيب اليورانيوم" بطريقة مفصلة وصريحة".

وفي إيران قال الرئيس محمود أحمدي نجاد ان طهران ستكون مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى إذا وافقت القوى العالمية على توفير احتياجاتها من الوقود الذي تحتاجه لمفاعل بحثي يقوم بتصنيع النظائر الطبية.

وقال نجاد في تصريحات نشرت على موقع الرئاسة على الانترنت "من البداية أوضحت الجمهورية الإسلامية أنه إذا وفرت الدول الأوروبية وقودا بدرجة تخصيب 20 بالمئة لإيران فلن تقوم بالتخصيب لهذه الدرجة".

ولكن ليس من الواضح مدى النفوذ الذي يملكه الرئيس الايراني على المفاوضات وما اذا كانت تصريحاته تعكس موقف طهران في المحادثات.

لكن الرئيس الإيراني يترك منصبه بعد انتخابات العام القادم وتحدثت تقارير عن خلاف بينه وبين الزعيم الإيراني الأعلى اية الله علي خامنئي صاحب القول الفصل في الاستراتيجية النووية. 

وتريد القوى الست ردا ملموسا على عرضها تقديم امدادات وقود لمفاعل ابحاث وتخفيف العقوبات على مبيعات قطع الطائرات التجارية لإيران.

وخلال المحادثات التي جرت في العاصمة العراقية بغداد الشهر الماضي طلبت الدول الست من طهران في المقابل وقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة اعلى وشحن اي مخزون لديها إلى خارج البلاد واغلاق منشأة فوردو التي تقوم فيها بهذه الانشطة تحت الارض.

ولا يزال انعدام الثقة تجاه إيران كبيرا. ولم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اقناع إيران خلال محادثات جرت هذا الشهر من السماح لها بتفتيش موقع بارشين العسكري الذي تشتبه في انها تجرى بداخله ابحاثا تتعلق بالقنبلة النووية. <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,471