أهم خصائص اللغة العربية:
تتسم اللغة العربية بالعديد من الخصائص التي ميزتها عن جميع لغات العالم، أهمها:
تشابه الكثير من حرفها الهجائية في الصوت أو الرسم:
ويمكن تقسيم الحروف المتشابه في الرسم إلى الآتي:
• المجموعة الأولى: (ب، ت، ث، ن، ي، ف، ق)
• المجموعة الثانية: ( ج، ح، خ، ع، غ)
• المجموعة الثالثة: (د، ذ، ر، ز، و)
• المجموعة الرابعة: (س، ش، ص، ض، ط، ظ)
أما الحروف التي تتشابه في الصوت، فهي: (س، ث، ذ، ظ، زـ ت، ط، د ـ ض، د، ط ـ ق، ك)
التنقيط:
وقد استخدم التنقيط لتلافي اللبس و الخلط الذي نتج عن تشابه الحروف، ويعد النقط ميزة تسترعي نظر الناطقين بلغات أخرى. و تنقسم الحروف الهجائية إلى أحرف منقوطة، و أخرى غير منقوطة.
اختلاف شكل الحرف الواحد من حروفها حسب موقعه:
اختلاف شكل الحرف في الرسم تبعًا لموقعه في الكلمة( الأول ـ الوسط ـ آخر الكلمة)؛ حيث نجد أن بعض الأحرف لها شكلان و البعض الآخر لها ثلاثة أشكال مثل(الدال، العين) فالدال لها شكلان و العين لها ثلاثة أشكال.
الحركات على الحروف:
توضع الحركات على الحروف في اللغة العربية حتى يضبط صوت الحرف طريقة نطقه، وكذلك تستخدم الحركات لضبط الكلمة بما يتفق و قواعد اللغة، وتحل الحركات محل الحروف المتحركة في اللغات الأوربية؛ لذا تعد صورة الكلمة العربية مختصرة مقارنة باللغات الأوربية، و على القارئ أن يراعي هذه الحركات عند نطق الكلمات ملاحظة دقيقة، و أن يميز بينها و بين الحكات الطويلة الممدودة ليتلافى اللحن اللغوي.
التمايز الصوتي:
يستخدم متحدث العربية جهاز النطق دون إهمال أية وظيفة من وظائفه، وذلك لدقة مخارج اللغة العربية.
الثراء في المفردات و التراكيب و المفاهيم:
تتميز اللغة العربية باعتبارها أكثر اللغات ثراءً و غنى بالمفردات اللغوية و تراكيبها، و اكتسبت هذه الخصيصة من عدة مظاهر أبرزها كثرة الأسماء الدالة على مسمى واحد، و كثرة المترادفات و الجمل و التراكيب، و من أبرز وسائل هذا الغنى بالتراكيب: (الاشتقاق، و و المجاز، و التعريب، و التوليد)
والاشتقاق يعني: أخذ لفظ من لفظ آخر، مع مراعاة التناسب بينهما في المعنى، وتغيير بينهما في اللفظ بحيث يضيف المشتق على المعنى الأصلي زيادة في المعنى مثل: ( خرج ) و، و (خارج)، فقد أضاف المشتق (خارج ) عن معنى الفعل ( خرج ) وصفًا للفعل، و هو وجود شخص قام بالفعل و اتصف به، فهو خارج.
و المجاز يعني: خروج اللفظ عن معناه الحقيقي الذي وضع له في اللغة إلى معنى آخر مجازي، على أن يكون هناك رباط منطقي بين المعنيين، وأن يكون هناك علاقة مشابهة بين ما وضع له اللفظ أصلًا، و ما استخدم فيه مجازًا، و قد ذكر ابن جني أن أكثر اللغة يأتي من مساحة المجاز؛ مما أكسب العربية اتساعًا و ثراءً لا يبارى.
