من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: أ.د. نادية حجازى

عند الحديث عن الميزانية يتبادر إلى أذهان معظم الناس أسلوب الحياة المتقشف الذي يخلو من المتع الحياتية، إن مصطلح "التخطيط المالى" من المصطلحات غير المدرجة في قاموس حياتنا اليومية ولهذا يتجاهله معظمنا آملين في أن تتلاشى مشكلاتنا المالية بطريق المصادفة، ويعتمد البعض على آخرين فى معالجة مثل هذه القضية الحيوية في حياتهم. وبغض النظر عن أى شىء، يتحتم على كل إمرأة معرفة وسائل معالجة مشكلة المصروفات، وقد لا يعنينا كم الأموال التي نتعامل معها وإنما الأهم هو أننا نأخذ على عاتقنا المسؤولية والحرص عند إدارة شئوننا المالية، بما فى ذلك الحماية المالية والتخطيط للمستقبل، إذ يفتح التخطيط المالى المتأنى أبواب عالم جديد من الفرص لهؤلاء اللائى يحرصن على خوض المغامرات فى أعمالهن، فليس هذا بالأمر المستحيل إلا أنه لا يحتاج إلا للمعرفة والعمل الجاد.

ما هي الميزانية؟
يمكن تعريف الميزانية ببساطة على أنها خطة مكتوبة أو تسجيل دورى للمصروفات والإيرادات الخاصة بالإحتياجات المنزلية، ولتخفيف وطأة التعبير على الآذان يمكننا تسميتها "خطة الإنفاق" حتى لا نصاب بالرهبة أو بالإحباط فهى الخطة التي نحدد بموجبها طريقة إستغلال كل قرش يدخل إلى حسابات المنزل أسبوعيا أو شهريا أو سنويا.

 بالنسبة لمن لم يتعودن على كتابة أى إيرادات أو مصروفات خاصة بدخلهن المالى من قبل، تعد مهمة تسجيل الشئون المالية بالنسبة لهن مهمة شاقة، فأول ما يجب عليك أن تفعلينه أن تقولى لنفسك أنك تستطيعين أن تقومين بهذه المهمة، وأنك ستقومين بها بالفعل وأن قيامك بها أمر حتمى، إذ لا يوجد طريق مختصر عند الحديث عن المال، فعلينا أن نعرف أننا لن نستطيع أن نسيطر على شئوننا المالية وتحقيق نجاح فى إدارتها إلا عندما نكون مهيئين ذهنيا لتنفيذ هذه المهمة.
والمال، مثله في ذلك مثل أى مورد آخر، سيتم إهداره إن لم نستخدمه بحكمة ورشد، فإن كان لدينا دخل نتحصل عليه فإن سوء التخطيط سوف يؤدى إلى إهدار هذا المال، ومثال ذلك، إذا قمنا بصرف كل قرش يؤديه إلينا أزواجنا في مستلزمات المنزل بغير تخطيط رشيد، فإننا بذلك نهدر المال الذى نتحصل عليه بشق الأنفس، وفى كلتا الحالتين فإننا نحرم أنفسنا من فرص الإدخار التى ربما تساعدنا على تحقيق طموحاتنا وأحلامنا المادية فى المستقبل.

ومع إختلاف الظروف المالية لكل سيدة إلا أنه يتحتم على الجميع التخطيط والموازنة المالية. ربما تتساءل الأم التي تكافح بذاتها من غير مساعدة زوج أو دعم من العائلة: "لماذا كل هذا التعقيد؟" والجواب لأنه عندما لا يتوفر لنا المال الكافى الذى يعين على تأدية الأغراض الأساسية، حرى بنا إدراك الحرج الواقع علينا عندما نحتاج للمال كل شهر، والأولى بنا حساب كل قرش أو جنية نتحصل عليه.

بداية يجب علينا التخطيط لمجرد الحفاظ على تلبية إحتياجاتنا الأساسية بدون التردى لحال مالى أسوأ مما نحن عليه، و يعد هذا الهدف المؤقت بالنسبة لنا، ويمكننا لاحقا السعى لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا الكبرى خطوة تلو الأخرى.
وغالبا ما تسعى الأم التى تعاني سوء الإستغلال للتخلص من ظروفها المالية القاسية أو على الأقل تحقيق الإستقلال المادى مبتعدة عن التفكير في التخطيط المالى، وخروجها من مأزقها أو تحقيق الإستقلال المادى لن يتأتى طالما كانت تعتمد كلية على الآخرين في البقاء، وربما لن تجد سبيلا سوى إدخار القليل فالقليل، والتخطيط لبدء عمل من المنزل.

المصدر: أ.د. نادية حجازى - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

nadianajib

إن من الحكمة أن يكون الانسان معتدلا في مصاريفه ، وهو من تعاليم الاديان السماوية، و قارب النجاة من الأزمات الإقتصادية المحتملة فلا اسراف و لا تقتير.

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول