ويشتمل هذا الجزء، مفهوم الإملاء، وأهميته، وأهدافه، وواقع تدريسه، وكيفية اختيار موضوعات الإملاء، والأسس العامة التي يجب أن تراعى في تدريسه، وأنواع الإملاء وطريقة تدريس كل نوع، وأسباب الأخطاء الإملائي، ونماذج الأخطاء الشائعة التي يقع فيها التلاميذ، وأخيرا تقويم الإملاء، وفيما يلي تفصيل ذلك:
1- مفهوم الإملاء:
هو نظام لغوي معين –مثله في ذلك مثل النظام النحوي، والنظام الصرفي، والنظام الدلالي، والنظام الصوتي –موضوعه الكلمات التي يجب فصلها، وتلك التي يجب وصلها، والحروف التي تزاد والحروف التي تحذف، والهمزة بأنواعها المختلفة، سواء كانت مفردة أو على أحد حروف اللين الثلاثة، والألف اللينة وهاء التأنيث، وتاؤه، وعلامات الترقيم، ومصطلحات المواد الدراسية، والتنوين وأنواعه، والمد بأنواعه، وقلب الحركات الثلاث، وإبدال الحروف، واللام الشمسية والقمرية، ووظيفة الإملاء في أنه يعطي صورا بصرية للكلمات تقوم مقام الصور السمعية عند تعذر الاستماع.
2- أهمية الإملاء :
الإملاء جزء مهم من الكتابة العربية، وهو من الأسس المهمة في التعبير الكتابي، وإذا كانت قواعد النحو والصرف وسيلة لصحة الكتابة نحويا واشتقاقيا، فالإملاء وسيلة لها من حيث الصورة الخطية، والإملاء بعد من أبعاد التدريب على الكتابة في المدرستين الابتدائية والإعدادية. وفيه تدريب للتلميذ على كتابة الكلمات بالطريقة التي اتفق عليها أهل اللغة حتى لا تتعذر ترجمتها إلى معانيها.
والإملاء يعود التلميذ يعود التلميذ صفات تربوية نافعة، فيعلمه التمعن ودقة الملاحظة، ويربي عنده قوة الحكم، والإذعان للحق، كما يعوده الصبر، والنظام والنظافة وسرعة النقد، والسيطرة على حركات اليد، والتحكم في الكتابة والسرعة في الفهم.
والخطأ الإملائي يشوه الكتابة، ويحل دون فهمها فهما صائبا، ولا يخفى ماذا يصيب المتعلم الضعيف في الهجاء من ضرر في صياغة العملية. فقد لا يسهل عليه أن يجد وظيفة في شركة أو معمل أو مصنع أو مصلحة من المصالح التي يحتاج فيها العمل إلى إتقان الكتابة.
كما أن ضعف الطالب في الإملاء يجعل من الصعب بل من المستحيل أن يتابع الطالب الدراسة في مراحل التعليم التالية، لأن تعلم الإملاء أداة لتعلم المواد الدراسية، والتخلف فيه يتبعه – غالبا – تخلف في جميع المواد الدراسية.
3- أهداف تدريس الإملاء:
· تعليم التلاميذ الصحة في الكتابة وتثبيت صورها في أذهانهم بكتابتها من الذاكرة.
· تعليم التلاميذ الإنصات لسماع الكلام المقروء.
· تدريب التلاميذ على استخدام علامات الترقيم بين الجمل.
· تعويد التلاميذ نظافة المكتوب.
· تعويد التلاميذ حسن التنظيم.
· تنمية الثروة اللغوية لدى التلاميذ مما يسهم في تنمية قدرته التعبيرية.
· تدريبهم على كتابة ما يسمعونه في سرعة ووضوح وصحة وإتقان
· أقدار التلميذ على استخدام علامات الترقيم، مما يسهم في تحويل الاتصال الشفوي إلى اتصال مكتوب.
· إجادة الخط.
· حفظ التراث البشري وسهولة نقل المعارف من جيل إلى جيل.
