من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

 إذا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ التَّعَرُّفِ فَلا تُبْالِ مَعَها إنْ قَلَّ عَمَلُكَ. فإِنّهُ ما فَتَحَها لَكَ إلا وَهُوَ يُريدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِليْكَ؛ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْكَ والأَعْمالَ أَنْتَ مُهديها إلَيهِ. وَأَينَ ما تُهْديهَ إلَيهَ مِمَّا هُوُ مُوِرُدهُ عَلَيْكَ ؟!

معاني الكلمات :
الفتح (ج. الفتوح): كل ما يفتح على العبد من الله تعالى بعد ما كان مغلقا عليه من النعم الظاهرة والباطنة كالأرزاق والعبادة والعلوم والمعارف والمكاشفات وغير ذلك.

التَّعَرُّف: طَلَبُ المَعْرِفَةِ. تَقولُ: تَعَرَّفَ لِيَ فُلانٌ إذا طَلَبَ مِنّي مَعْرِفَتَهُ.

العمل (ج. الأعمال): كل ما يُتقرب به إلى الله من عمل، كصلاة وصيام وصدقة وتلاوة وذكر وأمر بمعروف ونهى عن منكر.

شرح الحكمة :
يحب الله عباده فيتعرف إليهم ويتودد إليهم ليعرفوه ويحبوه، فهو الله لا يريد عبيدا يطيعوه بلا حب ولكن يريد عبادا يحبونه فيطيعوه طلبا لرضاه وأملا فى لقاه.

فيقدر أقدارا كلها خيرا لهم فكل قدر يتنزل إلى الأرض ينزل مشمولا بصفاته من الرحمة والخبرة واللطف وكل صفاته الحسنى، ولكن قد يوافق هذا القدر مراد الإنسان ورغباته فيسمى هذا القدر خيرا،  وقد لا يوافق مراده ورغباته فيسميه شرا ولكنه لو علم الحقيقة لعلم أن كل قدر خير ولكن الخلل فى نفسه ومراداتها ورغباتها، فعليه إذا أراد أن يصلح من نفسه لتحسن تلقى أقدار الله وترى الخير فى كل قدر، فلو أدرك ذلك علم أن كل ما يأتيه من الله هو تعرف الله إليه لكي يعرفه بصفاته؛ فلو كان موافقا لهواه شكر الله وحمده، وإن كان غير موافق صبر ودعا الله بالفرج،  فالله  يعامله بكل أسمائه ويقلبه فيها بين البسط والقبض، والعطاء والمنع، والأمر والنهى، قال سبحانه  {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26 

حقا يؤتى وينزع ويعز ويذل وكل ذلك ذيله بالخير ولم يذكر غير الخير.ولكن أنت أيها العبد تريد أن تتقرب إلى الله فتتوجه إليه بالطاعة ونوافل الأعمال وتكثر منها حتى تسرع الخطى إليه {... وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} طه84

وهنا يرشدك سيدى إبن عطاء الله فيقول لك:
أيها العبد  شتان بين ما هو من الله إليك وهو القدر، وبين ما هو منك إليه وهو طاعتك. فلو أحسنت إستقبال قدره قربك إليه ولو قل عملك، ففهم  والله أعلم.

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول