عباس غالب:
يحتفظ الشعب اليمني في ذاكرته بسجل حافل من التقدير والاعتزاز والوفاء لأشقائه في دولة الإمارات العربية المتحدة على مواقفهم الأخوية الصادقة والداعمة لمساندة شعبنا اليمني في مختلف الظروف والتحولات.. وهاهي البادرة الأخوية الكريمة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تقديم الإعانة البالغة نصف مليار درهم إمارتي تعكس صدق تلك المشاعر لكل ما تحمله من معانٍ أخوية وعروبية وإنسانية قل نظيرها.
وإذ ينظر اليمنيون إلى هذة البادرة بعين الرضا والتقدير فإنهم يتطلعون- في نفس الوقت- إلى الدول الشقيقة والصديقة التي ستلتئم في مؤتمر المانحين بالرياض أواخر الشهر الجاري بأن يكون لقاؤهم هذا امتداداً لمواقف بلدانهم المعلنة منذ أن قدم اليمن أنموذجاً غير مسبوق في التداول السلمي للسلطة على قاعدة المبادرة الخليجية، وذلك بتنفيذ وعودهم حتى يتمكن اليمن الجديد بكامل مهام المرحلة الانتقالية والخلاص من أسر التحديات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الراهنة.
ليكن في الدعم السعودي الذي تجلى في مؤتمر أصدقاء اليمن بالرياض مؤخراً، وكذلك في مساندة أشقائنا الإماراتيين مثالاً يحتذي به البقية من الدول في دعم اليمن ومساندته لتجاوز هذه المرحلة، خاصة وهو يتهيأ لعقد الحوار الوطني الشامل، بما يعني ذلك من تهيئة المناخات الملائمة لانعقاده، حيث إن تطبيع الأوضاع الاقتصادية لها مردوداتها الإيجابية على انفراج الأجواء السياسية.
صحيح أن اليمنيين تقع على عواتقهم مسؤوليات كبيرة وإضافية في ظروف صعبة ومعقدة تداخل فيها الموضوعي بالذاتي، لكن الصحيح أيضاً أن جزءًا من الأزمة اليمنية يمكن حلها بتكاتف الأشقاء والأصدقاء بمد يد العون والمساندة وبوتائر متسارعة وفاعلة لتجنيب هذا البلد مغبة الانزلاق إلى متاهات مجهولة، وتمكينه من محاصرة مشكلات البطالة والفقر وتوفير الخدمات من ناحية، والإرهاب بكل ما يحمله من مخاطر وتحديات من ناحية أخرى.
ولا شك أن في نجاح المحيط العربي والإقليمي والدولي بتجنيب اليمن هذه المخاطر ووضع عجلاته في مساراتها الصحيحة سوف يلقي بظلال وارفة من الاستقرار ليس على اليمن فحسب، بل على مستوى المنطقه ككل، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الآثار الكارثية لتمدد الإرهاب أو تفشي ظواهر الفقر والبطالة بصورة أكبر مما هي عليه الآن، وذلك على سبيل المثال.
وعودٌ على بدء، فإن اللقاء الذى جمع فخامة الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية بسعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الدبلوماسي النشط الاستاذ عبد الله مطر المزروعي، لبحث علاقات التعاون المشترك في إطار الدعم والمساندة الإماراتية الدائمة لليمن، فإن البلدين الشقيقين يخطوان في الاتجاة الصحيح، بل إنهما يقدمان الصورة التي ينبغي أن تكون عليها علاقات الإخاء والتعاون..
وذلك ليس بجديد على علاقاتهما المتجذرة، وقد أرسى أسسها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، منذ أن تفتقت عبقرية هذا الرجل لإعادة وجه اليمن الحضاري التليد بإعادة بناء سد مأرب العظيم مطلع ثمانينات القرن المنصرم. <!--EndFragment-->
نشرت فى 14 يونيو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
276,748
ساحة النقاش