4- واقع تدريس الإملاء:
اعتمد تدريس الإملاء في الماضي على اختيار الكلمات الطويلة، أو الصعبة جدا، واختبار التلاميذ في رسمها، لا تدريبهم على صحة كتابتها، وفي ضوء هذا الفهم للهدف كان يسير تعليم الإملاء. فكان المعلم يعد قطعة يملأها بالقريب من الألفاظ، والنادر من الكلمات ذات الرسم الإملائي الصعب، بل كان بعضهم يتعمد اشتمالها على الكلمات التي يوجد خلاف بين الباحثين في رسمها، ثم صعب من رسم الهمزة والألف اللينة؛ ليمتحن التلاميذ فيها، مقدرا تقويمه بالدرجات، وكأن الدرجة التي سيحصل عليها التلميذ هي الهدف من كل هذا العناء..
ولم تعد هذه الطريقة في تعليم التلاميذ الرسم الصحيح للكلمات وكثير من التلاميذ قد يتخرجون من المرحلة الثانوية لا يزالون يخطئون في رسم بعض الكلمات وكتابتها كتابة غير صحيحة.
والطريقة الصحيحة لتعليم الإملاء تقوم على تمكين التلاميذ من كتابة الكلمات التي يستعملونها في حاضرهم ومستقبلهم كتابة صحيحة تقوم على القواعد الصحيحة، وبذلك لا يكون هدف التدريس والاختبار وغنما تدريب الطلاب وتعليمهم.
5- أنواع الإملاء وطريقة تدريس كل نوع:
هناك أربعة أنواع من الإملاء أشار إليها الخبراء المتخصصون وهي:
أ-الإملاء المنقول :
حيث يقوم المعلم بكتابة قطعة الإملاء على السبورة بخط واضح مع إبراز الكلمات التي يريد أن يدرب عليها تلاميذه حيث يبرز هذه الكلمات بكتابتها بخط مائل أو خط مغاير أو بنط أكبر أو يكون مخالف أو يوضع خط تحتها. ثم يقوم التلاميذ بنقل هذه القطعة في كراساتهم من على السبورة. بعد قراءتها وفهمها وتهجي كلماتها هجاءا شفويا.
ويعد هذا النوع مناسب لتلاميذ المرحلة الابتدائية وخاصة في الصف الثالث والرابع، أما الصفان الأول والثاني من المرحلة الابتدائية، فلا يخصص لهما حصص للإملاء. وإنما يتصل الهجاء بالقراءة في هذين الصفين. ويدرب الأطفال على القراءة وعلى كتابة ما يقرؤون في وقت واحد. بل أن تدريبهم على الهجاء ورسم الحروف والكلمات قد يكون في أثناء تدريبهم على الرسم أو في حصة الأشغال.
ب- الإملاء المتطور :
ومعناه أن تعرض القطعة على التلاميذ لقراءتها وفهمها، وهجاء بعض كلماتها ثم تحجب عنهم، وتملى عليهم بعد ذلك.
وهذا النوع من الإملاء يلائم تلاميذ الصف الرابع من المرحلة الابتدائية، ويجوز امتداده إلى الصف الخامس كذلك على حساب مستوى التلاميذ.
ويراعي أن يكون إملاء الموضوع أو القطعة على التلاميذ فقرة تلو الأخرى، وتزداد بالتدريج زيادة تتناسب ومستوى نضج التلاميذ وقدراتهم ومهاراتهم واستعداداتهم.
ج- ملء الفراغ :
وذلك عن طريق قصص مفيدة وجذابة تكتب على بطاقات ؛ لتدريب التلاميذ على قاعدة إملائية معينة، فيقوم المدرس بإعداد هذا البطاقات وكتابتها بخط واضح وجميل، ويقوم بكتابة بعض القواعد الإملائي بخط مغاير في أعلى البطاقة وتكتب القصة تحتها، ويقوم كل تلميذ بقراءة القصة من خلال البطاقة، ثم ينقلها في كراسته، ويضع كلا من الكلمات العليا في الفراغ الخاص بها.
د- الإملاء الاختيارى :
ويهدف إلى تقويم التلميذ ومتابعة تقدمه، ولهذا تملى عليه القطعة بعد فهمها دون مساعدة له في الهجاء. ويستخدم هذا النوع نع التلاميذ في جميع الصفوف لاختبارهم وتحديد مستواهم.
خطوات السير في كل نوع :
أولا : في الإملاء المنقول :
1- التشويق والاثارة :حيث يقوم المعلم بالتمهيد لموضوع القطعة، حتى يكون التلاميذ على شوق لدرس الإملاء، وذلك عن طريق المناقشة التي تمس القطعة.
2- عرض القطعة، في كتاب أو بطاقة، أو في السبورة الإضافية أو في ورقة يوزعها على التلاميذ، ويحاول وضع الكلمات التي يشعر أنها في حاجة إلى أن يلفت نظر التلاميذ إليها في إطار يبرزها، كان يكتبها بخط مغاير، أو يضع تحتها خطا، أو يكتبها بلون مغاير، دون أن تضبط كلماتها ؛ حتى لا ينقل التلاميذ هذا الضبط ويقعوا في سلسلة من الأخطاء من جراء هذه الصعوبات المتراكمة.
3- قراءة القطعة من قبل التلاميذ قراءة صامتة، يعقبها مناقشة المعلم لهم للتأكد من فهمه المعنى.
4- يناقش المعلم معهم الكلمات الصعبة، وذلك بتدوينها على السبورة الأصلية، ثم يطالب التلاميذ بكلمات مماثلة توضع بعد هجائها في صف مع الكلمات الأولى ثم ينتقل إلى الثانية، وهكذا حتى ينتهي من جميع الكلمات. ويفضل أن يصنف المعلم الكلمات التي يأتي بها التلاميذ في قوائم على السبورة.
5- يطلب المعلم من التلاميذ فتح كراسات الإملاء، وكتابة التاريخين الهجري والميلادي، ورقم القطعة، ورأس الموضوع، ثم يطلب منهم نقل القطعة من على السبورة، على أن ينظر التلاميذ إلى الجملة الأولى، ثم يمليها المعلم مشيرا إليها في حال استخدام السبورة الإضافية، وهكذا في بقية الجمل إلى أن تنتهي القطعة.
6- بعد الانتهاء يطلب من التلاميذ النظر فيما كتبوا، ويراجع معهم القطعة بأن يقرأها جملة جملة في تريث وهدوء، والتلاميذ يتابعونه بمراجعة ما دونوا.
7- يطلب من التلاميذ شطب الكلمة الخطأ، وكتابة الصواب فوقها، أو في الصفحة المقابلة لها، بعد وضع خط تحت ما وقعوا فيه من أخطاء يتم جمع الكراسات بطريقة هادئة، يشغل الوقت الباقي من الحصة في تحسين الخط، أو مناقشة معنى القطعة بطريقة أعمق.
ثانيا: في الإملاء المنظور :
1- يسير فيه المدرس سيره في الإملاء المنقول. إلا أنه بعد مناقشة الكلمات وتدوينها على السبورة الأصلية يطلب المدرس من التلاميذ النظر إلى الكلمات ثم يمحوها، وبعد هذا يخفي السبورة الإضافية عن التلاميذ أو البطاقة ويبدأ في إملاء التلاميذ القطعة من كراسته.
2- ثم يقرأ المدرس القطعة مرة ثانية في هدوء ووضوح ليصحح بعض التلاميذ أخطاءهم أو يكتبوا ما فاتهم.
3-يطلب من كل تلميذ إعطاء كراسته للتلميذ الذي أمامه أو الذي بجواره ويظهر المدرس السبورة الإضافية التي كتب عليها هذه القطعة. ويبدأ في قراءتها، وعلى كل تلميذ أن يضع بقلمه الرصاص خطا تحت الكلمات الخطأ، ولا يصححها ويسألهم أن يتابعوه كلمة بكلمة.
1- بعد إعادة الكراسة إلى صاحبها يطلب من صاحب الكراسة تصحيح الخطأ بكتابة صواب الكلمة الخطأ في الصفحة المقابلة لها.
2- يتابع المعلم التلاميذ، ويراجع ما قاموا به ليتأكد من سير العملية، ودقة التصحيح.
