من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: د. عبير بشر

أجمل صوت تسمعه الأم بعد شهور الحمل ومتاعب الولادة هو بكاء وليدها الذى تراه أجمل طفل فى العالم وأجمل مشاعر الأمومة تولد لحظة ضم الأم وليدها إلى صدرها لترضعه. عن الرضاعة الطبيعية وفوائدها المتعددة كان هذا الموضوع.

د. هبه أبو حسين أستاذ مساعد طب الأطفال وحديثى الولادة بمستشفى أبو الريش بالقصر العينى تؤكد أنه تمت مراجعة معدلات نمو الأطفال المصريين حتى عمر سنتين ومقارنتها بالمعدلات العالمية وثبت أن الأطفال المصريين على نفس مستوى النسب العالمية فى الطول والوزن إن لم يكونو أفضل. وأكدت ان الرضاعة الطبيعية أفضل للطفل والأم، فهى تكسب الطفل مناعة أفضل ونسبة بدانة أقل كما أنها تساعد على إلتئام جرح الولادة وسرعة عودة الرحم إلى حجمه الطبيعى وتقلل من إحتمال الإصابة بسرطان الرحم والثدى وتزيد من الترابط بين الأم والطفل، كما أجريت دراسات فى الخارج لقياس معدلات ذكاء الأطفال أكدت نتائجها أن الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل معدلات أعلى وقدرة أكبر على التركيز من هؤلاء الأطفال الذين يرضعون ألبانا صناعية.

تركيز اللبن:

الظاهرة اللافتة للنظر أنه بمراجعة إحصاءات بيع الألبان الصناعية على مستوى مصر لوحظ أن القاهرة هى الأقل إستهلاكا بينما تزداد معدلات البيع فى الريف المصرى على عكس المتوقع، وترجح د. هبه الأسباب إلى نقص وعى الأمهات وكثرة الإنجاب وبالتالى ضعف صحة الأم، هذا بالإضافة إلى الأعمال الشاقة فى المنزل وإضطرارها إلى العمل بجوار زوجها فى الأرض الزراعية وترك أطفالها فى رعاية أمها، ونظرا للظروف الإقتصادية الطاحنة لا يستخدم اللبن الصناعى بنسب التركيز الصحيحة وتقوم الأم بتخفيفه فيصاب الأطفال بسوء التغذية، أو يتم إستخدام اللبن البقرى مخففا بالماء مضافا إليه الحلبة، مما يسبب حساسية للأطفال تؤدى إلى نزيف فى البراز وأنيميا وسوء التغذية وقىء وإسهال، كما يصبح الطفل معرضا للحساسية والإجزيما والسكرى فى المستقبل.

لقد أصبح الإتجاه العالمى أن يرضع الطفل طبيعيا من الأم طوال الشهور الستة الأولى بدون إدخال أى طعام خارجى وبدون ماء وبدون تنظيم للرضاعة الليلية التى ثبت أهميتها لأن الهرمونات الموجودة فى اللبن المسائى هى المسئولة عن النمو أكثر من رضعات النهار ، كما يجب أن يرضع الطفل من كل ثدى لمدة 10 دقائق حتى يمتص كل ما به لأن تركيز اللبن فى بداية الرضاعة يختلف عن تركيز أخر كمية يفرزها الثدى حيث تكون نسبة الدهون والسكريات أعلى مما يعطى طاقة أكبر للطفل كما أن الرضاعة بدون تنظيم تعمل على زيادة إفراز اللبن لأن محفز إدرار اللبن هو عملية مص الطفل من الثدى.

وعملية الفطام هى بداية نقل الطفل من الرضاعة إلى الأكل الصلب ولابد أن تتم بالتدريج وتبدأ فى سن ستة شهور مع شرب الماء مع الأكل الصلب، على أن يحدث الفطام الكامل عند سن سنتين كما ذكر فى القرأن الكريم. والسبب انه عند سن ستة شهور يصبح لبن الأم غير كاف لإحتياجات الطفل من الكالسيوم والبروتين والكربوهيدرات بشكل يتناسب مع التسنين وبداية الحركة ولذلك يحتاج إلى الطعام الخارجى.

وتوضح د. هبه أبوحسين أننا قد نضطر فى بعض الأحيان إلى الألبان الصناعية مثل حالات أصابة الأم بأمراض خطيرة مثل السل أو السرطان أو الإيدز. وقد نلجأ إليه فى بعض الحالات النادرة عندما يكون الطفل مصابا بمشكلات فى التمثيل الغذائى الذى ينتج عنها نقص إفراز إنزيمات معينة فى هذه الحاله يحتاج الطفل إلى ألبان خاصة تناسب هذا النقص.

