1-تطور مفهوم القراءة:
تقعُ القراءة فى قلبِ كل عمل نقوم به، لأنها أساس كل تقدم بشرى فى الماضى والحاضر، وترتبط ارتباطا مباشرا بالكتابة والكتب والمكتبات ،أى أن القراءة هى الوجه الآخر للتواصل الكتابى، وقد اتضح هذا جليا فى جمع القرآن بين القراءة، والقلم،والتعلم والتعليم،فقال عز من قائل:] اقرَأ بٍاسمـ ٍ رَبٍكَ الَّذٍى خَلَقَ]1 [خَلَقَ الإِنَسـاـنَ مِن عَلَقٍٍٍ َ]2 [اقرَأ وَرَبُّكَ الأَكرَمَُ]3[ الَّذِى عَلَّمـ َ بِالقَلَمِـ]4 [ِ عَلَّمـ َ الإِنَسـَاـنَ مَا لَمـ َيعلَمـ ]5 [ِ. (سورة العلق :الآيات من 1 إلى5)
ولقد ظل مفهوم القراءة راسخًا لسنوات عديدة يتمثـل فى أنها:"عملية آلية ،أو ميكانيكية تتضمن النظر إلى الحروف، والكلمات ونطقها".وفى ظـل التطـورات العالميـة، وجهـود التربويين وعلماء النفس، وعلماء اللغة، والاهتمام بعمليات القراءة ،وما يجـرى داخـل المتعلم، أو القارئ من عمليات داخلية فى مخِ الإنسان فى أثناء القراءة,وفى ضوءِ ذلك تطور مفهوم القراءة,وأصبحت القراءةُ عملية عقليـة تشمـل تفسـير الرمـوز التى يتلقاهـا القارئ عـن طريق عينيه ,وتتطلب هذه العملية فهم المعانى، والربــط بين الخـبرة الشخصيـة وهـذه المعانى,وهى بهذا تتطلب عمليات نفسـية وعقلية على درجة عالية من التعقيدِ." (Readence et al:2000) نقلا عن(2:84)
كما أنها عملية ذهنية تأملية تستند إلى عمليات عقلية عليا ونشاط يحتوى كل أنماط التفكير والتقـويم، والتحليل، والتعليل، وحــل المشكلات ,وليس مجرد نشـاط بصرى ينتـهى بتعرف الرموز المطبوعة فحسب (رشدى طعيمة , 1998)( 45) ،(حسن شحاتة,1993)(25) ،(على مدكور ،1997)(80) وبذا يصبح مفهوم القراءة أنها:" عملية بنائية نشطة، يقوم فيها القارئ بدور معالج إيجابى نشط للمعرفة ,وليس مجــرد مستقبل سلبى. وتتضمن مستويات تفكير عليا" .
ومع تطور مفهوم القراءة ،وانطلاقه من مجرد أنه :"عملية بسيطة تنحصر فى تـعّرف الحروف، والكلمات، والنطق بها"،إلى الاهتمام بعمليات أخرى مثل الفهم والربط والاستنتاج،وبذلك أصبح المفهوم عنصراً ثانياً من عناصر القراءة نال قدراً كبيراً من البحث والدراسة(114: 56)
واجتماع عنصر التعرف على الكلمة وعنصر الفهم أدى إلى ظهور عنصر ثالث لـه شأنه الواضح فى ميدان القراءة ، هذا العنصر هو النقد ، ويرى الباحثون أن هذا التصور نتيجة طبيعية ساعدت الناس على اختيار ما يـلائم عقولـهم ، وما تتطلبـه اهتماماتهم من مطبوعات، يتمكنون من نقده وإبداء الرأى فيه. (10 :40-41)
واستمر مفهوم القراءة فى التطـور حتى أصبحـت تعـرف اليوم بأنها نشاط فكرى، وأسلوب لحل المشكلات ، يلجأ إليها الفرد كلما واجهته مشكلـة؛ فيقوم بجمع الاستجابات التى تتطلبها حل هذه المشكلة من عمل وانفعال وتفكير(القراءة الابتكارية). (25:76 )
وهكذا نرى أنَّ القراءةَ:" مجموعة من العمليات المعقدة ، تتضمن العديد من المهارات المرتبطة التى يصعب الاكتفاء ببعضها ، أو الفصل بينهم ". وبهذا فإنهـا يجـب أن تُنمى بشكل متكامل؛ حيث ويؤكد ( وليم جراى ) أن النمو القرائى المطلوب لا يترتب علـى القارئ للأفكار المطلوبة ، بل يترتب على استجابة القارئ لما يقـرأ ،ولا يحدث هـذا إلا إذا اكتسب عادة التفاعل الفكرى مع المادة ،المقرؤة، ومن هنا وجب التدريب على مهارات القراءة فى ضوء هذا المفهوم إذا أريد تطوير جيل من الناقدين . (10 : 41)
أما المعلمون الذين يشعرون بأن مسئوليتهم تقف عند حدِّ تعليم طلابهم أن يربطوا بين الكلمـة وأصـواتها الصحيحة ، فإنهم يقدمون تعليمًا ناقصًا للقراءة يجعـل الأطفال يـرددون مـا يقرءون ولكنـهم لا يفهمون سوى القليل ، وبهذا فإن الأهم بالنسبة لإنسان اليوم أن يستوعب محتوى المادة المقروءة، ويستفيد منها بطريقة سريعة وتامة لا أن يعرف القراءة فحسب.(96: 240)
وفى ضوء هذا التطور لمفهوم القراءة يتضح مايلى:
* أن القراءةَ عمليةٌ بنائية نشطة هدفية التوجيه .
* أن القراءةَ تعتمدُ على نشاط القارئ ، وربطـه للمـعرفة الجـديدة بالسابقـة ، ودمجها فـى بنيته المعرفيـة, ثم تعتـمد علـى النـص ، ومـدى وضوحه ، وتنظيمه وارتباطـه ببنى القارئ المعرفية ,كما تعتمـد على المعـلم وطريقته فى توجيه هـذه ، العمليات وتوفـير الفـرص لمساعدة القارئ على تكوين المعنى .
* ينبغى الاهتمام باستراتيجيـات الأسـئلة قبـل القـراءة ,وأثناءها , وبعدها وحل المشكلات والتعليم التعاونى .
* يجب الاهتمام بالقراءة النـاقدة ، والإبـداعية، ومهــارات الدراسة كأسلوب للتعلم الذاتى والمستمر , بالإضافة إلى الاهتمام بالفهم القرائى ومهارات التعرف.
* ضرورة الاهتمام بجميع أنـواع القـراءة ومهـاراتها ، والتكامل بينها وبين قراءة الأدب والكتابة ، وباقى الفنون.
* أهمية العناية بالفئات الخاصة من الفائقين والضعاف قرائيا. (84: 9 )
2- أهميــةُ القـراءةِ :
لقد أعطى رجالُ التربية اهتمامًا متزايدًا للقراءة ؛ لأنها إحدى فنون الاتصال اللغوى ذات الصلة العميقة بحقل التربية والتعليم ، فهى وسيلة لتوسيع معلومات الطلاب اللغوية، و تساعدهم على التقدم الدراسى فى كل المواد . (76: 9 )
لقد أثبتت البحوثُ التى أجريـت فى هذا المجال وجود علاقة بين ضَعف الطلابٍِ فى مختلف المواد، وضعفهم فى القراءة، وأن ارتباط القراءة مـع معظم المـواد الدراسـية ارتباطاً مرتفعاً، ماعدا تلك المواد التى تتطلب مهارة يدوية أو جسمية مثـل الموسيـقى والتربيـة البدنية .
وبالإضافة إلى أهميةِ القراءة للطلاب فى مجال دراستهم، فإنها تساعد بصورة عامة على التكيف الشخصى خاصة أن عصرنا يتسم بعدم الاستقرار،حتى أنه سمى بعصر، القلق ولذلك فإن الشباب - وأغلبهم قليل الخبرة - فى حـاجة ماسة إلـى التوجيه والمساعدة، للتغلب على كثير من المشكلات التى تواجههم ، إذا أضفنا إلى ذلـك ما تفـرضه طبيعـة مجتمعاتنا المحافظة، والتى تجعل كثير من الشباب يحجمون حياء عن طرح بعض الأسئلة لوجدنا أن القراءة تمنحهم إجابات وافية عن كل ما يجول فى خواطرهم ويقلقهم .
ولقد حدد ( كورى Cory ) المشكلات التى يواجهها الشباب،والتى تسهم القراءة فى حلها وهى:
- التكيف الاجتماعى مع أقرانهم فى السن .
- التحرر من سلطة الوالدين مع الاحترام والمحافظة على حبهما.
- التعرف على أجسامهم خاصة فى مرحلة المراهقة .
- بدء تحمل المسئوليات الاجتماعية والاقتصادية .
- الثقة بالنفس وتكوين قيم أخلاقية . (11: 14 )
والقراءة مع كونها أداة اتصال بين الأفراد فى المجتمع الواحد ، فـهى أيضـاً أداة اتصال بين أفراد تفصل بينهم مسافات زمانية ومكانية ، ولولاها - أى القـراءة – لـظل الفرد حبيس بيئته المحدودة يعيش فى عزلتين جغرافية و عقلية .
وعلى هذا فالقراءة تساعدنا - نحن أبناء القرن الحادى والعشرين – فى الوقوف على تراث الجنس البشرى ، وأصبح فى مقدورنا أن نطلع على حضارات الأمم المختلفـة وأن نقف على تراثنا الخالد ونتفهمه ونستمتع بآدابنا وآداب غيرنا من الأمم .
