يستعد مسلحو المعارضة في سوريا لتصعيد القتال ضد قوات الرئيس بشار الاسد بعد تزويدهم بقذائف المورتر والأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية التي تم تهريبها حديثا عبر الحدود باستخدام الشاحنات والحمير.
ويقول مقاتلو المعارضة انهم استفادوا من وقف إطلاق النار الهش لإعادة تنظيم أنفسهم في مواجهة الجيش السوري الذي ظهرت عليه علامات هبوط الروح المعنوية مع زيادة حالات الهرب من الخدمة وعدم كفاءة العتاد.
ويقول مقاتلون وشخصيات معارضة انه تم تهريب الاف القذائف ومئات من بنادق القناصة بالإضافة الى صواريخ مضادة للمدرعات عن طريق تركيا ولبنان والعراق في الأسابيع القليلة الماضية معظمها من موردين في السعودية وقطر.
ورغم ان المعارضين يقولون ان هذه الأسلحة الإضافية لا تكفي للإطاحة بالأسد فانها ربما كانت عاملا في اعلان المقاتلين الاسبوع الماضي تخليهم عن وقف إطلاق النار الهش واستئناف الهجمات على أهداف حكومية.
وقال مقاتل في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد "الآن أصبح لدى الجيش السوري الحر أسلحة أكثر تقدما.. مازال ما لدينا أقل مما نحتاجه لكنها "الاسلحة" تدخل البلاد".
وأضاف "إنها مازالت لا تغطي كل ما نحتاج إليه لأن عدد المقاتلين في ازدياد. آلاف الجنود مازالوا ينتظرون في تركيا وصول السلاح".
وتقول المعارضة ان بعض المناطق أقوى من الاخرى وان مسلحيها في محافظة إدلب هم الافضل تجهيزا والأكثر تنظيما.
وقال مقاتل من محافظة أخرى طلب عدم الكشف عن مكانه "إنها "إدلب" مقر الجيش الحر الآن.. هي منطقة عازلة تقريبا ومستقلة تقريبا.. معظم جنود الجيش الحر يذهبون الى هناك لأنها قريبة من تركيا".
وأضاف "النظام لا يمكنه ان يسيطر على إدلب الآن. انه يستخدم طائرات هليكوبتر لأنه مني بخسائر فادحة في الآونة الأخيرة هناك".
وقتل المعارضون عشرات الجنود بما في ذلك في ادلب في الايام العشرة الاخيرة بعد ان صعدوا حملتهم. وأظهرت لقطات فيديو اذاعها ناشطون في الآونة الأخيرة بقايا دبابات محترقة وناقلات جند مدرعة تم تدميرها باستخدام اسلحة جديدة.
وقال المقاتل "في الاونة الاخيرة دخلت كميات ضخمة من الاسلحة الى سوريا. اننا نستعد وسوف نحقق توازن الرعب. الأيام التي كان يقتل فيها المئات منا ستنتهي قريبا. في مدينتي حصلنا على عشرة آلاف صاروخ و100 بندقية قنص".
واضاف "ما الذي تبقى للاسد؟ استخدام الطائرات؟ سنحصل على أسلحة لمواجهة ذلك أيضا. لن يوقفنا شيء الان. العالم قرر اخيرا التخلص منه ونحن مستعدون".
ويشن مقاتلو المعارضة هجمات أكثر جرأة على المواقع الاستراتيجية شملت الاستيلاء مؤقتا في مطلع الاسبوع على قاعدة للجيش في محافظة حمص يوجد بها العديد من الصواريخ أرض جو.
واضطر مقاتلوا الجيش السوري الحر الى الانسحاب من قاعدة الغنطو بعد هجوم مضاد شنه الجيش تاركين الصواريخ في اماكنها لكنهم اخذوا الاسلحة الالية والذخيرة.
ويقول معارضون ـ يصفهم الاسد بأنهم ارهابيون يدعمهم أجانب ـ انهم مستعدون "لتحرير" بعض البلدات لكنهم مازالوا يبحثون ان كان بامكانهم المحافظة عليها بدون حماية من منطقة عازلة دولية أو منطقة حظر طيران لتحييد القوات الجوية للاسد.
