المفهوم الخامس :
ما حك جلدك مثلُ ظفرك.. فتولَّ أنت جميعَ أمرك
لابد أن يفهم المسلمون أن النصر لا يستورد من خارج البلاد..
النصر ـ إخواني في الله ـ بضاعة محلية.. لا يصلح أن يكتب عليها: صنع في الصين, أو صنع في فرنسا, أو صنع في أمريكا... ولكن لابد أن يكتب عليها بوضوح: "صنع في بلاد المسلمين.. صنع في أمة الإسلام"..
النصر لا يُستورد
شكراً لفرنسا لوقفتها بجوار إخواننا المسلمين في العراق!..
ـ ولكن اعلموا جيداً أن فرنسا ما فعلت ذلك من أجل سواد عيون أهل العراق، وإنما للحفاظ على الوجود الفرنسي في مواجهة الغول الأمريكي المفترس..
ـ ولا تنسوا ما فعلته فرنسا في الجزائر وتونس والمغرب وسوريا ولبنان.. وقبل ذلك في مصر.
ـ ولا تنسوا أن فرنسا كان لها اليد الطولى - وما زالت لها تلك اليد - في الفتنة الدائرة في بلاد الجزائر الآن.. لا تنسوا أنها من المشعلين لفتنة الحرب بين العرب والبربر في الجزائر.. ولا تنسوا منع فتاتين مسلمتين من لبس الحجاب في المدارس الفرنسية... ولكن كلٌّ يبحث عن مصالحه..
ـ نعم قد نستفيد من تحالف وتعاون.. ولكن لا ننتظر نصراً مستورداً فرنسياً خالصاً..
شكراً أيضاً لروسيا على وقفتها الشجاعة مع أهل العراق!!..
ولكن أرجوكم.. لا تنسوا إخوانكم في الشيشان.. لا تنسوا ما حدث منذ سنوات في أفغانستان.. وراقبوا باهتمام ما سيحدث عما قريب في داغستان المسلمة!..
شكراً كذلك للأمم المتحدة..
ولكن.. لا تنسوا ما فعلته الأمم المتحدة بفلسطين.. لا تنسوا قرار التقسيم الظالم الذي قسم فلسطين إلى قسمين: عربي وإسرائيلي في عام 1947, ولا تنسوا التخاذل والتهاون والغش والخداع.. لا تنسوا الكيل بمكيالين، والعفو عن الظالمين، وعقاب المظلومين..
كما لا يصح أن نستعطف البابا لإنقاذ أهل العراق.. وقد علمنا أن أهل العراق من المسلمين يمثلون ستة وتسعين بالمائة من السكان.. ولا يقبل شرعًا ولا عقلاً أن ينصر البابا النصراني العراق المسلمة على أمريكا النصرانية.
إخواني في الله..
النصر بضاعة محلية .. ولا يصح أن يستورد من الخارج..
وتذكَّر:
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك
المفهوم السادس :
"كما تكونوا.. يُوَلَّ عليكم"
لا تنشغلوا كثيراً بالحديث عن الحكام.. لا تنشغلوا بإلقاء التبعة على أكتافهم وتنسوا أنفسكم..
نعم.. كلما عظمت المسئولية زادت التبعات.. والمخطئ في حق فرد ليس كالمخطئ في حق عشرة.. ليس كالمخطئ في حق أمّة!.. ولكن اذكروا الحقيقة الصادقة: "كما تكونوا يولّ عليكم".
إن الحكام إفراز طبيعي جداً للشعوب.. وليس من سنة الله عز وجل أن يولي حاكماً فاسداً على قوم مصلحين، أو أن يولي حاكماً مصلحاً على قوم فاسدين.. لقد قال عز وجل في كتابه وهو يصف فرعون: "فاستخف قومه فأطاعوه؛ إنهم كانوا قوماً فاسقين"..
ولم يقل: إنه كان من الفاسقين.. فالعلاقة بين الشعب الحاكم تفاعلية جداً..
ولو أصلحتم أنفسكم لخرج من بينكم خالد والمثنى وطارق وقطز وصلاح...
ساحة النقاش