وكما تذكر ( كارن زيلان ، Carn Zelan , 1985 )أن القراءة تخلق صلة وثيقة بين الفرد القارئ وبين جوانب الحياة، كالمعرفة، والثقافة اللتين ولدتا الأعمـال والروائع الأدبية ، وللقراءة أهمية أخرى باعتبارها وسيلة من وسائل المتعة، والتسلية ، وظروف عصرنا تفرض على الفرد أن يخصص وقتاً للمتعة والتسلية تخفيفاً من ضغوط الحيـاة ، وعلى الرغم مـن وجود كثيـر مـن وسائـل المعرفة إلا أن الكلمة المكتوبة ستظل هى باب المعرفة الواسع.( 93: 53 )
والقراءة حتى اليوم أفضلُ مصادر المعرفة وأقلها تكلفة ، إضافة إلى أنها أفضل الوسائل لتوفير الراحة الجسمية والعقلية للفرد، إذ يستطيع أن يمارسها متى شاء، وأن يختار من موادها ما يريده هو وليس ما يختاره له الآخرون.
3- أنــواع القــراءة :
* يقسم الباحثون القراءة على أساس شكلها العام إلى نوعين :
القراءة الجهرية ، القراءة الصامتة ، ويشترك هذان النوعان فى المهارات الأساسيـة للقراءة مثل تعرف الرموز وفهم المعانى ، ولكن لكل منهما وظائفه ومميزاته الخاصة به.
أولاً : القراءة الجهرية :وهى عملية يقوم القارئ فيها بترجمة الرموز الكتابية إلى ألفاظ منطوقة، وأصـوات مسموعة متباينة الدلالة حسب ما تحمله من معنى ، وتعتمد على ثلاثة عناصر :
- رؤية العين للرمز .
- نشاط الذهن فى إدراك الرمز .
- التلفظ بالصوت المعبر عما يدل عليه ذلك الرمز.
على هذا فإن القراءة الجهرية صعبة الأداء مقارنة بالقراءة الصامتة ، إذ يبذل فيها القارئ جهداً مضاعفاً، فهو مع حرصه على إدراك المعنى يحرص عـلى قواعـد التلفـظ وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وضبط أواخر الكلمات، وتـمثيل المعنى بنغمات الصوت والقارئ يقوم بكل الجهد بهدف تفهيم الآخرين ونقل معنى ما يقرأه إليهم ، وبهذا قيل بأنه ليس هناك قراءة جهرية دون مستمعين ، وللقراءة الجهرية أهدافهـا ويـذكر . (فتحى على يونس ومحمود كامل الناقة 1977) ثلاثة أهداف رئيسية للقراءة الجهرية هى :-
أ - هدف تشخيصى : يتمثل فى إتاحة الفرصة للمعلم أن يكتشف مواطن القوة والضعف لدى الطالب القارئ فيوجهه .
ب- هدف نفسى : وهو أن يشــعر الطـالب بالثقة فى نفسه عنــدما تتاح له الفرصة للقراءة الجهرية أمام زملائه دون خجل أو خـوف ، ومن المـؤكد أن القراءة الجهرية إذا ما تم التدريب عليها بصورة جيــدة تعطى الطالب قدراً كبيراً من الشجاعة و الثقة بالنفس.
جـ- هدف اجتماعى : ويتمثل فى التفاعل مع الآخرين ، واحتـرام مشاعرهـم ، وإبداء الرأى ومناقشة القضايا الاجتماعية. (87: 191 - 192 )
وتشغل القراءة الجهرية المركز الأهم فى الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية بحكم كونها الوسيلة الأساسية للقراءة ، وإذا استطاع الطالب أن يقرأ بسهولة وجب تدريبه على القراءة الصامتة .
ثانيا : القراءة الصامتة :وهى عملية يتم فيها تفسير الـرموز الكتـابية، وإدراك مـدلولاتها ومعانيها فى ذهن القارئ دون صوت أو تحريك شفاه ، أى أنها تقوم على عنصرين :
أ - النظر بالعين إلى الرمز المقروء .
ب- النشاط الذهنى الذى تثيره تلك الرموز.
وقد أشارت التجارب التى أجريت فى هذا المجال إلى أن القراءة الصامتة تعين على الفهم بصورة أفضل من القراءة الجهرية كما أنها توفر للقارئ كثيرا من الوقت. (114: 58 )
إذ أن القارئ هنا يقرأ لنفسه دون أن يشغل نفسه بمستمعين بصرف الوقت بمراعاتهم وإفهامهم. وتتميز القراءة الصامتة بالسرعة والشمول فى فهم المعنى والقدرة على نقـض المقـروء ، والانتفاع بـما يشتمل عليه من أفكار ، ومن هنا اكتسبت أهميتها لــدى المربين، وطلبوا من المدرس أن يعمل على تنمية هذا النوع من القراءة لدى الطـلاب ، ويساعدهم فى التغلب على العادات السيئـة للقراءة الصامتـة مثل :تحريك شفاهـم، أو الهمس ببعض الكلمات ،وتتبع الكلمة بالإصبع، وكذلك البطء ،والسرعة دون فهم .
