السيد راضي وخيرية أحمد في مسلسل «سلطان الغرام»
احتفى الوسط الفني بالذكرى الثالثة لرحيل الفنان السيد راضي بصورة لم يسبق لها مثيل، حيث أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية احتفالية تضمنت معرضاً لمقتنياته، والأوسمة التي حصل عليها في مشواره، وعُرض خلالها فيلم تسجيلي تناول قصة حياته، إضافة إلى شهادات بعض رفاقه، ومنهم الكاتب بهيج إسماعيل، وأحمد هيكل، والفنانون حسن يوسف، وأحمد بدير، وهالة فاخر، كما أطلقت جائزة باسمه في الإخراج الكوميدي.
يعد الراحل أحد أهم الفنانين المصريين، حيث لم يقتصر نشاطه على التمثيل، ولكنه امتد إلى التأليف والإخراج المسرحي، ومثلما كانت له أيادٍ بيضاء على الفن في مصر، كانت له مساهمات كبيرة أيضاً في المسرح العربي، وتحديداً في ليبيا وتونس.
وقد ولد السيد راضي في الخامس من فبراير عام 1935 في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وسط دلتا مصر في أسرة فنية، حيث عمل شقيقه محمد راضي في الإخراج السينمائي، وشقيقه منير راضي في التصوير قبل أن يتجه إلى الإخراج، وعفاف راضي التي اتجهت إلى الغناء.
أسس مسرح الطفل
ونظراً لعمل الوالد في القاهرة انتقلت الأسرة بالكامل للإقامة فيها، وعقب حصوله على الثانوية العامة قرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج في قسم الاخراج والتمثيل عام 1960، ومارس التمثيل عقب تخرجه إلى جانب الإخراج المسرحي الذي ساهم من خلاله في رفع شأن المسرح المصري خصوصا، وأنه أخرج أكثر من 25 مسرحية للقطاع الخاص أو العام، ومنها «الدخول بالملابس الرسمية» لسهير البابلي وإسعاد يونس وأبوبكر عزت، و«انتهى الدرس يا غبي» لمحمد صبحي، و«الصعايدة وصلوا» لأحمد بدير وسعاد نصر، و«البرنسيسة»، و«دلع الهوانم»، و«سوق الحلاوة»، و«خد الفلوس واجري».
كما أسس مسرح الطفل في مصر عام 1983، وقدم من خلاله العديد من المسرحيات، منها «مصنع الشيكولاته»، و«الأمير الصغير»، و«نعم ولا»، و«السيرك»، وأسس أيضا مسرح الطفل الفلسطيني، وأقام مهرجان «موليير» المسرحي واخرج فيه مسرحيات «البخيل»، و«طيب رغم أنفه»، و«مريض بالوهم»، وأسس فرقة مسرحية عرفت باسم «الكوميدي شو».
ولم يقتصر عطاؤه على المسرح المصري ولكنه امتد إلى ليبيا، حيث عمل خبيرا مسرحيا في المسرح الليبي في مدينة بنغازي خلال عامي 1971 و1972، كما أسس مهرجان سوسة المسرحي في تونس عام 1987، وعمل أيضا في مهرجان المنستير الذي أخرج له ثلاث مسرحيات.
أدوار مركبة
وشارك راضي خلال الستينيات من القرن الماضي بأدوار صغيرة في أفلام «العبيط» أمام فريد شوقي وناهد شريف وأبوبكر عزت وإخراج السيد بدير عام 1966 و»كيف تسرق مليونيرا» أمام محمد عوض وعبدالمنعم ابراهيم ومحمد رضا وعادل إمام واخراج نجدي حافظ، و«فتاة الاستعراض» أمام سعاد حسني وحسن يوسف وعادل إمام وعبد المنعم مدبولي. واشتهر السيد راضي على صعيد التمثيل في بداياته بتقديم الأدوار المركبة التي تتطلب مهارات خاصة في من يتصدى لتجسيدها، وهو ما تجلى بصورة كبيرة في الافلام التي تعاون فيها مع شقيقه المخرج محمد راضي في أفلام «الإنس والجن» أمام عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي، و«أبناء الصمت» أمام محمود مرسي ونور الشريف وميرفت أمين وأحمد زكي ومحمد صبحي وسيد زيان، و«وراء الشمس» أمام نادية لطفي ورشدي أباظة وشكري سرحان ومحمود المليجي وأحمد زكي، و«الهروب من الخانكة» أمام نبيلة عبيد وعزت العلايلي ومريم فخر الدين وكمال الشناوي، كما قدم مع شقيقه منير راضي واحدا من أفضل أدواره السينمائية في فيلم «موعد مع الرئيس» أمام كمال الشناوي وفاروق الفيشاوي وسعيد عبدالغني.
