لماذا نزلت الطيور الأبابيل؟ لماذا نزلت على قوم سلبيين؟
لأن هذه كانت سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين.. كانت هذه هي السنة الماضية في إهلاك الظالمين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم..
كان الله عز وجل يهلك الظالمين بخارقة.. والمؤمنون لا يرفعون سيفاً ولا يشتبكون في قتال.
ولما أحاط هذا الخطر ببيت الله الحرام طُبِّقت السنة حتى في غياب المؤمنين. لقد كان هذا يحدث أيضاً مع الأنبياء السابقين قبل النبي صلى الله عليه وسلم
نوح عليه السلام:.
لما كذبه قومه، وشعر أنه لا أمل في إيمانهم.. وقف يدعو الله عز وجل كما صورت آيات القرآن الكريم: "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر".. فاستجاب الله لدعائه وقال: "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجّرنا الأرض عيوناً.. فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملناه على ذات ألواح ودسر.."
لم يحدث لقاء بين المؤمنين وبين الكافرين، وإنما حدث الطوفان، وحمل الله المؤمنين في السفينة بهذه الخارقة.
لوط عليه السلام :ـ
لما كذبه قومه قال: "رب نجني وأهلي مما يعملون"..
فجاءت الأوامر من الله عز وجل: "فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم.. ولا يلتفت منكم أحد.. وامضوا حيث تؤمرون"..
لم يكن هناك أي نوع من أنواع اللقاء.. ثم يوضح سبحانه بعد ذلك ما حدث للقرية الظالمة بعد أن خرج منها لوط عليه السلام: "فجعلنا عاليها سافلها, وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"..
حتى مع بني إسرائيل :ـ
الذين حمّلهم الله أمانة إقامة دولة وإنشاء أمة.. لما أحيط بهم في أرض مصر، وانقطع أمل موسى عليه السلام في إيمان فرعون وقومه قال موسى عليه السلام كما حكى القرآن على لسانه: "ربنا اطمس على أموالهم، واشدد على قلوبهم؛ فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم"..
فجاء الأمر الإلهي: "فأسر بعبادي ليلاً.. إنكم متَّبعون"... ولم يحدث لقاء بين قوم موسى عليه السلام وبين فرعون، ولم يؤمر قوم موسى بقتال فرعون وجنوده، وإنما أمروا فقط بالخروج من مصر إلى غيرها، وانطلق موسى عليه السلام ومن معه من بني اسرائيل حتى وصلوا إلى البحر ولما وصلوا إلى هناك فقد بنو إسرائيل الأمل في النجاة؛ لأنهم رأوا جيوش فرعون من ورائهم.. وصوَّر الله تعالى الموقف في كتابه الكريم: "فلما ترائى الجمعان قال أصحاب موسى: إنا لمدركون!! قال: كلا.. إن معي ربي سيهدين".. فكانت تلك هي الكلمة الوحيدة المؤمنة التي قيلت في مثل هذا الموقف.. كلمة موسى عليه السلام: "كلا.. إن معي ربي سيهدين".. أما بقية القوم فإنهم اضطربوا اضطراباً شديداً لما رأوا جيش فرعون، ومع ذلك قال الله عز وجل: "فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر.. فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم.. وأزلفنا ثَمَّ الآخرين، وأنجينا موسى ومن معه أجمعين"..
ولم يكن هناك ضحايا ولا شهداء.. نجا كل بني إسرائيل مع كونهم قالوا: "إنا لمدركون"!!
وقال الله تعالى: "ثم أغرقنا الآخرين".. فأُهلك فرعون الظالم بخارقة!.. شق الله البحر, وأهلك فرعون عليه لعنة الله ومن معه من الجنود.
ساحة النقاش