ومن المهمِ أن تكون هذه المــهام مسئولية مشتركة بين جميع المدرسين دون أن يتحملها مدرس اللغة العربية فقط ، فالمواد الدراسية الأخرى تستخـدم اللغـة ، بـل هى ميدان تطبيقها ، ولا يستطيع أى مدرس أن يعلم طلابه دون استخدام القراءة ، ومن هنا فهو يشترك فى المسئولية مع مدرس اللغة العربية .
تقسيم القراءة على أساس غرض القارئ :
أ - القراءة للاستمتاع : ولها أهمية خاصة لارتباطها بوقت الفراغ ، وهى على نوعين. الأول ناتج عن رغبة الإنسان فى الاستفادة مما فى الكتب مـن علوم نافعة ، أما الثانى فمناقض له ،حيث يلجأ من يمارسه إلى مجرد المتعة والراحة هروباً من الواقع ، ومن أمثلة ذلك القصص الخيالية التى يقرأها الأطفال.(13: 38 )
ب - القراءة للدرس : وترتبط بالأعمال والواجبات، وغير ذلـك مـن جوانـب الحيـاة ويستخدم هذا النوع من القراءة كثير من الأفراد فى المجتمـع بقطاعاتهم المختـلفة ، وعلى الخصوص الطلاب والمثقفون .
ويهدف هذا النوع من القراءة إلى تنمية بعض القدرات لدى الطالب مثـل: قـدرات القراءة الوظيفية كاستعمال المعاجم وفهارس المكتبات ، والقدرة عل التصفـح للحصول على المعلومات بسرعة وتنظيم المادة المقروءة
جـ -القراءة لحل مشكلة : وهذا النوع من القراءة يتصل برغبة القارئ فى الوصول إلى قرار بشأن أمر ما ، أو لتقدير قيمة من القيم ، أو الاشتراك فى مناقشة ، ويجب أن نشجع هذا النوع من القراءة ، ونحث الطلاب على ممارسته ، وندربهم عليه ؛ لأنه يؤدى إلى التعلم الذاتى والاعتماد على النفس ، والشجاعة فى اتخاذ القرار . (79: 122)
وهذا النوع الأخير من القراءة أوثق صلة بالقراءة للدراسة ،لأن كل منهما يندرج تحت القراءة الجادة، أو الهادفة،وأنه لا غنى لأفـراد المجتمـع مـن طلاب ومثقفين عن هذين النوعين بصورة خاصة ، بل إن القارئ الناضج لابد أن يكون ممارساً لهما ومتمكناً منهما ، وهما وثيقا الصلة بالقراءة الناقدة ، بل إنهما محورها الرئيس .
4- مفهوم القراءة الناقدة :
يحظى مفهوم القراءة الناقدة بعددٍ وافر من التعريفاتِ ،تختلف هذه التعريفات وفق وجهة نظر الباحثين لهذا النوع من القراءة وما تتطلبه من مهارات .كما نجد تداخلا بين هذا المصطلح ومصطلح التفكير الناقد ،إذ نجد أن غالبية المتخصصين فى مجال القراءة لا يرون فرقا كبيرا بين القراءة الناقدة والتفكير الناقد؛ فالقراءة الناقدة تعد مظهرا من مظاهر التفكير الناقد.فقد أوردت (ليندا linda (تعريف كل من(أنيس،(Enni1987و(وويلسون (Wils0n و(لينك 1958 link ) للتفكير الناقد ، دون تمييز بين المصطلحين وأوضحت أن قائمة المهارات المدرجة فى محاولة تعريف القراءة الناقد . (291:187)
ومع ذلك فان القراءة الناقدة وجه من أوجه التفكير الناقد ؛ لأنها تقتصر على المقروء أما التفكير الناقد فهو أشمل من القراءة الناقدة .ومن ثم فإن هناك ثمة علاقة بين التفكير الناقد والتفكير الابتكارى؛حيث يرى (بابر(Beyer,Barry K, 1987, أن التفكير الابتكارى تفكير تباعدى، أما التفكير الناقد فهو تفكير تقاربى، وبينما يسعى التفكير الابتكارى إلى إنشاء شىء جديد ،فإن التفكير الناقد يعنى بتقييم الأشياء. 36) : (153
ويرى )روجيرو Ruggiero,VincentR., 1988 ) أن التفكير الابتكارى يسعى إلى إنتاج الأفكار ، أما التفكير الناقد فيسعى إلى تقويم تلك الأفكار .وفضلا عن ذلك ،فإن الأفكار التى تقبلها تلك الأنشطة المتمثلة فى القراءة أو الاستماع ،يتم فحصها بهدف الانتفاع بها أو تهذيبها بقدر الحاجة. 273:28))
