<!--<!--

         السيد مشالي

ولكم في الإمارات .. نموذج .

علي خطي الحكيم زايد – تنطلق بخطوات راسخة الي العــــلا ...

ديسمبر21201511:16:01 مـربيع أول91437

منذ: 7 ساعات, 36 دقائق, 6 ثانية

أمل القبيسى

 شخصية العام 2015م

إنها حقًا أمل.. المرأة العربية..

هى تكريم وشرف للعرب..

أول امرأة تترأس البرلمان فى العالم العربي. فازت الدكتورة أمل القبيسى صباح يوم 18 نوفمبر 2015م برئاسة المجلس الوطنى الاتحادى بالتزكية..كما سجلت أمل القبيسى فى 16 ديسمبر عام 2006 أول فوز نسائى فى الانتخابات المحلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد احتلت بذلك المرتبة الثالثة بين الفائزين الأربعة، مما يشير إلى تحقيق إنجاز تاريخى للمرأة الإماراتية داخل المجتمع الذى يحترم كفاءتها وعطاءها.

ويعود الفضل فى نجاح الدكتورة أمل القبيسى إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – رئيسة الاتحاد النسائى العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة – التى قدمت الدعم بلا حدود من أجل النهوض بالمرأة فى الامارات.. وإنطلقت بنت الإمارات فى الاهتمام بالتراث الإماراتى والهوية المحلية، فقدمت العديد من الدراسات والبحوث العلمية خلال هذا المجال، كما ركزت على إبراز التراث المعمارى الإماراتي. وقد اشتركت فى العديد من الأعمال التطوعية فى هذا المجال، من خلال الاهتمام بالمواقع الأثرية والمبانى التاريخية المهددة بالخطر والحرص على ترميمها والاهتمام بها بالتعاون مع الحكومة الإماراتية. كما حرصت أيضًا على جمع المعلومات التاريخية والقيام برحلات ميدانية مع الطلبة لمناطق التراث؛ لحثِّ الشباب على التعرف على العمارة المحلية وتوثيقها علميًا ومعماويًا للحفاظ عليها.

وعلاوة على ذلك فإن القبيسى عضو فى العديد من المنظمات العالمية المعروفة فى مجال الهندسة والحفاظ على التراث والآثار والمبانى التاريخية، مثل: مركز التراث العالمى WHC، والمجلس الدولى للآثار والمواقع الأثرية ICOMOS، والمركز العالمى لدراسة الحفاظ على المبانى الثقافية وترميمها ICROM. وقد مثلَّت الدولة رسميًا فى الكثير من المحافل العالمية والمؤتمرات الدولية وأيضا داخل منظمة اليونسكو.. وهى نموذج من مئات النماذج الناجحة فى جميع المجالات والأصعدة الداخلية والخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

مع نهاية عام 2006م كتبت مقالاً بعنوان: «المرأة فى الإمارات.. من الاتحاد.. إلى المجلس الوطنى»..!! نشر بجريدة الخليج الإماراتية يومى 28،24 ديسمبر 2006 م وجريدة نهضة مصر العدد 842 بتاريخ 6 يناير 2007م، قلت فيه:

«التجربة الإماراتية نموذج رائع للدولة المدنية الحديثة يستدعى التأمل والدراسة، ويبعث على الإعجاب بدولة ناشئة استطاعت خلال 34 عامًا هي عمر الاتحاد أن تفرض وجودها وسط أكبر وأعرق الدول فى العالم، وأن تقدم حلاً لكيفية التعايش والتعامل بين أصحاب الديانات والجنسيات المختلفة على أرض الإمارات.. بكل الحب والحرية والأحترام.. وأن تعكس صورة حقيقية ومضيئة عن سماحة ووسطية الإسلام.. وتكريمه للمرأة، وتعظيمه للعقل والعلم والعمل.. لدرجة أن أصبح العيش فى الإمارات يمثل حلمًا يراود كثيرًا من الأوربيين والأمريكان..!!

فهنيئًا لشعب دولة الإمارات الذى يعيش هذه الأيام عرسًا وطنيًا–متمثلاً فى انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطنى الاتحادى.. كتجربة انتخابية أولى تواصل البناء على نهج التجربة العظيمة التى أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه من حكام الإمارات قبل 34 عاما عندما أُنشيء اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة – على مبدأ الشورى، والمواطنة – وبأهداف واضحة تحمل فى جوهرها الغاية الإنسانية، والأطر الأصيلة، والجذور العميقة التى تعبر عن خصوصية الإنسان الإماراتى العربى المسلم.

وتأتى هذه الانتخابات ضمن نهج متدرج يرتكز على ضرورة منح الوقت الكافى لدراسة كل مرحلة من مراحل العمل الوطنى بعناية.. بحيث تنسجم مع طبيعة المجتمع وواقع تركيبته السكانية.

وتتميز الانتخابات فى الإمارات بكونها الأولى على مستوى المنطقة، التى سيتم خلالها اعتماد التصويت الإلكترونى.. مما يجعلها تتبوأ مركز الصدارة فى تغيير الأفكار، وتعديل الاتجاهات..وفرصة لإعادة النظر فى أساليب التصويت.

والميزة الأهم أن هذه الانتخابات تعكس مدى ما تحظى به المرأة الإماراتية من اهتمام ودعم رسمى من أعلى القيادات.. ومشاركة المرأة فى خوض الانتخابات كمرشحة، وناخبة لأول مرة  تعتبر قفزة نوعية ضمن سلسلة من الإنجازات المضيئة والمكاسب الوطنية التى حققتها المرأة الإماراتية بفضل دعم المغفور له الشيخ زايد الذى أتاح لها كل فرصة للمشاركة فى بناء المجتمع، وحرص على تشجيعها لاقتحام جميع ميادين العمل وتحقيقها مكاسب تشريعية تكفل حقوقها الدستورية وفى مقدمتها: حق العمل والضمان الاجتماعى، والتملك وإدارة الأعمال والأموال، والتمتع بخدمات التعليم بجميع مراحله، والرعاية الصحية والاجتماعية، والمساواة فى الحصول على الأجر المتساوى فى العمل مثلها مثل الرجل..

واستمر الدعم والسير على نفس الدرب من الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، وأخيه الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى، وإخوانهما من حكام الإمارات فى مساندة المرأة لتتبوأ مكانة فاعلة فى المجتمع إلى جانب الرجل، ويعكس هذا تولى المرأة مناصب حكومية رفيعة؛ حيث أسندت وزارة الاقتصاد للشيخة لبنى بنت خالد القاسمى ووزارة الشئون الاجتماعية للسيدة مريم محمد خلفان الرومى.. هذا خلاف المناصب القيادية الأخرى فى شتى المجالات بما فيها العمل بالشرطة والسلك الدبلوسى..!!

واليوم يتم اختيار نحو 1200 شخصية نسائية فى الهيئة الانتخابية من بين أكثر من 6000 عضو لانتخاب 20 عضوًا فى المجلس الوطنى.. وبرغم صعوبة وصول المرأة إلى مقاعد المجلس الوطنى عن طريق الاقتراع – فحظها لا يختلف كثيرًا عن نساء الكويت والبحرين – حيث فشلن فشلا زريعا فى الوصول إلى البرلمان بسبب رفضهن انتخابيًا من مجتمعات تطغي عليها ثقافة الذكورة.. لكن حضور المرأة فى الإمارات ومشاركتها فى الحياة العامة يحظى بترحيب وتفهم من المجتمع.. فهل تفعلها المرأة الإماراتية..؟؟

أقول إنه من الممكن أن تفعلها بنت الإمارات.. وهذا يتطلب منها أن تضع نصب عينيها حكمة وتعاليم المرحوم الشيخ زايد فى التضحية والابتعاد عن الإنانية وذلك بالقيام بعقد تفاهمات بين المرشحات لكى تذهب جميع الأصوات النسائية بلا استثناء إلى مرشحة واحدة فقط فى كل إمارة تتمتع بالثقة من باقى المرشحات،

ولها برنامج وطنى يلبى احتياجات المرأة، وتملك المقدرة على التعبير والوعى السياسى.. على أن تنسحب المرشحات الأخريات؛ حتى لا تتشتت الأصوات، وتضيع هباء بدون الحصول على مقعد.. وأنا أثق بأن المرأة الإماراتية على درجة عالية من الذكاء.. والإقناع والجدية، وأن الفرصة متاحة لإثبات ذلك.. خاصة أنه لا يوجد أى موانع أو مورثات رجعية تحول بينها وبين مقعد المجلس الوطنى..!!

حقًا.. إذا فعلتها المرأة الإماراتية سيكون ذلك إنجازًا عظيمًا يضاف للتجربة النسائية فى الممارسة الانتخابية والعمل السياسى فى عالمنا العربى..!!

والحقيقة أن المراقب لتجربة دولة الإمارات من البادية إلى الدولة المدنية الحديثة لا يستطيع إلا أن يقف مبهورًا متأملاً.. كيف تحولت الصحراء إلى جنة خضراء ومدن تشهد نهضة معمارية ضخمة على أحدث نظم البناء والتشييد بأبراج شاهقة ومراكز تجارية عالمية للتسويق وإدارة الأموال..

ومن المفاجآت السعيدة.. فى الساعة الثامنة من مساء السبت 16 ديسمبر وأثناء كتابة الفقرة الأخيرة من هذا المقال كنت أتابع برنامجًا على الهواء فى قناة الصفوة، فوجئت باتصال تليفونى من الإعلامى جمال عنايت – فقرة الشارع العربي - يهنئ الدكتورة أمل عبدالله القبيسى بنجاحها كأول امرأة تصل إلى المجلس الوطنى عن طريق الإقتراع فى إمارة أبوظبى..!!

ألف مبروك للمرأة الخليجية.. وهل نرى مفاجآت أخرى خلال هذا الأسبوع من باقى الإمارات وخاصة الشارقة ودبي..؟؟».

أبوظبى 12 ديسمبر 2015م

 

[email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 22 ديسمبر 2015 بواسطة mashalysmashaly

عدد زيارات الموقع

2,247