أما التعريب: فيعني أخذ اللفظ من غير العربية، وصبه في قوالبها ليتفق مع صيغها و أساليبها. فقد استعار العرب الخلص في عصر الاحتجاج ألفاظًا من أمم مجاورة، و استخدموها مثل: (السندس، الاستبرق، الزنجبيل، الصراط، جهنم )، ذلك أثبت للعربية مرونتها و قدرتها على احتواء غيرها من اللغات.
و التوليد يعني: استخراج صيغة جديدة في ضوء صيغة أخرى لكلمة أخرى حين تتوافر مشابهة بين الكلمتين، و على ذلك يتم استحداث أوزان جديدة، و كلمات تقابل الكلمات الأجنبية مثل: هاتف= تليفون، برقية= تلغراف. .. إلخ
الإيجاز:
يقصد به التعبير عن المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة لا تخل بالمعنى، و قد استحسن العرب الإيجاز في الكلام، و مالوا إليه في حديثهم و كتاباتهم، فكانوا يؤدون المعاني بأقل الألفاظ، فعندهم خير الكلام ما قل و دل.
الشمولية و الدقة:
يقصد بالشمولية وجود ألفاظ كثيرة من بين مفردات العربية يندرج تحتها أشياء كثيرة مثل لفظ( العالم ـ الكون ـ الدنيا الوجود ـ الخلق ـ المُلك)فكل لفظ من هذه الألفاظ يندرج تحته عديد من الألفاظ و المعاني مثل ( الإنسان، الحيوان أ النبات، الأرض، السماء، الجبال. .. . إلخ)
ويندرج تحت الشمولية و الدقة مصطلحا: الترادف و المشترك اللفظي
فالترادف يعني: أن يكون للفظة الواحدة العديد من المعاني بألفظ مختلفة، مثل كلمة السعادة، فيرادفها: الفرح، السرور الغبطة. .. .. إلخ
و أسهم الترادف في إكساب اللغة العربية ثراءً كبيرًا في عدد مفرداتها و تراكيبها.
أما المشترك اللفظي، فيقصد به أن يشترك لفظان أو أكثر في الأحرف مع الاختلاف في المعنى مثل كلمة ( المغرب) فهي تعني معاني و دلالات كثيرة منها( وقت الصلاة بعد غروب الشمس، مكان غروب الشمس، بلاد المغرب العربي)، و المشترك اللفظي أو التجانس، منه تجانس كلي ـ كما ورد في المثال السابق ـ تتفق فيه الكلمات في جميع حروفها بنية و تشكيلًا، و هناك تجانس ناقص تشترك فيه الكلمات في ا لأحرف، و تختلف في التشكيل أو لا تتفق في كل حروفها مثل كلمات (عَبرة، عِبرة) فالأولى بفتح العين تعني دمعة العين و الثانية بكسر العين تعني الموعظة. وأيضاً( قاسط، مقسط) فالأولى تحمل معنى الظلم و الثانية تحمل معنى العدل.
التفرد الصوتي:
تتميز اللغة العربية بالتفرد الصوتي في بعض أحرفها على أي لغة في العالم مثل صوت حرف الضاد، فلا يوجد هذا الصوت في أي لغة من اللغات الحية أو المندثرة، هذا فضلًا عن أن أصوت العربية متفردة في كل حرف، فلا يستلزم النطق بصوت معين الدمج بين حرفين أو صوتين على شاكلة الإنجليزية مثلًا.
الموسيقية:
تتميز العربية بخاصية موسيقية لها أثرها على السمع ووقعها في النفس وتتنوع مصادر الجرس الموسيقي، فمنها التناسب الموسيقي الفني بين الحروف المتقاربة التي لا مثيل لها في الأبجديات الأعجمية، فهناك تقارب في مخارجها و تشبه في شكلها ونسقها مثل(التاء، الثاء ) و السين، و الشين)إلخ
وهذا التناغم في الوحدات الصغرى من اللغة، و هي الأحرف العربية قد تولد عنه تفاعيل البحور الخليلية في علم موسيقا الشعر.
ساحة النقاش