مما سبق يتضح أن التفكير الناقد والتفكير الابتكارى مصطلحان يشيران إلى الطرق المتبعة فى التفكير ، وهما ليسا طرفين لمتصل واحد ،ولكنهما يشيران إلى عمليات يكمل بعضها بعض فالتفكير الناقد تفكير يتسم بالمعقولية والتأمل والتروى ، بمعنى أنه تفكير يتم التركيز فيه على ما يعتقده الفرد أو ما يفعله .والتفكير الابتكارى يعنى القدرة على تشكيل تركيبات جديدة من ألا فكار من شأنها أن تسد حاجة لدى الفرد أو المجتمع ،وهو أيضا الوصول من خلال التفكير إلى نتائج تتسم بالأصالة وفقا لمعايير تلائم مجال موضوع التفكير. ومثل هذا التمييز بين التفكير الناقد والتفكير الابتكارى مفيد فى إعداد برامج تعليم القراءة للطلاب. وبخاصة الموهوبين منهم عند تعليمهم القراءة الناقدة والقراءة الابتكارية. كما يجب أن تكون مهارات القراءة الناقدة والقراءة الابتكارية جزءا متكاملا مع أى برنامج للقراءة يهدف إلى تطوير قوى التفكير لكافة الأطفال متضمنا الموهوبين ، ومن المعروف أن كثيرا من الأطفال قد يكتشفون من خلال القراءة قدرتهم على التركيب والتكامل وابتكار أشكال جديدة بناء على قراءاتهم عندما تتوافر لهم بيئة تعليمية مثيرة ومعلم على دراية بهم.
كما يعرفها (عبد الله الكورى،1987) بأنها :"نشاط عقلى يقوم به القارئ فى مواقف الأداء القرائى من خلال تحليله المقروء وتفاعله معه ،وفهمه إياه والحكم عليه فى ضوء معايير توضح مدى صحته أوقيمته أو نفعه". ( 73 :9-10)
مما سبق يمكن تعريف القراءة الناقدة بأنها:" عملية تحليلية تقويمية تشمل إصدار الفرد حكم على ما يقرأه من موضوعات القراءة المتعددة للصف الأول الثانوى طبقا لمعايير ومقاييس صحيحة نابعة من الخبرات السابقة تساعد فى توضيح مدى صحة أو نفع أو قيمة المقروء" .
5- أهمية القراءة الناقدة :
يبذل المربون جهوداً حثيثة لتغيير السلوك وتوجيهه نحو أهداف مرغوب فيها ، ويعتبر التفكير الناقد – والقراءة الناقدة جزء منه – هدفاً تربوياً على درجة كبيرة من الأهمية ، بل يجب أن يتخلل كل الأهداف التربوية الأخرى ويدعمها ، خاصة وأن عصرنا يعيش تغيرات كثيرة ، بدأت بعد الحرب العالمية الأولى حيث اتخذت كثير من الشعوب الديمقراطية نظاماً للحكم وأسلوباً للحياة ، مما جعلها تستشعر الحاجة إلى تكوين المواطن القادر على الإسهام فى حل مشكلات المجتمع ، والاشتراك فى المؤسسات ، ذلك المواطن القادر على نقد الكلمة المطبوعة ومناقشتها وتحليلها وإبداء الرأى فيها.
ولو قمنا بتحليل حاجات المجتمع فى العصر الحديث ، وكذلك تحليل حاجات الطلاب لتبين لنا أهمية القراءة الناقدة ، إذ أن القراءة الناقدة وما يصاحبها من تفكير تعتبر من الوسائل المؤدية لاختلاف وجهات النظر الذى يعتبر أساس تكوين المجتمع الديمقراطى ، حيث يحتاج المواطنون بصورة دائمة لاتخاذ قرارات بالنسبة للمشكلات الاجتماعية المعقدة، وهنا يبرز دور التفكير الناقد والقراءة الناقدة اللذين يمثلان أفضل أساس لاتخاذ القرارات السليمة .
ويوضحُ( فكرى ريان1984) العلاقة بين القراءة الناقدة والمواطنة الصالحة ، فيرى أن المواطنة الصالحة تعنى التفكير فى القضايا الاجتماعية والاقتصادية،تفكيراً نقدياً فى إطار ما يمكن توفيره من معلومات متصلة بها . (90: 440 )
والقراءة الناقدة هى عملية تحليل للمشكلة ، وفحص أسسها المنطقية، والوصول إلى نتائج لها أسانيدها ، وعلى الرغم من أن امتلاك ذلك لا يخلق بالضرورة مواطنًا صالحًا، إلا أنه فى الوقت ذاته لا يمكن تصورشخص تنقصه هذه القدرة ويكون قادرعلى القيام بواجباته كمواطن صالح.
