أنا طبيبة عمري 24 عاما متزوجة من زميل لي ولدينا أربعة أبناء ، ولقد استفزتني رسائل عديدة لسيدات كتبن إليك يشكين من خيانة أزواجهن لهن أو إقدام بعضهم على الزواج من أخريات سرا أو علانية ، وأريد أن ألفت نظر هؤلاء الزوجات الشاكيات إلى أن من يخرج من بيته جائعاً فإنه إذا قدم إليه حتى الطعام الفاسد فإنه يأكله ، أما من يخرج من بيته وهو شبعان فانه لا يستطيع أن يأكل مرة أخرى ولو قدموا اليه أشهى الاطعمة .

 

ولقد خلق الله الرجل وله من الرغبة ما ليس لدى المرأة ، فنحن يرضينا ربع ما يرضي الرجال ومن هنا تأتي الفجوة التي تتسبب في كثير من المشكلات وخيانات الازواج ، فبعض الزوجات ينظرن إلى الزوج على أنه المموّل لتكاليف حياة الاسرة، وأولوياتهن خاطئة الى حد كبير بل وغبية ، فالصديقة عندهن أهم من الزوج وهن يفضلن أن يقضين مع الصديقات أسعد الاوقات بينما يتهربن من احتياجات أزواجهن الملحة ، ويتعاملن معهم باحتياجاتهن هن وليس باحتياجات هؤلاء الازواج، في حين أن الزوجة الحكيمة ينبغي لها أن تتعلم سحر الغواني وفن بائعات الهوى.. ومصطلحات الراقصات لكى تتعامل بها مع زوجها وتسعده وتحميه من أي خطر خارجي يهدده ، وهكذا أفعل أنا مع زوجي في البيت .

 

أما في العمل فأنا شخصية أخرى تتلاءم مع وضعي كطبيبة في قاموسي المختلف وطريقة تعاملي الجادة مع الآخرين ، والفارق بين الشخصين هو باب مسكني فقد كان زوجي متزوجاً قبلي وكان معروفاً بعلاقاته الغرامية العديدة وتزوجته كنوع من التحدي مع نفسي وأعطيته كل ما كان يريده من النساء الاخريات فأصبح شخصاً آخر تنطق عيناه بالاخلاص لي والحب والتفاني وتطل منهما نظرات السعادة بمجرد أن يراني ولا يطيق البعد عني .

 

ومع أني لست جميلة إلا أنني أعطيه أجمل الأحاسيس وأتحدى أي سيدة مهما كان جمالها أن تفوز به دوني لأنه محصن ضد الاغراء ! فأنا أخصص أوقاتاً لزوجي نخرج فيها معاً وحدنا كعاشقين بغير أولادنا حتى لا يكون بالنسبة لي مجرد أب للأبناء ، وأولادي يعرفون أنني أتركهم وأخرج مع أبيهم لكى أحافظ لهم عليه .

 

ومشكلة بعض الزوجات هي أنهن لا يعرفن أن أحاسيس الرجل تختلف حدتها عنها لديهن ، فزوجي يستطيع أن يتزوج أربع زوجات ، لذلك فإني أعطيه عطاء أربع زوجات لكي أعوض هذا النقص عندي ، وذلك بتنظيم وقتي وترك الاحاديث التليفونية الطويلة التي تشغلني عنه ، وعدم الخروج مع الصديقات لغير ضرورة ، وعدم الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون وبتقليل ساعات النوم لكى أستثمر هذه الاوقات في تنمية علاقتي بزوجي وتجديدها وإدخال الحيوية إليها وكل وقتي مشغول بما هو مفيد حتى أني أخصص وقتا لقراءة القرآن ومعرفة أمور ديني ، وأخصص مسافة الطريق للعمل للاستغفار ودعاء طلب الرزق وسماع سورة الواقعة من شريط الكاسيت لكي يبارك لنا الله في رزقنا وحياتنا .

