المفهوم الثاني:
إن أمة الإسلام أمة لا تموت ولن تموت..
وهو مفهوم في غاية الأهمية.. فلو أُحبط الناس فلا أمل في القيام.. لابد أن يتيقن المسلمون أن الدولة الأخيرة ستكون دائماً لأمة الإسلام.. وأن هذه الأمة لا تموت.. وهي باقية ما بقيت الأرض.. وأن الله عز وجل قال: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً".. وليس هناك رسول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومن ثم.. فلابد أن تبقى الأمة التي تحمل الرسالة الأخيرة من الله عز وجل إلى خلقه.. وإلا فمن يقيم حجة الله عز وجل على خلقه؟.. ومن يأخذ بأيدي الناس إلى خالقهم؟.. ومن يعلم الناس الهدف من حياتهم؟.. ومن يبَصِّر الناس كيف يعبدون ربهم؟.. ومن يهدي الناس إلى عمارة الأرض وإقامة الشرع ورفع المظالم ورد الحقوق وإرساء العدل ونشر الرحمة؟؟.. من يفعل كل هذا إن فنيت أمة الإسلام؟
إن بقاء أمة الإسلام أمر حتمي.. تواترت عليه الأدلة من الكتاب والسنة.. لابد أن يفقه المسلمون ذلك..
ولكن احذروا شيئاً في غاية الخطورة..
احذروا قاعدة الاستبدال..
فإن الله عز وجل وإن كان من سنته أن يُهْلك القرى الظالمة من غير أمة الإسلام بكاملها.. فإنه مع أمة الإسلام يُمضي قانوناً خاصاً.. وهو قانون الاستبدال.. فيهلك جيلاً فاسداً من المسلمين, وينشئ جيلاً صالحاً مكانه.. يستبدل بجيل ألِف القعود.. جيلاً اشتاق إلى الجهاد والحركة والبذل والعطاء.. سنة إلهية ماضية:
"يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟! فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبْكم عذاباً أليماً، ويستبدل قوماً غيركم، ولا تضروه شيئاً، والله على كل شيء قدير"
ويقول عز وجل في موضع آخر.. في سورة محمد:
"وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم.. ثم لا يكونوا أمثالكم".
فاحذروا قاعدة الاستبدال..
ساحة النقاش