وقد أشار كل من ( بابل وبيتى , 1976 Paul, Betty ) إلى أن هذه الأهمية تحظى بها القراءة الناقدة إذ أنها تساعد القارئ فى المواقف التى يتحتم فيها اتخاذ قرار ما، وأن مواقف اتخاذ القرار الذكى كثيرة فى حياة الناس صغار، وكبار مثل: تأييد جماعة معينة أو شراء إنتاج ما أو حضور فيلم وغير ذلك من المواقف . ( 264 :222)
إن القراءة الناقدة تساعد الفرد على تنظيم المعلومات، مما يجنب الفرد الاستخدام السيئ لهذه المعلومات ، كما تساعد على رفض المعلومات غير المناسبة لمشكلاته ، خاصة مع وجود ذلك الكم الكبير من أنواع المعرفة .وهذا ما دعا( ديتشانت1973 Dechant) إلى القول بأن القارئ الناقد هو من يقوم بفحص ما يقرأه ويتأكد من صحته ومنطقيته ((180:268.
ويرى(زنتز1974 Zantz ) أنه بالإضافة إلى أن القراءة الناقدة ترتبط بحل المشكلات واتخاذ القرار، إلا أنه يضيف إلى ذلك أنها تساعد على الاستخدام المنطقى للمعرفة ، وتساعد الطالب على التفكير بوضوح واستخلاص النتائج المصحوبة بالدليل . (308, 146 )
كما تعد القراءة الناقدة وسيلة مؤثرة لهذا الكم المعرفى وفحصه ، بعد أن تراكمت المعرفة فى عصرنا عشرات المرات ، ووجدت الوسائل التى ساعدت على انتقال هذه المعرفة وانتشارها، ولكن ليس كل ما يكتب يكون مرغوبا فيه ، أو يجب علينا أن نحسن الظن فى كاتبه أو ناشره .
ومع وجود الأمية الأبجدية والثقافية فى مجتمعاتنا النامية وتعدد وسائل الإعلام والمطبوعات الموجهة التى تفد من جهات عديدة وتعبر عن آراء ووجهات نظر مختلفة، وتقصد إلى التأثير فى مجتمعنا قصداً ، مبتكرة كثيرًا من السبل للوصول إلى القلوب والعقول ، فأصحابها " يمزجون الحقائق بالآراء ويخلطون الأخبار بالأفكار ،كما تساعد القارئ على الانفتاح الفكرى ، فلكل فرد ميوله واتجاهاته، ومن الناس من يتعصب أو يتحيز لحزب معين أو عقيدة معينة ، ويستقى معلوماته حول ذلك من مصادر محددة تؤدى به إلى تكوين قناعة بصحة هذه المعلومات وصدقها ، وفى مثل هذه الحالة فإن التدريب على القراءة الناقدة يهدف إلى تزويد القارئ بمزيد من المعلومات وبسط كثير من وجهات النظر المختلفة ، وتشجيع القارئ على الموازنة بين هذه الأفكار وتقويمها حتى يصل إلى تقويم أفكاره الخاصة، ومعرفة مدى موضوعيتها ، وكذلك تقويم أفكار الآخرين .
وللقراءةِ الناقدة جانبًا مهمًا آخر يتمثل فى بناء شخصية الفرد، وثقل ذوقه الأدبى والفنى، فهى تساعده على الاستمتاع بجمال الأسلوب ،وإدراك ردود الأفعال العاطفية، والدوافع الداخلية لشخصية رواية من الروايات ، وعن طريق القراءة الناقدة يكتسب الفرد القدرة على تنظيم أفكاره فى الكتابة والحديث ، واختيار الألفاظ والعبارات المحددة دون غموض أو تكرار.
6- العلاقة بين القراءة الفاهمة والقراءة الناقدة :
أكدت دراسة كل من( ديفيز Divis,1972 ) ، ( لاندستن Lundsteen , 1976 ) ، ( باترز Paters , 1976 ) على أنَّ الفهم القرائى يتطلب قدرات عقلية مختلفة فى مستويات مختلفة . وقد أثبتت دراسات ( جانز 1940 Gans) و ( بيكارز 1956 Pickars ) و ( جراى1961 Gray ) أن هناك ثلاثة مستويات للفهم القرائى هى:الفهم الحرفىcomprehension Literal الفهم الاستدلالى comprehension Inforntail والفهم التقييمىuated comprehension Eval ونجد كثيرًا من الأبحاث التى اهتمت بمهارات القراءة ركزت اهتمامها على مهارات الفهم الحرفى ، ثم الاهتمام بمهارات القراءة الناقدة ثم القراءة الابتكارية . (166:50)
*ويتفق( رو كفيل Rockvil)و(هونر Honer)أن الفهم القرائى يشتمل على ثلاثة مستويات هى:
- الفهم الحرفىcomprehension Literal: ويشتمل ترجمة الرموز أو تحديد مكان المعلومة
- الفهم الناقد comprehension Critical:ويشتمل "التفسير والتنبؤ والتطبيق والتحليل".