ثالثا : الإملاء الاستماع :
ويسير الدرس فيه حسب الخطوات التالية :
1- التمهيد.
2- قراءة المدرس القطعة ليلم التلاميذ بفكرتها العامة.
3- مناقشة المعنى العام بأسئلة يلقيها المدرس على التلاميذ.
4- تهجي كلمات مشابهة للمفردات الصعبة التي في القطعة. وكتابة بعضها على السبورة، وتعرض هذه الكلمات المشابهة من خلال جملة.
5- إخراج التلاميذ الكراسات وأدوات الكتابة، وكتابة التاريخ ورقم الموضوع وفي أثناء ذلك يمحو المدرس الكلمات التي على السبورة.
6- قراءة المدرس القطعة مرة أخرى ؛ ليتهيأ التلاميذ للكتابة وليحاولوا إدراك المشابهة بين الكلمات الصعبة التي تسمعونها والكلمات المماثلة لها لما كان مدونا على السبورة.
7- إملاء القطعة ويراعى في الإملاء ما يلي :
أ- تقسيم القطعة وحدات متناسبة للتلاميذ طولا وقصرا.
ب- إملاء الوحدة مرة واحدة ؛ لحمل التلاميذ على حسن الإصغاء وجودة الانتباه.
ج- استخدام علامات الترقيم في أثناء الإملاء.
د- مراعاة الجلسة الصحيحة للتلاميذ.
8- قراءة المدرس القطعة للمرة الثالثة، لتدارك الأخطاء والنقص.
9- جمع الكراسات.
10- باقي الحصة يقضيه المعلم في محاولة تحسين خط التلاميذ، ومناقشة عميقة لمعنى القطعة، وتهجي الكلمات الصعبة التي وردت في القطعة، شرح بعض قواعد الإملاء بطريقة سهلة مقبولة.
رابعا: الإملاء الاختبارى:
نفس خطوات الطريقة السابقة مع حذف مرحلة الهجاء. ويستهدف هذا النوع من الإملاء إلى تحديد مستوى التلاميذ، ولتشخيص جوانب القوة والقصور لدى التلاميذ والتخطيط لحلها فرديا أو جماعيا حسب درجة أو نوع الأخطاء.
وهناك عدة عوامل تسهم في جعل هذا النوع من الإملاء أكثر جدوى، من هذه العوامل ما يلي:
- أن يتعرف كل تلميذ أي القواعد أتقنها وأيها يعاني منه مشكلة ويحتاج في بالتالي إلى مساعدة.
- أن ينظر إلى عملية تصحيح الاختبار على أنه عملية تعليمية بالنسبة له، لأن معرفة صواب الكلمات التي أخطأ فيها فائدة كبيرة.
- يحسن أن يقوم التلاميذ بتصحيح الاختبار لأنفسهم، ويقتضي هذا من المعلم أن يعد الاختبار على سبورة إضافية. وبعد الانتهاء من الإملاء يسير المدرس سيره في عملية التصحيح في الإملاء المنظور.
- على المعلم أن يقدم مساعدة فورية للتلميذ الذي تزيد أخطاؤه ويجب أن يرتبط هذا النوع من الإملاء بالأهداف ، بمعنى إلا يختبرهم المعلم إلا في القواعد والكلمات التي سبق دراستها، وهذا يقتضي أن يتقدم التدريب والتعليم عن الاختبار.
6- اختيار موضوعات الإملاء:
ينبغي أن يراعي المعلمون عند اختيار القطع الإملائي ما يلي :
- أن تكون القطعة شيقة واضحة المعنى، سهلة المفردات والأساليب
- أن تحوي كثير من الأفكار والمعاني المأخوذة من البيئة المحلية، ومما يقع تحت سمع التلميذ وبصره، ويتصل بحياته، حتى تثير اهتمامهم وتحرك شوقهم.
- أن تشتمل القطعة علي ما ينمي ثقافة التلاميذ ويزيد من خبراتهم ورصيدهم الفكري.
- أن تشتمل على عدد محدود من الكلمات المراد تدريب التلاميذ على صحة كتابتها.
