كتبت: د. عبير بشر
خلال فترة الحمل تحدث تغييرات مذهلة فى جسم المرأة، يكون بعضها متوقعا مثل كبر حجم البطن وزيادة الوزن وتورم المفاصل، والبعض الأخر يكون مفاجئا، إذ كيف يمكنها التأكد أن الخط الغامق الذى يظهر فجأة أسفل سرة البطن عرض طبيعى.
من المهم معرفة التغيرات التى يمر بها جسدك، لأن القلق بشأن أى عرض مهما كان صغيرا سيجعلك تمرين بضغط نفسى أنت فى غنى عنه فى وقت يحتاج منك منتهى الهدوء واللياقة لإنجاب طفل سليم معافى.
الأصل فى الأمور أن تستشيرى طبيبك إذا وجدت شيئا يقلقك. وفيما يلى نقدم لك الدليل لما هو متوقع من تغيرات فى جسمك ومتى يمكنك اللجوء إلى إستشارة متخصص من أجل راحة بالك أثناء الحمل.
الثدى: من الطبيعى حدوث تضخم يصحبه وجع عند اللمس بعد الشهور الثلاثة الأولى من الحمل. ويجب إستشارة الطبيب إذا إحمر لون الثدى أو تورم أو إذا أزعجتك أى نتوءات أو كتل به، فمن الممكن حدوث إلتهاب فى الثدى نتيجة إنسداد فى القنوات اللبنية.
الظهر: من المتوقع أن تشعر الحامل بوجع فى الظهر، إذ أن ثلاث سيدات من بين كل أربع حوامل يشعرن بألم فى الظهر ناتجا عن تغير فى وضع الظهر وتعب العضلات والهرمونات التى تسبب إرتخاء فى الأنسجة الرابطة فى الجسم، وقد تبدأ الأعراض فى الظهور فى شهور الحمل الأولى والشهور الأخيرة. و يجب عليك إستشارة الطبيب إذا كان الألم غير محتملا أو إذا كان مستمرا لأنك قد تكونين فى حاجة إلى علاج يساعد فى التخلص من الألم.
البدن: قد تشعر الحامل بوخز خفيف مثل شكة الدبوس فى راحة اليد وبالذات فى المنتصف، وسوف يزداد الوخذ أثناء الليل خاصة.
الرأس: تعانى الحامل من نوبات صداع أكثر من المعتاد، وبصفة خاصة فى بداية الحمل. إذ أن أى شعور بالإعياء أو الإحساس العام بعدم الراحة يمكن أن يؤدى إلى إنخفاض السكر فى الدم الذى يتحد مع إرتفاع الهرمونات مما يسبب الصداع.
الفم: تصبح اللثة حساسة وأكثر تورما وإلتهابا نظرا لتغير نسبة هرمون الإستروجين والبروجسترون، وقد تنزف بسهولة أثناء عملية تنظيف الأسنان بالفرشاه العادية.
المهبل: تزداد الإفرازات المهبلية أثناء فترة الحمل، والبعض يتعرض للنزيف، إذ أن واحدة من بين عشرة حوامل تكون معرضة للنزيف حتى الإسبوع الثانى عشر من الحمل، وبالنسبة للغالبية لا يكون ذلك عرضا مرضيا يستدعى القلق. لكن يجب أن نقلق إذا كان النزيف بعد الإسبوع السادس عشر وإذا كنت تعانين من إنخفاض المشيمة، فمن الممكن أن يكون ذلك سبب النزيف، رغم أن بعض النساء يتعرضن للنزيف بدون معرفة الأسباب الظاهرة. وإذا كانت إفرازات المهبل كريهة الرائحة أو اللون من الممكن أن تكون بسبب عدوى، ومن الممكن أن تنتج عن تغير فى حموضة الوسط فى المهبل خلال فترة الحمل وهى حالة يسهل علاجها.
فتحة الشرج: قد تعانى الحامل من البواسير أو الإمساك وينتج ذلك بسبب إتحاد الهرمونات مع الزيادة فى الوزن وزيادة ضخ الدم فى الجسم بصفة عامة أثناء فترة الحمل و يجب الرجوع إلى الطبيب عند الإحساس بالألم أو حدوث نزيف شرجى.
الجلد: تظهر بقع سوداء على الجلد تسمى بالكلف نتيجة إرتفاع نسب الهرمونات. كما أن المناطق الغامقة فى الجلد مثل حلمة الثدى وتحت الأبط وجلد العانة يزداد لونها ويصبح داكنا أكثر. وبعض النساء يظهر لديهن خط غامق أسفل سرة البطن حتى العانة وهو عرض طبيعى. كما يجب أن تتوقعى علامات ناتجة عن تمدد الجلد فى الثدى والبطن والمؤخرة، و تنتج تلك العلامات من النمو السريع فى حجم الجسم وتمدد الجلد بسرعة لكى يتوائم مع تلك الزيادة المفاجئة، ومن ثم تصبح طبقة الكولاجين الموجودة فى الجلد أكثر رقة.
الحوض: قد تشعرين بألم أسفل البطن نتيجة تمدد الرحم مع كبر حجم الجنين بداخله، ويجب إستشارة الطبيب إذا كان الألم غير محتمل ويعوقك عن الحركة وبخاصة فى الأسابيع الأخيرة من الحمل، فقد يكون الألم ناتجا عن مشكلة إنفصال فى عظام الحوض بسبب كبر حجم الرحم، ورغم أنه لا يمكن علاجها أثناء الحمل إلا أن الطبيب ينصح بإرتداء "كورسيه" خاص طوال الفترة القصيرة المتبقية على الولادة، أو قد ينصح بإستخدام عكاز أو دعامة.
الكاحل: تعانى الحامل من تورم فى القدمين والكاحل، وهو العرض الأكثر شهرة فى الحمل ويختفى تماما عقب الولادة، حيث يحدث من الرحم مزيد من الضغط على الأوردة والشرايين الموجودة فى الساقين مما يتسبب فى إحتجاز الدم فى الساقين والمفاصل والقدمين ويسبب تورمها، وقد تحتاجين فقط إلى الراحة. إلا أنه قد يكون عرضا لعدة أمراض منها إرتفاع ضغط الدم، ومن ثم تحتاجين مزيدا من الفحوص الطبية للتخلص من تلك المشكلة.
ساحة النقاش