– الفهم الابتكارى : comprehension Creative ويشتمل عمليتى التركيب والتقييم .
وتمشياً مع تقسيم الفهم القرائى إلى ثلاثة مستويات نجد ( إدجارديل ,1970 (Edgarda le يؤكد هذه المستويات الثلاثة بشىء من التفصيل كما يلى :
· المستوى الأول : ويكون بسيطاً ، فهو إنتاج غير ناقد ، إنه نسخة مطابقة لما يقرأ ، إنها قراءة السطور .وهذا يتفق مع سبق تسميته بالفهم الحرفى .
· المستوى الثانى : وهو مستوى أعلى للفهم القرائى ، ويتضمن استخلاص الاستنتاجات مما يقرأ ، واكتشاف التضمينات ، إنه قراءة ما بين السطور ، حيث يتطلب تفكيراً ناقداً وتحليلاً لما يعنيه الكاتب فعلاً مثل : هل يكتب بسخرية ؟ هل أسلوبه ممتع أم ساخـر ؟ هل هو مبالغ فى الحقائق ؟ وهذا ما يمكن تسميته بالفهم الناقد
· المستوى الثالث : ويتضمن هذا المستوى للقراءة عملية التقويم والتطبيق لما يقرأ ، كما يتطلب نشاطاً وحكماً ناقداً ، إنه قراءة ما وراء السطور . (174:25-26)
وكل من هذه المستويات السابقة له مكوناته ومهاراته الخاصة التى تميزه عن غيره إلا أنها تؤدى إلى بعضها البعض ، فالمهارات العامة التى تمكن الفرد من تحقيق الفهم الحرفى تشمل فهم المفردات الأساسية واستخدام السياق بغرض تحديد معانى الكلمات ، واستخدام الأصوات Phonics والتحليل البنيوى Structural Analysis واستخدام القاموس ، واستخدام الصور كوسائل لفهم الكلمات ."وبعد فهم القارئ للمعنى الأساسى للموضوع فإنه يستطيع أن يحلله ويقيمه ، والاهتمام بمهمة التحليل يشمل التقييم والتحديد ، أما التقييم فيتطلب من القارئ تكوين بعض المعايير للتأكد من صدق وثبات وفائدة المعلومات . (203: 302-310)
ومما سبق يتضح أن ثمة اتفاقاً على أن الفهم القرائى العام ينقسم إلى ثلاثة مستويات، وإن اختلفت المسميات فالبعض يرى أن الفهم القرائى يشمل مستوى الفهم الحرفى ، ومستوى الفهم الناقد ، ومستوى الفهم الإبداعى ، ونفس هذه المستويات يطلق عليها آخرون مستوى قراءة السطور ، ومستوى قراءة ما بين السطور ، ومستوى قراءة ما وراء السطور.ويظهر جلياً الاختلاف على المستويين الثانى والثالث فالبعض يسمى المستوى الثانى الفهم الاستدلالى أو الاستنتاجى ، والبعض الآخر يطلق عليه المستوى التقييمى أو الناقد، أما المستوى الثالث فالبعض يسميه المستوى الإبداعى والبعض الآخر يطلق عليه المستوى التطبيقى . أما مستوى الفهم الحرفى فلا اختلاف عليه حيث يعد الأساس لما يليه من مستويات .
والذى لا شك فيه أن هذه المستويات مرتبطة مع بعضها البعض ارتباطًا واضحًا ولا يمكن الفصل بينها ، إنها فقط تقسيمات وهمية للدراسة ، كما أنها متكاملة ، فالتلميذ لا يصل إلى الفهم الناقد إلا إذا تمكن تماماً من مهارات الفهم الحرفى ، كما أنه لا يصل إلى مستوى الفهم الإبداعى أو التطبيقى إلا إذا أتقن مهارات الفهم الحرفى والفهم الناقد اتقاناً تاماً ، فالفهم التطبيقى يعنى توظيف مستويى الفهم السابقين لخدمة الفرد فى حياته الخاصة والعامة .
وإذا كان للقراءة الناقدة كل هــذه الأهمية ، فإنه لابد أن نتعرف على مهاراتها ، وهذا ما سيتم تناوله فى الجزء التالى من هذا الفصل .
7- مهاراتُ القراءة الناقدة :
القراءةُ عملية كلية ذات مكونات رئيسة ،والقراءة الناقدة إحدى هذه المكونات، وعلى هذا الأساس فإن مهارات القـراءة الناقدة لا يمكن أن تنمى بطـريقة منفصلة عن باقى مهارات القـراءة .فمن المسلم به أن الطلاب يجب أن يتمكنوا من السيطرة على مهارات القراءة بما فيها مهارات القراءة الناقدة لما لها من أهمية سبقت الإشارة إليها. ولقد تناول الباحثون مهارات القراءة الناقدة على نحو مفصل ووصفوها بطرق مختلفة وفقا لمقاصدهم.
