الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تعلم المفهــوم الفقهى :

أ‌-  تعريف تعلم المفهوم :يقصد بتعلم المفهوم قدرة المتعلم على التمييز بين الأشياء والأحداث بتصنيف أو تجميع الأشياء التى تتشابه خصائصها تحت اسم عام.

(سامى الأصبحى، 1993: 89)

فتعلم المفهوم نشاط عقلى يقوم به الفرد ليجمع بين شيئين أو حادثتين أو أكثر بهدف القيام بعملية التصنيف التى تؤدى إلى تعلم المفاهيم بشكل يمكنه من تصنيف أمثلة المفهوم وتمييزها عن غيرها من الأمثلة .(محمد خميس، 1988 : 31)

و يتأثر تعلم المفهوم بعدة عوامل من أهمها ما يلى:

1 ـ  تحديد العمل :يتضمن تحديد العمل ثلاثة جوانب الأول: هو طبيعة المفهوم، فالفرد يمكنه اكتساب المفاهيم البسيطة بسهولة، بينما يجد صعوبة فى اكتساب المفاهيم المعقدة والمجردة، والجانب الثانى: هو تحديد الخصائص المميزة التى يستحضرها الفرد لاكتساب المفهوم، والجانب الثالث: هو عمق الفهم، فالفرد يتمكن من تمييز أمثلة المفهوم الصحيحة عن غيرها من الأمثلة الخطأ قبل أن يتمكن من تحديد الملامح المحددة التى بنى عليها حكمه .

2 ـ  طبيعة الأمثلة التى تواجه الفرد :ويقصد بها عدد الخصائص فى الأمثلة المعروضة أمام الفرد، وكم منها يساعده فى توضيح المفهوم وكم منها يضلله، وما إذا كانت تعرض بطريقة عشوائية أو بطريقة منظمة، وما إذا كانت هذه الأمثلة تحتوى على معلومات كافية لتعلم المفهوم بشكل كامل أم لا  .

فالفرد يضع عدداً من الفروض الممكنة لكى يستنتج خصائص المفهوم، ثم يستبعد الفروض الغير مناسبة، ويتوقف ذلك على عدد خصائص المثال المعروضة عليه ونوعها.

أما بالنسبة لعدد الخصائص فى الأمثلة المعروضة فالخصائص الموجبة والسالبة للمفهوم قد تساعد الفرد على تعلم المفهوم وقد لا تساعده، ولكن كثرة عدد الخصائص السالبة تشكل حتماً ضغوطاً على الذاكرة فى الاستنتاج .

وبالنسبة لنظام عرض الأمثلة نجد أن الفرد عندما يواجه مثالاً جديداً يتذكر خصائص أول مثال قابله ويعتبره أساساً للمقارنة، فإذا اكتسب الفرد المفهوم بالفعل تأتى عملية المحافظة على استمرارية استخدامه وهنا يستخدم الفرد عملية تكوين الخصائص أو الحالة المثالية للمفهوم ويقصد بها تلخيص كل الخصائص الأساسية المشتركة فى جميع أمثلة المفهوم .

3 ـ  عدد الأمثلة : لقد وجد أن تقديم عدد كاف من الأمثلة لتأكيد العرض الجيد للمفهوم المراد تعلمه أمر هام فى تعلم المفهوم، كما وجد أيضاً أن المفهوم يكون أسرع فى تعلمه إذا كانت الأمثلة المستخدمة محسوسة عنها إذا استخدمت أمثلة مجردة.

( مها أحمد، 1992: 140)

ب- مستويات تعلم المفاهيم :هناك مستويان لتعلــم المفــاهيم :

المستوى الأدنى:يتمثل هذا المستوى فى قدرة الفرد على التمييز بين الأمثلة المطابقة والأمثلة غير المطابقة للمفهوم.

المستويات العليا فى تعلم المفاهيم:تتمثل المستويات العليا فى تعلم المفاهيم فى القدرات التالية:

ـ تعريف المفهوم بخصائصه المحددة.

ـ التمييز بين الخصائص المميزة والخصائص غير المميزة للمفهوم.

ـ التمييز بين الأمثلة المطابقة والأمثلة غير المطابقة على أساس الخصائص المحددة للمفهوم.