ودعا محمد السرميني عضو المجلس الوطني السوري الذي سافر الى سوريا للاجتماع مع مقاتلي المعارضة الى تزويد المقاتلين بصواريخ مضادة للطائرات. وقال إن اسلحة دخلت سوريا في الاونة الأخيرة لكنها ليست كافية وخاصة الصواريخ.
وبعض الاسلحة التي تصل الى المعارضين تكون من منشقين يفرون الآن من الجيش بأعداد كبيرة بحوزتهم اسلحة ثقيلة. لكن معظم الاسلحة تأتي من دول خليجية مثل السعودية وقطر.
ويقول المقاتلون ان لديهم الان بنادق كلاشنيكوف والكثير من قذائف المورتر.
وقال احد كبار قادة المعارضة طلب عدم نشر اسمه "بعض الدول الغربية وعدت بمساعدتنا بالسلاح لكنها حتى الان مجرد وعود".
وقال "فيما يتعلق بالسلاح فإن قطر والسعودية تقدمان مساعدة ضخمة. لا ترسل دولة قطر أو السعودية الاسلحة الينا مباشرة.. انهم أفراد يرسلون الينا الأسلحة لكن بمباركة الدولتين".
وأكد معارضون آخرون هذه المعلومات. وهناك عامل آخر يدعم موقف مسلحي الجيش الحر وهو الإنهاك الذي يزحف الى صفوف القوات الحكومية المزودة بأسلحة ترجع الى السبعينات.
وقال السرميني ان 50 في المئة من دبابات الجيش لا تعمل وان ضباطا كثيرين يريدون الانشقاق وان البعض الاخر في السجن.
وأضاف ان جيش الاسد يبدو متجانسا لكنه ليس كذلك واذا كانت الدول تهتم حقا بتحرير شعب سوريا من "عصابة الاسد" فانها على الأقل يجب ان ترسل اسلحة مضادة للطائرات والدبابات يمكن ان تساعد في حسم المعركة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوري الحر سامي الكردي ان الاسد يعتمد على ولاء مجموعة تضم الحرس الجمهوري والفرقة المدرعة الرابعة واللواء الخامس عشر في دخول بلدات ومدن لسحق المعارضين.
وأضاف ان الذين يقاتلون هم اولئك الموالون له "بنسبة مليون في المئة" وان الوحدات الهجومية تختلف عن الوحدات التي تنشر عند نقاط التفتيش. وتابع انهم يعلمون ان وحدات نقاط التفتيش ستنشق اذا ارسلوهم لمواجهة مقاتلي الجيش الحر.
وقال ان النظام يعتمد الآن أكثر على الشبيحة لأنه يعرف انها مسألة وقت فقط قبل ان ينهار الجيش.
وقال الكردي ان الكثير من حالات الانشقاق وقعت في الآونة الأخيرة مشيرا الى انه قبل ذلك كانت تحدث حالة أو حالتي انشقاق لكن الان تحدث عمليات الانشقاق بأعداد كبيرة.
واضاف انهم يشعرون ان هناك مزيدا من الأشخاص الذين يرغبون في الانشقاق لكنهم ينتظرون إقامة منطقة عازلة من أجل تأمين عائلاتهم.
وقال مقاتل في الرستن "المعارضون الان مستعدون على نحو أفضل ومجهزون أفضل ليس فقط للدفاع وانما لشن الهجمات على قوات النظام".
وأضاف ان وقف اطلاق النار الذي اعلن في ابريل/ نيسان ساعدهم في التقاط الأنفاس.
وقال "أيا كان السلاح الذي تفكر فيه فانه لدينا الآن باستثناء تلك "الاسلحة" التي تستخدم في مهاجمة طائرات. اننا مجهزون جيدا الان ومستعدون له" مضيفا ان المعارضين اعادوا تنظيم أنفسهم بعد طردهم من منطقة بابا عمرو في حمص منذ ثلاثة اشهر.
وتابع "ما حدث في بابا عمرو قضى علينا تقريبا وكان شبابنا قد تعب وانهك لكننا الان في حالة افضل. اننا في وضع أفضل كثيرا الآن". <!--EndFragment-->
نشرت فى 14 يونيو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
272,212
ساحة النقاش