إن تعرف الطلاب على مهاراتِ القراءة الناقدة فى غاية الأهمية؛ إذ لا يمكن لشخص أن يولى اهتماماً لشىء يجهله ، ويجهل استخدامه ، كما أن معلم القراءة هو الآخر فى حاجة إلى الوقوف على هذه المهارات وتحديدها لتوجيه العملية التعليمية ، وتعرف المهارات التى تحتاج إلى تعزيز لدى الطلاب أو تلك التى تحتاج الى تنمية .
ويوجد الكثير من الكتابات التى تناولت مهارات القراءة الناقدة بحيث يمكن القول بأن معظم الباحثين يتفقون على كثير منها مع الاختلاف فى الترتيب ، فمن هذه الكتابات مـا ذكره ( سبيتش1963 spache ) فقد أورد عددا من مهارات القراءة الناقدة هى :
- إدراك أغراض الكاتب . - التمييز بين الحقيقة والرأى .
- عمل الاستنتاجات . - تقويم المصادر التى رجع إليها القارئ
- تكوين الأحكام . - إدراك الحيل الإعلانية والدعائية .
ثم قام ( سبيتش Spache,1963 ) بعرض شرح مختصر للمهارات التى تم ذكرها سابقا .
أما (هستر1964 Hester )فقد ذكرت مهارات وشددت على أهميـة إكسـابها للطلاب بهدف تنمية قراءتهم الناقدة هذه المهارات. (205:252)
- القدرة على معرفة مدى صدق المعلومة .
- القدرة على التمييز بين الحقيقة والرأى .
- القدرة على معرفة مدى ترابط المادة المقروءة .
- القدرة على فحص مدى كفاءة المؤلف فى الموضوع الذى كتبه .
- القدرة على تقويم الموضوع المقروء .
والواقع أن القدرة على تقويم المقروء تتداخل كثيرا مع المهـارات الأخـرى التى تم ذكرها، فأغلب تلك المهارات تتطلب قدرة على التقويم ، ولكن هذه القائمة جـاءت بمهارات تختلف عن تلك التى أوردها (سبيتش ) ولم تتفق معـه إلا فى مهـارة واحدة هى التمييز بين الحقيقة والرأى .
ويقدم ( دونالدبيران ، 1965 ) تقسيما مختلفا لمهارة القراءة الناقدة ، فقد وضـع بيران قائمة بالمهارات الرئيسية للقراءة ، واعتبر مهارات النقد هى المهـارة الرئيسيـة الثالثة بعد التعرف والفهم ، والمهارات التى ذكرها هى :
- القدرة على الحكم على حداثة الرأى المكتوب .
- القدرة على الحكم من حيث خلو الكاتب من التناقض .
- إدراك الفرق بين إيراد الحقائق وإيراد الآراء .
- القدرة على تمييز الأدلة الموضوعية .
- القدرة على الموازنة بين ما كتبه مؤلفون مختلفون فى موضوع واحد .
- القدرة على الحكم على إلمام الكاتب بما يكتب .( 39)
ثم وضع ( بيران ) أنواعا من الأسئلة وأوجه النشاط التـى تستعمـل لتنميـة هـذه المهارات ، ومما يلاحظ على هذا التقسيم أنه يتفق مع كل من (سبيتش) و ( هستر ) فى مهارة إدراك الفرق بين الحقيقة والرأى ، كما يتفق مع (هستر) فى مهارة إدراك الفرق بين الحقيقة والرأى ، و فى مهارة الحكم على مدى إلمام الكاتب بما يكتب .
وأشار (ديشانت Dechant, 1969) إلى أن القراءة تتسم بالتدرج ،وأنها تتضمن ثلاث مهارات تحليلية هى أن يحلل القارئ كلمات المؤلف وهدفه وتضميناته بدقة . 180:373) )
ومن الذين تناولوا مهارات القراءة الناقدة ( جود ما ن ,1970 Goodman ( حيث حدد هذه المهارات على النحو التالى : (11:198 )
- القدرة على معرفة صدق المادة المقروءة .
- التعرف على دوافع الكاتب والناشر .
- القدرة على إدراك حيل الكاتب للتأثير على مشاعر القارئ .
من الملاحظ أن القدرة الأولى تكاد تكون مشتركة بين الباحثين ، أما القـدرة الثانية والثالثة فهما مرتبطتان ببعضهما البعض؛لأن الحيل التى يستخدمهـا كاتب ما إنما ترمى إلى إخفاء دوافع معينة لهذا ال
ساحة النقاش