فتح اعلان المملكة العربية السعودية السبت لوفاة ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي كان يعالج في أحد المستشفيات في جنيف،الباب مجددا على صراع ولاية العهد داخل العائلة الحاكمة في المملكة التي تعتبر اهم مصدر للنفط في العالم.
وشكل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2007 هيئة البيعة، المكونة 35 أميراً من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز، برئاسة أكبر الأبناء سناً بعد الملك وولي العهد، الأمير مشعل بن عبدالعزيز، علي أن تتولي مهمة اختيار ولي العهد.
ويرى مراقبون ان الخلافات تكمن في اختيار وليا للعهد اضافة الى اختيار وزيرا للداخلية، وقالت مصادر داخل العائلة الحاكمة في السعودية لـ"القدس العربي" ان الامير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع الحالي ورغم انه الاقرب لولاية العهد الا ان هذه المصادر قالت ان العاهل السعودي يريد اختيار امير شاب من العائلة.
ورجحت هذه المصادر ان الحديث يدور في اروقة العائلة الحاكمة عن ان يتم تجاوز الامير سلمان لولاية العهد ويتم اختيار الامير احمد بن عبدالعزيز (وهو سديري وثاني اصغر ابناء الملك الراحل عبد العزيز بعد الامير مقرن رئيس الاستخبارات)، والذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية لولاية العهد، وان يتم تعيين الامير محمد بن نايف الذي يشغل منصب مساعد وزير الداخلية ونجل ولي العهدالراحل نايف بن عبد العزيز محل والده كوزيرا للداخلية.
ويرى مراقبون انه اذا في حال تم تعيين وزير الدفاع السعودي الحالي الامير سلمان بن عبدالعزيز في منصب ولي العهد، فان ذلك سينتج عنه تعينات وتغيرات كثيرة في صفوف الامراء .
الجدير بالذكر ان كانت انباء تتحدث عن ان ولي العهد السعودي الاسبق والراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز كان يدفع قبل وفاته لتعيين الامير سلمان نائبا ثانيا، وانه كان يفضل تعيين الامير سلمان في هذا المنصب عوضا عن الامير الراحل نايف بن عبد العزيز.
وكان العاهل السعودي عين الامير الراحل نايف بن عبد العزيز في اذار (مارس) 2009 نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، عقب تدهور الحالة الصحية لولي العهد الاسبق الراحل الامير سلطان بن عبد العزيز، وحاجة العاهل السعودي لمن يدير شؤون المملكة في حالة سفره خارج المملكة.
ومنذ مرض الامير سلطان الذي سبق وفاته يبدو ان حدة التنافس في اوساط الامراء الكبار قد تصاعدت، حيث بدأ كل جناح يعزز مواقعه، ويتطلع الى الوصول الى مواقع اعلى في حال شغور اي منها.
وكان الأمير طلال بن عبد العزيز أحد إخوان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اثار جدلا نادرا بالسعودية حول الخلافة بعد تعيين الأمير نايف نائبا ثانيا لمجلس رئيس الوزراء انذاك.
وطالب الامير طلال بـ'بضرورة أن يتحول هذا المنصب (الذي يجعل من الذي يشغله في الدرجة الثانية من حيث أحقية الخلافة) إلى منصب لتصريف الأمور'.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية بيان الديوان الملكي الذي أعلن فيه أن "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ينعي أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم السبت خارج المملكة".
وقال البيان انه سيصلى على الراحل بعد صلاة المغرب الأحد في المسجد الحرام بمكة المكرمة.وعزّى الديوان الملكي الشعب السعودي بالفقيد.
وكانت الأنباء تحدثت أن الأمير نايف بن عبد العزيز كان يعالج خلال الأيام الماضية في أحد المستشفيات في جنيف من مرض سرطان الدم"اللوكيميا" وآلام في الظهر.
وكان الديوان الملكي السعودي أعلن في 26 مايو / ايار الماضي سفر الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى خارج المملكة (جنيف) لإجراء فحوص طبية، وذلك للمرة الثانية في غضون ثلاثة اشهر.
ويبلغ الأمير نايف من العمر 78 عاما تقريباً وهو من الشخصيات المحورية بالمملكة وتولى الإشراف على تسيير الأمور اليومية للبلاد في غياب الملك عبد الله.
يذكر أن الامير نايف كان يشغل منصب وزير الداخلية منذ السبيعينات، ويعد أقرب إلى رجال الدين المتشددين ذوي النفوذ الواسع في المملكة والذين يحملون الفكر الوهابي، كما أنه من المنتقدين بشدة للغرب ولسياساته.
ساحة النقاش