 

فماذا فعلت الزوجات اللاتي يشكين من خيانة أزواجهن أو أزواجهم من أخريات لكى يحافظن على هؤلاء الازواج ويحصنهن ضد الاغراء الخارجي .

 

إنني أري الجوع العاطفي في عيون رجال كثيرين يتعذبون لاهمال زوجاتهم لهم ، ولأن بيوتهم قد أصبحت خرابات عاطفية لا مودة فيها ولا رحمة ، ولأن ترتيب هؤلاء الازواج في أولويات زوجاتهم يأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة بعد أم الزوجة .. وصديقتها وعملها وأولادها والزوجة التي كتبت لك منذ أسابيع تروي عن زواج زوجها من سكرتيرته سرا في بيت أهلها المتواضع أريد أن أتوجه إليها بهذا السؤال : هل لو كان زوجك قد وجد لديك الاهتمام والحب والدفء العاطفي في بيته ووسط أولاده كان سيبحث عنه بعيداً عنك ؟ إن الرجل يفضل ألف مرة أن يسعد بحياته في بيته ومع زوجته وبين أولاده بدلاً من التمزق بين زوجتين وأسرتين .. فهل سألت هذه الزوجة نفسها وحاسبتها بأمانة عن أوجه التقصير والاهمال التي شكا منها زوجها مرارا ولم تستجب له قبل أن يتجه إلى غيرها من النساء .

 

هل تشاغلت عنه بالصديقات والنادي والابناء والاهتمامات النسائية أم لم تفعل ؟

 

لقد قالت لنا :انه كان كريماً معها وأنه أعطاها الكثير لكنها لم تحدثنا عن عطائها هي له .. فهل أعطته مثل ما أعطاها ؟ وهل اعتبرته شغلها الشاغل وفضلته على كل شيء في حياتها في مواقف كثيرة ؟ هل أعطته من الحب والرحمة والمودة ما يجعله محصناً ضد الغزو الخارجي ؟ هل أشبعت حواسه الخمس وهي النظر والسمع واللمس والشم والتذوق بالنسبة للأطعمة الشهية ، إن الزواج الثاني للرجل المتزوج هو بديل للعشق وهي درجة تكليف للرجل وليست تشريفاً أعطاها الله للرجل ليرعى مصالح النساء إذ أنه لولا فحولة الرجل ورغبته في النساء لما تعب وشقى في خدمتهن ، وإذا كنت أنا لا أحب أن يشاركني أحد في قلب زوجي فلأعمل جاهدة للفوز بحبه وإخلاصه لي ولأواصل ري شجرة الحب هذه باستمرار لأن الحب كالشجرة إن لم ترتو ماتت ، ولا يحق لي أن أنام وأهمل احتياجات زوجي ثم حين يبحث عنها لدى سيدة أخرى أعلن الحرب الشعواء عليه بلا هوادة ، إن زوجي هو تاج رأسي ونور عيوني .. وأنا قد أصبحت له أمة فأصبح هو لي عبداً كما أوصت بذلك الاعرابية ابنتها عند زواجها ، وأنا أعطيه الاحساس بأنه الملك المتوج منذ لحظة دخوله إلى البيت وأقل شيء يقدمه لي يسعدني ويرضيني وأشكره عليه ولهذا فإني على ثقة من أنه لن يجد مثل هذه المعاملة لدى غيري.

 

ولو ركزت كل زوجة اهتمامها في زوجها لما انصرف عنها إلى غيرها إلا قلة من الرجال وقلة أيضاً من النساء الخسة في طباعهم .

 

فأرجوا أن تقول كل ذاك لقارئتك ياسيدي وأن تخفف من لومك الشديد للأزواج الذين ينصرفون عن زوجاتهم ويتزوجون عليهن أخريات لأن الزواج الثاني حلال وحاشاك أن تحرم الحلال فتكون كمن يحلل الحرام .. ولست أنت من يفعل ذلك أبداً إن شاء الله .

 

 

mester2012

mester mohamad

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة mester2012

ساحة النقاش

mohamad gad

mester2012
مدرس اول ثانوى »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,059