- أن يراعى في القطع التي تختار للمرحلة الابتدائية إلا يكون من بينها كلمات تحمل أكثر من وجه في رسمها، ويكتفى بتدريبهم على الكلمات التي تحتمل وجها واحدا ولا سيما في أول عهدهم بالكتابة.
- أن يكون المعلم باختيار موضوعات الكتابة الإملائي من موضوعات القراءة المقررة على التلاميذ، ويمليها بعد قراءتها ومناقشتها وفهمها.
- أن يركز على بعض الكلمات ذات الصعوبة الخاصة ويمليها على تلاميذه ، ولا عيب في تكرار التدريب على كتابتها.
- أن يراعي المعلم عند تدريب تلاميذه على الكتابة الإملائي والكلمات والجمل القريبة من قاموس التلاميذ اللغوي كقصص القراءة وبعض الأناشيد والمحفوظات وبعض الوسائل التي يقوم التلاميذ بكتابتها بأنفسهم وما إلى ذلك.
- إلا تكون طويلة فيملها التلاميذ، وتستهلك الوقت الذي ينبغي أن يصرف في مناقشتها وفهمها والتدريب على بعض مفردات ولا قصيرة فتضيع الأهداف التي نتوقاها من وراء تعليمها.
7- طرائق تدريس الإملاء:
ويمكن أن تصنف هذه الطرائق ما بين طرائق سائدة أو أخرى مقترحة أو مستحدثة، وفيما يلي نتناول الطرائق التي تتدرج تحت كل:
أولا: الطرائق السائدة، وهي:
الطريقة الوقائية، الطريقة السمعية الشفوية اليدوية، وطريقة سيدنا.
فالطريقة الوقائية تعتمد على تدريس القواعد المرتبطة بالأخطاء التي تشيع بين التلاميذ. وتراعي هذه الطريقة جانبين هما : تدريب التلاميذ على نطق الكلمات بحيث يستطيع التلاميذ أن يميز كل صوت من أصوات الكلمة عن الآخر : وتدريب التلميذ على كتابة الصورة السليمة لما أخطأ فيه باستخدام السبورة. وهذا التدريب لا يقتصر على حصص الإملاء، بل يستمر في حصص القراءة، والمحفوظات، والتعبير، والخط، وفي متابعة الواجبات المنزلية، حتى يتم سيطرة التلاميذ على الكلمات التي يحدث فيها خطأ.
أما الطريقة السمعية الشفوية اليدوية فأنها تعتمد على أسس التهجي السليم وهو رؤية الكلمة، والاستماع إليها والمرانة اليدوية على كتابتها، فرؤية الكلمة وسيلتها العين، وملاحظة حروفها مرتبة، ورسم صورة صحيحة لها في الذهن لتذكرها حين يراد كتابتها، لذلك يربط المعلم بين دروس القراءة ودروس الإملاء، فيكتب التلميذ في كراسة الإملاء بعض قطع المطالعة حتى يتعود الانتباه إلى الكلمات وملاحظة حروفها واختزان صورتها في الذهن، ويستفيد المعلم من رؤية الكلمة في عرض الكلمات الجديدة أو الصعبة أو التي يشيع فيها الخطأ باستخدام السبورة حتى يتم رؤيتها والاحتفاظ بها في الذهن، أما الاستماع إلى الكلمة فوسيلته الأذن، والتدريب على سماع أصوات الكلمة وتمييزها، وإدراك الفروق الدقيقة بين الحروف المتقاربة في مخارجها وبين حروفها مرتبة عن طريق التهجي الشفوي لبعض الكلمات قبل كتابتها، وأخيرا يأتي المران اليدوي، وسيلته اليد، وإلا كثار من التدريب على الكتابة حتى تعتاد يد التلميذ طائفة من الحركات العضلية الخاصة مما يفيد في سرعة الكتابة.