دراما تاريخية وجاسوسية
وبعيدا عن تعاونه مع شقيقيه محمد ومنير، شارك بأدوار متميزة في أفلام تولى إخراجها آخرون، ومنها «الذل» أمام يحيى الفخراني وليلى علوي واحمد بدير، و«مهمة في تل أبيب» أمام نادية الجندي وكمال الشناوي، و«اغتيال» امام نادية الجندي ومحمود حميدة، و«48 ساعة في اسرائيل» امام نادية الجندي وفاروق الفيشاوي ومحمد مختار ومحمد رياض، و«مجرم مع مرتبة الشرف» امام رغدة وهشام عبدالحميد، و«ظاظا» امام هاني رمزي واخراج علي عبد الخالق.
وكان للسيد راضي باع طويل في الدراما التلفزيونية التي قدم فيها مختلف الشخصيات الكوميدية والمركبة والشريرة سواء في المسلسلات الاجتماعية أو التاريخية أو الكوميدية أو الجاسوسية، وغيرها، ومن أبرز المسلسلات التي شارك في بطولتها «رأفت الهجان» امام محمود عبدالعزيز ويسرا وايمان الطوخي واخراج يحيى العلمي، و»ألف ليلة وليلة» امام يحيى الفخراني واخراج جمال عبدالحميد، و«السيرة الهلالية» امام أحمد عبدالعزيز وجمال عبدالناصر ورياض الخولي وتأليف يسري الجندي، و»سيف الدولة الحمداني» امام احمد عبدالعزيز وميرنا وليد واخراج ممدوح مراد، و»لا أحد ينام في الاسكندرية»، و«الظاهر بيبرس» و«سارة»، و«سلطان الغرام»، وغيرها.
كما شارك مع المؤلف أحمد هيكل في كتابة القصة والسيناريو والحوار في عدد من المسلسلات التي تولت إنتاجها شركة صوت القاهرة أو قطاع الانتاج في التليفزيون المصري.
أعلى درجة فنية
وتقلد راضي خلال مشواره الفني العديد من المناصب، منها مدير المسرح الكوميدي عام 1980 ورئيس لجان الإنتاج المشترك في البيت الفني للمسرح عام 1987 وعضو المجلس الأعلى المصري للثقافة عام 1992 ووكيل وزارة الثقافة عام 1996، كما انتخب رئيسا للاتحاد العام لنقابات المهن الفنية التي تضم المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية عام 1993 وانتخب ايضا ممثلا لقارة أفريقيا في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقابات الفنية في واشنطن عام 1995، وحصل على أعلى درجة فنية، وهي «فنان قدير» بقرار من رئيس الوزراء المصري عام 1985. وعمل لفترة منتجا فنيا، واستطاع بعلاقاته العربية الوطيدة استقطاب عدد من الفنانين العرب الى مصر، حيث قدمت المطربة الكبيرة فيروز أربع حفلات على مسرحه «الاندلس»، واستقدم أيضا عليا التونسية. وعلى الرغم من انه لم يرزق بأبناء فإنه كان يشتهر في الوسط الفني بلقب «بابا»، حيث كان قلبه وبيته مفتوحين لكل الفنانين من مختلف الأجيال.
«الحياة لونها بمبي»
ظل السيد راضي يعمل حتى أيامه الأخيرة، حيث كان معروفا عنه أنه شعلة نشاط، وفي بداية عام 2009 تعرض لأزمة صحية مفاجئة أثناء تصوير دوره في مسلسل «الحياة لونها بمبي» مع مصطفى فهمي ورانيا فريد شوقي، وأثبتت التحاليل الطبية التي أجريت له وجود مياه على الرئة، وبعض الأورام في جسده، وبعد أسابيع قليلة من المرض توفي فجر يوم الجمعة العاشر من أبريل 2009 عن عمر يناهز 74 عاما.
ساحة النقاش