ـ تحديد المفاهيم العليا التى يندرج تحتها المفهوم والمفاهيم الدنيا التى تدرج تحته.

ـ تحديد المبدأ الذى يربط المفهوم بمفهوم آخر أو أكثر.

جـ - تقويم أنشطة اكتساب المفهوم  الفقهى : لا يتوقف تقويم اكتساب التلميذ للمفهوم على حفظ التعريفات التي يركز عليها التعليم ، حتى إذا ما أراد الطالب أن يستخدم ما تعلمه فشل في ذلك .

وهناك طريقتان أساسيتان لعرض المعلومات الخاصة بالمفهوم ، الأولى : تعرف بالطريقة الاستنتاجية Deductive Method، والثانية: تعرف بالطريقة الاستقرائية Inductive Method، ففى الطريقة الأولى يقدم المفهوم والخصائص المحددة له أولاً، ثم تعقبه تطبيقات لتصنيف الأمثلة الموجبة والأمثلة السالبة للمفهوم، أما الطريقة الثانية فيستنتج المتعلم الخصائص المحددة للمفهوم من عدد من الأمثلة الموجبة والأمثلة السالبة للمفهوم، ويتم عرض كل من الطريقتين على النحو التالى :

أولاً : الطريقة الاستنتاجية Deductive Method :

ويطلق على هذه الطريقة استراتيجية التدريس القياسى أوالإيضاحى أو الطريقة الاستنباطية، وتستخدم هذه الطريقة لتأكيد المفاهيم وتنميتها والتدريب على استخدامها فى مواقف تعليمية جديدة. (رشدى لبيب، 1982: 11)،( عايش زيتون، 1994: 80)

فالطريقة الاستنتاجية هى طريقة التعليم التى تقوم على القواعد أو التعليمات وتتدرج إلى الأمثلة ومنها إلى النتائج، وتبدأ هذه الطريقة بتعريف المفهوم، ثم يتبع ذلك أمثلة توضيحية لهذا المفهوم ترتبط بخصائصه .(رشدى لبيب، 1974: 98)

والاستنتاج عكس الاستقراء حيث يبدأ السير فيه من الكل إلى الجزء ، أو من العموميات إلى الخصوصيات ، ويطلق عليه أحيانا لفظ القياس ؛ لأنه تم التوصل إلى جزئية ما قياسا على قاعدة عامة .

ويعرف الاستنتاج بأنه : " عملية عقلية يتم فيها تفسير وتوضيح البيانات المبنية على الملاحظة ، كما عرف بأنـه : معالجة عقلية يرى فيه الفرد أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء .       ( Kymingos, C . 1993: . 127  )                                   

وتستخدم هذه الطريقة في التدريس بأن يقوم المعلم بتقديم المفهوم متبوعا بالتعريف ، ويقدم التعريف بواسطة المعلم ، ثم بعد ذلك يقدم الأمثلة ، أو جمع الأمثلة من التلاميذ على أن يراعي عند عرض الأمثلة إيجاد العلاقات بين كل من الأمثلة وخصائص التعريف ومميزاته،ويعتبر التعريف جيدا إذا تضمن جميع الخصائص الأساسية للمفهوم.   

ثانياً : الطريقة الاستقرائية Inductiive Method :

ويطلق على هذه الطريقة استراتيجية التدريس الاستقرائى (بالاكتشاف)، وتستخدم هذه الطريقة لتكوين المفاهيم ، وتتميز بأنها تتيح للمتعلم الفرصة للتفكير بنفسه والتدريب على الملاحظة والمقارنة ثم التجريد .( عايش زيتون، 1994: 80)

فالطريقة الاستقرائية تبنى على إعطاء المتعلم عدداً كافياً من الأمثلة الخاصة يمكنه من التوصل إلى قاعدة عامة أو مبدأ عام، وتقوم على أساس تقديم مجموعة من الحقائق أو الأشياء بينها خصائص مشتركة ويبدأ المتعلم فى البحث عن أوجه التشابه والاختلاف بينها وعن طريق عملية التجريد يتوصل إلى المفهوم.

 (سامى الأصبحى، 1993: 94)،( ليلى حسين، 1988: 85)

  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 493 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,419