أما طريقة " سيدنا " فتعتمد على النطق السليم للحروف، واستخدام الثواب والعقاب، وقيام التلميذ النابه بدور العريف في تعليم ضعاف التلاميذ ومتابعتهم والإشراف على واجباتهم المنزلية، وتدريبهم على حسن القراءة،فالتلميذ الماهر يكلف أن يراقب ويساعد ويعرض العقاب على المعلم، ويعتمد المعلم على التلاميذ في جمع بعض الكلمات من كتب المواد الدراسية المختلفة، ومناقشة هذه الكلمات في معناها ومبناها، والاحتفاظ بها في كراسة أعدت لذلك، وتعتمد هذه الطريقة أيضا على تحفيظ التلاميذ بعض الفقرات التي تحتوي كلمات مميزة، ثم إجراء اختبار تحريري بعد ذلك في تلك الفقرات. أما الإثابة التي يحصل عليها النابهون من التلاميذ فتنحصر في تسجيل اسم التلميذ في لوحة أعدت لذلك في الفصل، ووضع علامة على صدره، والثناء عليه من المعلم، وتصفيق التلاميذ له، وتكليفه متابعة بعض التلاميذ الضعاف.
8- أشكال تقديم محتوى الإملاء:
تتنوع أشكال الإملاء التي يستخدمها المعلمون في حصص الإملاء إلى:
نمط القطعة متكاملة المعنى، ونمط الجملة المفيدة، ونمط الكلمة المفردة. وتعتبر كتب القراءة هي المصادر الأساسية التي يلجأ إليها المعلمون في أغلب الأحوال لاختيار محتوى الإملاء.
وبالنسبة لنمط القطعة، فهي غالبا ما تكون نثرا وتكون متوسطة الطول، حيث لا تقل في الغالب عن فقرتين مكونتين من خمسة أسطر، ولا تزيد عن أربع فقرات أو حوالي خمسة عشر سطرا وتختار من كتاب القراءة المقرر أو من أي كتاب آخر يدرسه التلميذ، يهدف تدريب التلميذ على الكتابة الصحيحة من الناحية الهجائية.
وليست كل القطع المختارة مفيدة للتلاميذ، فهناك قطع مختارة بطريقة غير واعية، وذلك عندما يكون المحتوى منعدم الصلة بالمواد الدراسية التي يدرسها التلميذ، أو أنه غير مفيد للتلاميذ، أو أنه لا يركز على قواعد إملائية يعنيها، ولا شك أن التلميذ الذي يتعرض لهذا النوع من القطع تكثر أخطاؤه الأصوات وتتنوع.
وهناك نوع آخر من القطع يكون محتواه مفيدا للتلاميذ، وله صلة بالمواد التي يدرسها، كما يتم التركيز في تدريب التلاميذ من خلال هذه القطع على قواعد بعينها، بحيث تتناسب مع الصف الموجود به التلاميذ كما يركز على القيم السلوكية المرغوب إكسابها لهؤلاء التلاميذ.
أما فيما يتعلق بنمط الجمل فغالبا ما تكون مقتطعة من كتب القراءة، ويراعى في اختيارها أن تكون لها معنى واضح ومفيد، كما يراعى أن ترتبط بميول التلاميذ، وأن ترتبط بقيم سلوكية نبيلة، أو ترتبط بأشياء أو مجالات يحبها التلاميذ.
أما نمط الكلمات المفردة : حيث يتم تدريب التلميذ على كلمات مفردة مختارة من كتب القراءة ؛ بهدف تذكر هذه المفردات وكتابتها كتابة صحيحة، ولا شك أن أخذ مفردات مبتورة من جملها لا يحقق الفرصة المنشودة من تدريس اللغة، ولذا يحسن أن تختار هذه المفردات من جمل ذات معنى تام، وتميز هذه الكلمات بأي طريقة، المهم إلا يتدرب على كلمات مفردة لا معنى لها، لأن الجزء لا يمكن فهمه إلا من خلال الكل الذي ينتمي إليه.