حماية من الأمراض:

فى حالة إستخدام ألبان صناعية يراعى ضرورة إعطائها للطفل بنسب التركيز الصحيحة مع إعطاء ببرونة ماء بعد ببرونة اللبن لكى تغسل الفم من الداخل والأسنان اللبنية لأن الألبان الصناعية بها مواد سكرية تسبب تسوس الأسنان اللبنية. ولا يقتصر التسوس على تاج الأسنان بل يمتد إلى جذور الأسنان المستديمة الموجودة فى اللثة منذ اليوم الأول للولادة. وبالتالى تنمو ضعيفة عرضة للتسوس هى الأخرى. ولذلك يجب الحفاظ على الأسنان اللبنية لأن صحتها من صحة الأسنان المستديمة.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصدار دليل جديد لقياس معدلات نمو الأطفال حديثى الولادة وأثبتت الدراسات الحديثة أن المعدلات الحالية تستهدف أوزانا عالية، أن تتراوح للطفل السليم الذى يبلغ عاما ما بين 10.2 إلى 12.9 كيلوجرام، بينما يؤكد الواقع أن الوزن الصحى المناسب يتراوح ما بين 9.5 إلى 11.8 كيلوجرام.

ويؤكد المتخصصون أن مكونات لبن الأم خلقت خصيصا لتلائم البشر، كما أنه يحوى مركبات كثيرة تساعد فى الحماية من إصابة الأطفال بالأمراض المختلفة. كما تربط الدراسات التى أجريت بجامعة لندن بين الرضاعة الطبيعية وإنخفاض مخاطر التعرض للسمنة وضغط الدم فى الكبر وتغذية الأطفال وأن معدلات نمو أطفال الرضاعة الطبيعية هى الأكثر مثالية من معدلات نمو أطفال الألبان الصناعية، فمن الأفضل للطفل أن ينمو ببطء، وأثبتت أن الأطفال الذين يحققون معدلات نمو سريعة تظهر عليهم علامات ضغط الدم المرتفع ومرض السكرى والسمنة وإرتفاع نسبة الكوليسترول عند الكبر.

المصدر: د. عبير بشر - مجلة من أجلك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1397 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2012 بواسطة menaglec
مجلة من أجلك, د. عبير بشر, الرضاعة الطبيعية, فوائد الرضاعة الطبيعية, مكونات لبن الأم, أرضع طفلى, كيف أرضع طفلى, شهور الحمل, متاعب الولادة, مشاعر الأمومة, د. هبه أبو حسين, طب الأطفال وحديثى الولادة, مستشفى أبو الريش بالقصر العينى, معدلات نمو الأطفال المصريين, الأطفال المصريين, الرضاعة الطبيعية أفضل للطفل والأم, مناعة الطفل, بدانة الطفل, إلتئام جرح الولادة, سرعة عودة الرحم إلى حجمه الطبيعى, سرطان الرحم والثدى, الترابط بين الأم والطفل, معدلات ذكاء الأطفال, الألبان الصناعية, تركيز اللبن, كثرة الإنجاب, ر, اللبن البقرى, حساسية الأطفال, نزيف فى البراز, أنيميا, سوء التغذية, قىء, إسهال, الحساسية, الإكزيما, مرض السكرى, تنظيم للرضاعة الليلية, الهرمونات الموجودة فى لبن الأم, يرضع الطفل من كل ثدى, بداية الرضاعة, طاقة أكبر للطفل, الرضاعة بدون تنظيم, محفز إدرار اللبن, مص الطفل من الثدى, عملية الفطام, نقل الطفل من الرضاعة إلى الأكل الصلب, يحدث الفطام الكامل عند سن سنتين, القرأن الكريم, الكالسيوم والبروتين والكربوهيدرات, الطعام الخارجى, السل أو السرطان أو الإيدز, التمثيل الغذائى, الأسنان اللبنية, تسوس الأسنان اللبنية, تاج الأسنان, جذور الأسنان المستديمة الموجودة فى اللثة منذ اليوم الأول للولادة, قياس معدلات نمو الأطفال حديثى الولادة, جامعة لندن, إنخفاض مخاطر التعرض للسمنة وضغط الدم فى الكبر, من الأفضل للطفل أن ينمو ببطء

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول