مريم عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

غالبا ما تكون الأم اليابانية هي الملام الأول عند إخفاق طفلها في المدرسة، يليها المعلم في المرتبة الثانية ثم يلام الطفل ثالثا. فالأم اليابانية هي المسؤول الأول عن التدريب بغية الترقية في الأداء و المثابرة؛ لتزداد درجة الدافعية  لدى الطفل الياباني، لاكتساب المهارات

من خلال انغماسه في التعلم منذ صغره ملتزما بمهمته ؛معتمدا على نفسه، يتعلم في تواضع كيف يعتني بنفسه ، وكيف يحترم المحيطين به، وكيف يرتب الأشياء والطرق المثلى عند الاستماع أوالحديث؛ ويعطي الابتسامة حيزا كبيرا بمناقشة مغزاها وأسس تنفيذها على امتداد بلوغ إثمارها.

 

في اليابان تتميز البيئة  الاجتماعية الأسرية بالعلاقة الوثيقة بين الأم وطفلها ما يخلق قوة تضمن الإِذعان والخضوع لدى الطفل، مؤسِسة التأثيرعلى عمليات تحصيله، بما يتوافق مع ما تقدمه هذه الأم من استرتيجية لضبط سلوكه.

حيث تزداد متابعتها الفعالة له تباعا في مراحله العمرية ،وما يزيده هذا التواصل إلا نجاحا. 

يكتسب الطفل من اهتمام والدته وأخلاقها و ما تبثه فيه من تربية، كيانا بَنَته الخبرات، يتبين الدور المؤثر لها حينما تحين مشاركته لزملائه في النشاط الجماعي المدرسي الذي تشهده مخيمات الرحلات ،أين يتطلب التعاون والانضباط حضورهما.

يكوّن الاستماع والمراقبة، جزءا من الأدوار التي تعرف نشاط الأم اليابانية. لِما ينجزه أداءها وأسلوبها المتبع ساعة تحوّلها إلى طالبة، بأخذ نسخة من كتاب ابنها الدراسي تُحْسِن من خلاله إلقاء الدروس على طفلها وبخاصة في مراحله الأولى؛ لتخلق بيئة تشجعه للدخول في التعليم المستدام؛ وتواصل مشوارها في مدارسته، حتى في باقي أطوار دراسته اللاحقة.

تحاول جادة، القضاء على كل ما يعوق طريق تنمية السلوك لديه، باعتباره يسبق جميع التدريبات التقنية. وعلىرأس المهام التي تتولاها هذه الأم المناضلة، يتجلى السبق في تطويرالقدرات ،وتنظيم عملية التحصيل وتحسينه، دون أن تتجاهل ما يلزم الأداء النوعي من مجهود ،بغض النظر عن مخزون الطفل من الاستعدادات الكامنة.

فقد ساهمت الأم من البداية لما اتضحت الرؤية أمامها تجاه توليد القدرة التركيزية في طفلها، وهي تسعى نحو أبعاد ذات مضامين فاعلة، تختص بصناعة النجاح والتوازن الإنساني. يحق لكل أم يابانية أن تشعر باعتزاز لما تمنحابنها به، إنها تبكّر في اكتسابه مهارات  تدل على الطاعة والنضج الانفعالي والتهذيب.

ولا ترتكز رعايتها على توكيد الذات اللفظي أو التفاعل مع الأقران. لَإنها تصنع عضوا فعالا  بصفات هدفها البناء بعدما استحق رتبة الإحساس بالمسؤولية والتمكين، بجدارة تجنبه موانع بلوغ النجاح.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2015 بواسطة mariamabdullah

عدد زيارات الموقع

13,954