9 - تقويم ( تصحيح) الإملاء:
توجد عدة طرائق لتقويم هجاء الطلاب، وهي:
أ-تقويم المعلم المباشر لكتابات الطلاب داخل الفصل :
ويتمثل ذلك بتقويم المعلم لكتابات الطلاب أمامهم داخل الفصل وأن يقوم بتحديد أخطاء الطلاب وكتابة صواب كل خطأ، ولا شك أن هذه الطريقة تؤدي إلى إرشاد كل طالب إلى الصواب، ومعرفة خطئه، كما تتميز بنوع من الاتصال والتفاعل بين المعلم وطلابه، ويتمشى هذا مع القاعدة التربوية التي تنص على أنه لا خير في إصلاح لا يدرك التلميذ أساسه وبالغم من المميزات السابقة إلا أن هذه الطريقة غير علمية، ولا سيما في ظل كثافة الفصول وكثرة أعباء المعلمين، وطول الموضوعات، إضافة إلى انصراف باقي الطلاب عن المعلم، لأن المعلم يكون مشغولا عنهم بالطالب الذي يقوم كتابته، مما يتسبب في مشكلات في إدارة الفصل.
ونتيجة للعيوب السابقة انصرف المدرسون عن تقويم كل أعمال الطلاب، واكتفوا فقط بتقويم موضوع من كل ثلاثة موضوعات، بحيث يقومون موضوعا واحدا تقويما كاملا ويعطون الموضوعين الآخرين علامة (ü) أو نظر، أو قيامهم بتقويم فقرة أو اثنين من كل موضوع، بالإضافة إلى كثرة أعباء المعلمين الإدارية، وكثرة إعداد التلاميذ، الأمر الذي يجعل تقويم كل موضوع بطريقة فردية مباشرة عملية صعبة، بل مستحيلة في ظل الظروف الحالية، ولكن ما الحل ؟
نقترح لحل هذه المشكلة أن يقتصر التقويم على مهارة واحد أو اثنين وهما ما شملهما التدريب، وبالتالي يتم تقويم الطلاب في ضوء هدف الحصة ؛ ومن ثم يهمل ما عدا ذلك أثناء التقويم، الأمر الذي يمكنه من تقويم كتابات جميع الطلاب وبسهولة في ضوء الهدف من الدرس أو أهداف الحصة.
ب- التقويم خارج الفصل :
حيث يجمع المعلم الكراسات ويقومها خارج الفصل، على يكتب صواب الكلمة الخطأ فوقها. وعلى التلاميذ تصويب الخطأ بكتابة الصواب عدة مرات، وهذه الطريقة هي الشائعة، وتمتاز بأن القطعة مصوبة تصويبا تاما، لأن الذي قام بالتصويب هو المعلم، ولكن يؤخذ عليها أنها مجهدة للمعلم.
قد تطول الفترة بين خطأ التلميذ ومعرفته للصواب؛ لتأخر الكراسات قد يذهب بأثر الفائدة الموجودة من التقويم.
ج- التقويم الذاتي :
وتتمثل في قيام الطالب بتقويم كتابته بنفسه دون الرجوع إلى معلمه أو زملائه ويستند في تقويمه على مقارنة كتابته بالقطعة المعروضة عليه على السبورة، أو في كتاب القراءة، أو في البطاقات أو في الأوراق، فإذا اكتشف الطالب خطأ في كراسته وضع تحته خطا وكتب الصواب فوقه.
وينبغي أن تعد القطعة مسبقا على سبورة إضافية تخفى عن الطلاب، وبعد أن تملى القطعة المراد كتابتها، يبدأ المعلم في إظهار السبورة الإضافية، ويطلب من الطلاب تصحيح كتاباتهم وفقا لما يرونه على السبورة، وكثيرا ما يستخدم هذا الأسلوب عند تدريس الإملاء المنظور، لأن النص يعرض على الطلاب لنظره قبل أن يملى عليهم.
ومن مميزات هذه الطريقة أنها تساعد التلاميذ على دقة الملاحظة وتعودهم الثقة بأنفسهم والاعتماد عليها، كما تعودهم الصدق والأمانة، وتقدير المسئولية والشجاعة في الاعتراف بالخطأ، وتحري الأخطاء التي وقعوا فيها وإصلاحها من تلقاء أنفسهم، ولا شك أن في هذه الطريق – لو نفذت بطريقة صحيحة – تنمية للجوانب الأخلاقية لدى الطلاب.
