المفهوم السابع :
المخطط الأمريكي في بلاد المسلمين مخطط مسبق..
ليس بسبب شخص معين كصدام حسين أو الملا عمر.. ولا بسبب أسلحة تدمير شامل أو غيرها..
إن نزول أمريكا في منطقة العراق مخطط قديم ومسبق.. وكذلك نزولها في منطقة أفغانستان والقوقاز مخطط قديم أيضاً ومسبق..
كل ما في الأمر هو اتخاذ بعض الذرائع لتجميل الصورة وإرضاء الحلفاء وإسكات الشعوب.
وقد يحدث أحياناً أن تجدَّ ظروف تقدم خطةً وتؤخر أخرى..
لكن كل المخططات معدة مسبقًا.. وإعادة تنظيم وترتيب العالم الإسلامي وفق هوىً أمريكي معين أمر لا يخفي على أحد..
ـ ومن ثم لن يجدي تقديم التنازلات المهينة..
ـ لن يجدي النداء الذي وجهه رئيس جريدة قومية مشهورة: أما آن لصدام أن يتنحى؟؟..
ـ لن يجدي إرسال الرسل لأمريكا لاستعطافها أن تكف أيديها عن الدماء المسلمة.. أو على الأقل.. أن تنهي مهمتها بسرعة!!..
إن استعطاف أمريكا كالذي يستعطف ذئباً أن يرعى أغنامه.. سواءً بسواء!
المفهوم الثامن :
أمة الإسلام تملك الكثير..
لا يعتقدنَّ أحد أن أمة الإسلام أمة عاجزة..
ليس من المقبول شرعاً أو عقلاً أن تقف دولة فقيرة معدمة مثل كوريا الشمالية هذه الوقفة أمام أمريكا ولا تستطيع أمة الإسلام أن تقفها..
ما هي إمكانيات كوريا الشمالية مقارنة بأمة الإسلام؟:
30 مليون مواطن شيوعي ملحد.. أمّا أمة الإسلام فمليار وثلث مليار مسلم..
مساحة كوريا الشمالية 120 ألف كيلو متر مربع فقط!! أي عُشر مساحة مصر.. أي ما يساوي ثلاث محافظات!!..
هناك 6.4 مليون مواطن كوري مهدد بالموت جوعاً.. الشعب الكوري الشمالي في فقر معدم.. يعيشون على الطحالب وعلى الأعشاب!
أما إذا تحدثت عن أمة الإسلام.. فأنت تتحدث عن إمكانيات هائلة:
إمكانيات اقتصادية وبشرية وعقلية وجغرافية واستراتيجية.. وفوق ذلك إمكانيات عقائدية ليست لغيرها من الأمم: "الله مولانا ولا مولى لهم"..
كيف يستطيع أهل كوريا أن يصنعوا سلاحاً ولا نستطيع نحن؟!..
كيف لا يقبل أهل كوريا خفض رءوسهم.. وتقبل أمة المليار أن تخفض رأسها؟..
المسألة مسألة روح.. مسألة إرادة وعزيمة..
ماذا في أيدي الشعوب المسلمة؟..
1ـ الرأي العام المحلي والعالمي (عبر مراسلة الصحف ـ الإنترنت ـ المحمول ـ ندوات ـ صالونات ثقافية ـ الحديث مع الأهل والأصدقاء والجيران ـ المظاهرات السلمية بالضوابط الشرعية...)
اشرح وجهة نظر الإسلام في كل هذه المتغيرات.. علِّم من تستطيع.. اخلق جواً عاماً من الاعتزاز بهذا الدين.. ومن الأمل في القيام.. ومن الرغبة في الجهاد.. ومن الشوق إلى الشهادة..
وسيؤتي كل هذا إن شاء الله ثماراً عظيمة.. سيولِّد حميةً في قلوب المسلمين.. وسيقذف رعباً في قلوب أعداء الدين..
2ـ المقاطعة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي..
فقد أصبح واضحاً جداً أن الشراء منهم هو أثم وذنب وخطيئة.. لم يعد من المقبول أبداً تحت أي مبرر أن نتعامل بالبيع والشراء مع الذين يسفكون دماء إخواننا وأمهاتنا وأطفالنا وشيوخنا.. إن الفتور في المقاطعة يعني غياب الفهم.. وانعدام الرؤية..
والمقاطعة للأعداء ليست بدعة في وسائل المقاومة..
إلى الذين فتروا عن المقاطعة أهدي لهم: في عام 2003 بحثت الحكومة الأمريكية مقاطعة الصادرات الألمانية لأمريكا والتي تتجاوز سنوياً 60 بليون دولار.. وبحثت مقاطعة الطيران الفرنسي والجبن الفرنسي.. وذلك لأن ألمانيا وفرنسا تعارضان (مجرد معارضة) السياسة الأمريكية تجاه العراق..
عضو في الكونجرس طلب تغيير اسم ال FRENCH FRIES (البطاطس الفرنسية) إلى اسمFREE FRIES (البطاطس الحرة) مع أن هذا مجرد اسم, والبطاطس لا تصنع في فرنسا.. ولكن العضو يرفض كل ما يحمل اسم فرنسا حتى ال FRENCH FRIES
فأين المسلمون ؟
3ـ الإيجابية في الانتخابات لاختيار الأصلح.. مهما خرجت النتائج على غير الرغبة الحقيقية للشعوب.. ولكن هذا واجب.. هذا طريق لابد أن يُسلك مع غيره من الطرق..
4ـ التربية : تربية الأطفال والشباب على هذه المعاني، وبث روح الجهاد والتضحية والبذل في نفوس الشعب.. وضرب الأمثلة العظيمة.. واستعراض التاريخ المجيد..
هذا دور ملقىً على عاتق كل أبٍ وكل مدرسٍ وكل داعيةٍ وكل صاحب قلمٍ وكل صاحب قلبٍ مسلمٍ غيورٍ على الدين..
5ـ الإصلاح ومحاربة الفساد والارتفاع بمستوى الأخلاق وإشاعة جو من التعامل النظيف.. النظيف في اليد.. النظيف في اللسان.. النظيف في القلب.. كل في مكانه وكل حسب طاقاته..
6ـ تحسين الإنتاج وتوجيهه إلى الأصلح والأنفع.. ومراقبة الله عز وجل في كل عمل.. في كل صناعة.. في كل زراعة.. في كل منتج..
7ـ الدعاء المستمر الملح.. سلاح فعال تماماً.. ولكن لا تنسوا مقولة أنس بن مالك رضي الله عنه: "الدعاء يرفعه العمل"، الله لا يستجيب لدعاء من لا يعمل، من لا يتحرك، من لا يقوم، من فتر وأحبط ويئس ولم يتحرك لنصرة الإسلام والمسلمين، وهذه الأشياء في أيدي أمة المسلمين، وأنا متأكد أن الأمة تملك أشياء كثيرة، ولا يعتقدنّ أحد أن أمة الإسلام أمة عاجزة.
ساحة النقاش