يعتبر هذا الفن المميز بأشكاله وألوانه وتقنياته الحديثة والقديمة شاهداً على العصور المتعاقبة، ومرآة عاكسة للحياة اليومية للأجيال، على الرغم من التطور الكبير الذي شهده على أكثر من مستوى سواء على مستوى الألوان المختارة أم على النماذج العصرية والإبداعية الحديثة. تتم عملية التطريز على السجاد والأثواب والأقمشة غالية الثمن والراقية كالكتان وثوب الحرير أما النقش فيتم على التحف والأواني والمجسمات، وينفذ التطريز على القماش بواسطة خيوط الحرير المميزة بألوانها الزاهية، التي تصنع من مواد نباتية، وينتشر هذا النموذج في المغرب العربي في تطوان ويسمى (التطواني). انتشر فن التطريز في شتى أصقاع الأرض منذ قديم الزمان ولاقى اهتماماً كبيراً من قبل الحرفيين والفنانين انعكس على أعمالهم اليومية. فالتطريز الإسلامي له سمات مشتركة موحدة تميزه، وتميز الحضارة الإسلامية هو سبب تألقها وتفوقها بما يحتويه من قدرات فنية، فقد ظهر في العهد الأموي مستمداً قوته من الفنون المحلية ثم جاء النمط العباسي الذي امتاز بالأساليب الفنية الرائعة وبنوعية خاصة من الخزف ذي البريق المعدني، واستخدام الجص بكثرة في تهيئة الزخارف حتى أصبح من المواد المميزة في هذا اللون من الفن الإسلامي، ومع ضعف الخلافة العباسية ظهر التطريز المغربي والمصري والسوري والعثماني ثم التركي الذي تميز بصناعة السجاد وأبدع الفنانون في هذا الجانب فظهر 17 نوعاً من المطرزات منها سجادة الصلاة المميزة برسم المحراب على أرضيتها واشتهرت بصناعتها المناطق الجبلية في الأناضول. جذور في أعماق التاريخ ويعود تاريخ هذا الفن في الصين إلى أعماق التاريخ وارتبط بالحضارة الصينية منذ نشأتها، وسمحت التقاليد الصينية بانتشار هذا الفن وتطوره، ويدون اليوم علماء الآثار تاريخ هذا الفن الذي يعود إلى أكثر من 2255 سنة. وأصبح فن التطريز واحداً من الفنون الشعبية المنتشرة بين مختلف شرائح المجتمع وأخذ التطريز والنقش شكلاً جمالياً ومذهباً وأصبح فناً قوياً بعد أن اعتراه هذا التطور الكبير. فقد برزت الخطوط الفنية للتطريز وتعددت ألوانه، وسرعان ما تطور وتوسع نطاق العمل بهذا الفن خصوصاً بين عامي 403 221 قبل الميلاد بحسب تقديرات علماء الآثار والباحثين، ووصل إلى ذروته الفنية في عام 206 ق.م و220 ق.م. وكان ذلك تحت تأثيرات الوضع الاقتصادي الجيد الذي عرفته الصين في هذه الحقبة والذي انعكس على مختلف النشاطات في هذا البلد ومنها فنون التطريز فأدخل الحرير في هذه العملية. ومع اتساع نشاط الطبقات الغنية ازدهر هذا الفن وزاد الطلب على المنتجات المطرزة بخيط الحرير والمذهبة. ومع تطور التقنيات الحديثة وظهور آلات أكثر تطوراً أحدث نقلة نوعية في تقنيات التطريز لدى الرجال والنساء على حد سواء ممن يعملون في هذا النشاط. فكان التغيير على المستوى الجمالي كبيراً، إذ أعطت هذه الآلات الحديثة المزيد من الحرية للمهرة باستخدام أنواع مختلفة من التطاريز وباعتماد نماذج أكثر عصريةً وفتح آفاق جديدة لهذه المهنة، فيها جمال الحرفة ونقاوة العمل على مستوى الكم والكيف،ويعود سر نجاح المطرزين والمطرزات إلى أسباب عديدة، يأتي في مقدمتها ظهور آلات وأدوات حديثة تزيد من مهارات التطريز، وسبب أساسي آخر هوارتباط فن التطريز مع فن الرسم بشكل وثيق، فأصبحت لوحة الرسم مخططاً لعملية التطريز، وقاعدة له تحدد ألوانه وتعرف طبيعة خيوطه وخطوطه. تطور المهارات وازدادت مهارات العاملين في هذه الحرفة واستخدام الآلات والألوان العصرية على نطاق واسع، هذه الألوان أصبحت تحدد الشكل النهائي للقطع المطرزة بشكلً يعكس الإبداع والحيوية في التصميم والإعداد. ويستمر إبداع هذه الشريحة المحترفة في عمل التطريز في إنتاج أعمال مميزة، تتسم بالروعة والإتقان فانتشرت بين جميع الطبقات الاجتماعية وتحسن أداء العاملين في هذه الحرفة إلى درجة كبيرة مع التطور التكنولوجي والفني. وظهرت أنواع من التطريز، منها الحريري الذي يعد بواسطة خيوط الحرير وهو النوع الأكثر جمالاً وتميزاً من بين أنواع التطريز نظراُ لجمالية خيوط الحرير والتطريز بالشعر وهو نوع قديم شهد انحساراً كبيراً في هذه الأيام والتطريز بالورق وعلى الكتان وهو ما ينفذ على القماش والملابس والتطريز بخيوط الدانتيل وتنقش بها الملابس والتطريز بخيوط مذهبة وكل هذه الأنواع تعتبر ابتكارات فتحت آفاقا جديدة أمام المبدعين والفنانين العاملين في هذه الحرفة. وتستعمل في التطريز جميع التقنيات الحديثة والعصرية حيث تزيين الأقمشة بالرسومات البديعة والألوان الزاهية ليعبر كل عن فن إبداعي وذوق رفيع للمبدعين ليجسد كل أحاسيسه عبر لوحات مطرزة مصنوعة بتقنيات عالية يبرز فيها نوعان من العمل الفني: وهي تقنية تطريز (الغرز) وتقنية طرز (الرشم). ويعتبر التطريز موروثاً حضارياً يتوارثه الأجيال جيلاً عن جيل منذ القدم، فالأم تلقن تعليماتها ومهاراتها في هذا الفن للبنت، وتتعلم البنات فنون هذه الحرفة من معلمات سبقنهن إلى هذه المهنة، وهو فن لا يستغنى عنه في عالم النساء، فالمرأة تطرز حاجياتها الضرورية في المنزل أوتعرضها للبيع أو تهديها. وتختلف الألوان المختارة للتطريز من منطقة إلى أخرى، أما الرسوم والنقوش المختارة فيعبر عنها من خلال أشكال هندسية أو صور نباتية أو حيوانات

 

 

malk2010

هـ**ـمـ**ــســ**ــات

  • Currently 185/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
60 تصويتات / 6373 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

594,562