محمد شو

العالم بين يديك

صالح بن عبد الله السليمان

العلاقات الإنسانية تتداخل ولا تتنافس، فكل إنسان له علاقاته كثيرة، تبدأ من الأسرة ثم العائلة ثم القبيلة ثم الوطن ثم القوم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد علاقات كالوظيفة والعمل، وزملاء في العمل وفي المدرسة والجامعة، وهي علاقات تعتمد على العمل الذي يقوم به الإنسان، ويمكن تأطيرها في الكثير من الأطر كاتحادات الطلبة ونقابات العمال وغيرها.

ومن جهة نجد علاقات الدين، والمذهب، فهذا مسلم وذاك مسيحي. وهذا سني وذاك شيعي. وحتى داخل المذهب الواحد توجد اختلافات، صوفي أو سلفي أو غيرها.

يجب أن تتداخل هذه العلاقات ولا تتنافس وتتقاتل، فلا يجوز أن يتقاتل أبناء الوطن الواحد بسبب اختلافات في الأطر. يكون بينهم الدعوة والتناصح، فمن غير الطبيعي أن يتنافس الإنسان مع نفسه، فهو يحمل هذا التداخل في العلاقات، وهذا الرسم يبين بعض أنواع التداخل، يمكنك استبدال أي محور من المحاور، ولكن لا يمكن أن نجعلها تتنافس، ولا يمكن إلغاء أحدها، وهذا أظنه الفهم الطبيعي للعلاقات الإنسانية.

فعمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض لمسنّ يهودي من بيت مال المسلمين، فلم يرفضه لاختلاف الديانة، بل أعطاه حق المواطنة كاملة. وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم العربي والفارسي والحبشي والرومي، ولم يفرق بينهم، فكلهم مواطنون في الدولة.

إذن لا يصح أن نميز بين المواطنين بسبب العرق أو الدين، فالعلاقات تتكامل بيننا ولا تتفاضل أو تتنافس. والحساب النهائي من دينه الحق ومن رأيه الحق، فهو في يوم الحساب، لقوله تعالى "فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر، إلا من تولى وكفر، فيعذبه الله العذاب الأكبر، إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم".

إن ما يجري على الساحة العربية من تخوين وحرب إعلامية بين أبناء الوطن الواحد، يجب أن يتوقف، لأن هذه الحرب تصب في مصلحة من لا يحب الخير للوطن.

وأكثر هذا التنافس حماقة هو ما يبنى على فرق بين المدن أو القبائل، والأحمق منه من يحاول طرد بعض أبناء الوطن من المشهد بسبب اختلاف الرؤى، أو اختلاف الفكر.

هذا هو رأيي، واحترم كل الآراء. <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

276,748