إن عمر الإنسان لا نهاية له

وإن حياة كل إنسان لابد أن تمر بثلاث مراحل

المرحلة الأُولى: تبدأ بولادته، وتنتهي بوفاته.. وتسمى "الحياة الدنيا" وفيها يكون الإنسان "مكلفاً بالإسلام" إيماناً وعملاً… وحسب إيمانه، وطبيعة عمله في هذه المرحلة، تتحدد طبيعة المرحلتين التاليتين

المرحلة الثانية: تبدأ بوفاته، وتنتهي بنشوره يوم القيامة.. وتسمى "حياة البرزخ": {… ومِن ورائهِم برزخٌ إلى يومِ يُبعثُونَ}. (المؤمنون/100)

وهي الفترة التي يقضيها الإنسان في قبره.. وفيها إما أن يكون منعماً، وإما معذباً.. فإن كان في الدنيا من المؤمنين المجاهدين، المصلحين في الأرض: كان قبره "روضة من رياض الجنة".. وإن كان من الكافرين، أو المجرمين المفسدين في الأرض: كان قبره "حفرة من حفر الجحيم".

المرحلة الثالثة: وتبدأ بنشوره للحساب يوم القيامة، وتمتد أبد الآبدين.. وتسمى "حياة الآخرة" وفيها يعيش الإنسان: إما في النعيم، حيث جنة المأوى… وإما في الجحيم حيث لا يموت فيها ولا يحيا: {فريقٌ في الجنة، وفريقٌ في السعير}.(الشورى/7)

وفي هذه المرحلة لابد أن يقف جميع الناس للحساب، إلا فريق منهم..

فمَن هذا الفريق يا ترى؟؟

المتحابّون في الله:

الحب في الله: أن يحب المؤمن أخاه المؤمن.. لا يحبه إلا لله تعالى.. لا يشوب هذا الحب طمع مادي، ولا مصادفة عارضة، ولا نزوة هوى، ولا نفاق اجتماعي، ولا نحو ذلك..

أن يحبه لله… لا لعلاقة مصلحية.. ولا لصلة مهنية.. ولا لقرابة نسبية.. ولا لوحدة وطنية.. ولا لرابطة قومية

أن يحبه لله.. في الله… وفي سبيل الله

طوبى لهم وحسن مآب

شواهد واقعية

سيقول الذين في قلوبهم مرض؛ الحب في الله مثالية.. خيالية.. فنقول لهم: لدينا آلاف الشواهد الواقعية، منذ فجر الإسلام.. حتى يومنا الحاضر.. لمؤمنين.. وحّدهم الإيمان… فتحابّوا في الله

في بدء الدعوة الجبارة.. في إحدى المعارك الإسلامية.. يسقط مسلم جريح، فيطلب ماء، فيؤتى له بالماء، فيقول اسقوا أخي هذا فإنه سقط قبلي!! فيعرض الماء على الجريح الثاني، فيقول اسقوا أخي هذا ـ مشيراً إلى جريح ثالث ـ فإنه سقط قبلي!! فيؤتى له بالماء، فيجدونه ميتاً!! ويعودون إلى الجريح الثاني فيجدونه قد استشهد!! ويسرعون إلى الجريح الأول فيرونه قد فارق الحياة!!

إنهم تحابّوا في الله.. فآثر كل منهم أخاه على نفسه.. فماتوا عطاشى.. ودمهم يسقي التراب

إن الحياة من صنع الإنسان.. وإذا ملأ الإيمان نفوس الناس.. وتمسكوا بأحكام الإسلام العظيم.. وبلغت روابطهم درجة الحب في الله: تغير وجه الحياة، وتحققت المعجزات

{… إنَّ الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بِأنفسهِم…}. (الرعد/11)

يا أُمة محمد (صلى الله عليه وسلم)

إن الحب في الله: لا يتيسر إلا للذين آمنوا، وصفت نفوسهم، وزكت أرواحهم، وطهرت قلوبهم، وغمر نور الإسلام عقولهم، فصلحت أعمالهم، وسمت أخلاقهم، فاستحقوا أن يدخلوا الجنة بغير حساب…

وإن الحب في الله: ليس رهبانية ولا اعتزال.. بل أن نتفانى في خدمة الناس: أن نحرص على هداية الضال، وإرشاد المنحرف، ونصح الفاسق، واستتابة الفاجر… أن ندافع عن المظلوم ونقاوم الظالم.. أن ننتصر للمقهور والمستضعف.

إن الحب في الله: أن ننشر الإيمان بالله بين عباد الله.. وأن نطارد الكفر بالله ونطهر الأرض من أعداء الله.. وأن نصبر على ما يصيبنا في سبيل الله من عذاب، لنستحق دخول الجنة بغير حساب

وإذا كانت الجنة لا تُنال إلا بالإيمان الذي يستقر في القلب وتصدقه الجوارح، فإن دخول الجنة من غير حساب لا يكون إلا بالحب في الله، وهو أعلى مراتب الإيمان

"اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا منك

 

<!--<!--اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا منك

 

 

 

المصدر: محمد عيد
mester2012

mester mohamad

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة mester2012

ساحة النقاش

mohamad gad

mester2012
مدرس اول ثانوى »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,050