وينبغي الحذر عند استخدام هذه الطريقة؛ لأن بعض الطلاب قد لا يدرك سبب الخطأ، كما أن بعض الطلاب قد يتحرج من إظهار أخطائه فيترك بعض الكلمات دون تصويب، ولتلافي هذه الأخطاء يأخذ المعلم بعض الكراسات العشوائية ويقومها مرة ثانية.
د- تقويم الأقران:
وتتمثل في قيام الطلاب بتقويم كتابات زملائهم، تحت توجيه المعلم، وبهذا يتحرر المعلم من تقويم كتابة كل طالب، ويتفرغ لإعطائهم أنشطة مكثفة.
حيث يتبادل الطلاب كراسات الإملاء فيما بينهم ليراجع كل مهم كراسة زميله، وذلك أما بمقارنتها بالقطعة المدونة على السبورة الإضافية، وأما بمقابلتها بالكتاب الذي أمليت منه، وبعد التقويم ترد الكراسات إلى أصحابها؛ ليعرف كل تلميذ خطأه ويعمل على تصويبه.
وعلي المعلم أن يجمع بين هذه الطريقة وبين التقويم بنفسه، عن طريق الاختيار العشوائي لبعض الكتابات المقومة، ويقومها مرة أخرى حتى يتجنب المثالب التي يمكن أن تتصف بها هذه الطريقة.
وقبل أن نتجاوز هذه النقطة إلى غيرها يجب أن نؤكد على ما يلي :
1- يجب على المعلم أن يرجع الكراسات إلى الطلاب سريعا بقدر الإمكان حتى يمكنهم الإفادة مما قام به من نقد وتوجيه.
2- أن يشجع المعلم الطلاب ويقدرهم بعد أن يقوم كراساتهم.
3- أن يبتعد على اللوم والترقيع.
4- أن يتخير بعض النماذج الجيدة ويجعل الطلاب يقرأونها كنوع من التشجيع والإثابة.
5- يوجد اتجاهان في تقدير درجات الطلاب في الإملاء :
الاتجاه الأول: وتقدر فيه درجات الطلاب بالأرقام( 10، 20، 50، 100، ….الخ )
الاتجاه الثاني: ويتم فيه تقدير درجات الطلاب بالأوصاف ( حسن، جيد، مقبول، ممتاز، …… الخ )
أما بالنسبة لكيفية التقويم فعادة ما يقوم المدرسون بوضع خط تحت الخطأ، وتطرح من الرقم 10 لتكون بسط الكسر، ورقم 10 هو مقام هذا الكسر، فلو فرضنا أن تلميذ اخطأ في 9 كلمات، تكون درجته 10/1، أي درجة واحدة. ولكن هذا الإجراء ليس له أساس علمي، ولذا يلجأ المتخصصون إلى أحد الأسلوبين الآتيين في التقويم ( 1 ) :
1- أن يطرح الخطأ من عدد الكلمات الإملائي، فإذا كان عدد الكلمات مثلا عشر كلمات وأخطأ الطالب في كلمة واحدة، يطرح هذا الخطأ من عدد الكلمات الإجمالي.
2- يحسب عدد كلمات القطعة، وليكن 100 كلمة، فإذا أخطأ التلميذ في كلمة تخصم من المائة، وتعتبر المائة هي مقام الكسر، والبسط عدد الكلمات التي لم يخطئ فيها التلميذ، فإذا أخطأ التلميذ مثلا في خمس كلمات فتكون درجته هكذا 95\100.
الطرائق الحديثة في تدريس الإملاء:
هناك مجموعة من الطرائق أثبتت فاعليتها في تدريس مهارات أو الإملاء، وهي:
والاستذكار والمراجعة، والاختبار، والاعتماد على الحواس، والتعليم الذاتي، وفيما يلي تفصيل كل:
فيما يتصل بطريقة الاستذكار والمراجعة فتعتمد على استذكار وتعلم قطعة إملائية في المدرسة أو المنزل، وفي اليوم التالي تختبر درجة إجادة التلميذ شفويا أو تحريريا. وأساس هذه الطريقة هو اكتشاف الكلمات التي يتم هجاؤها بصورة خاطئة. ويستند على استذكار كلمتين أو ثلاث كلمات يوميا في الفصول الدنيا، أو خمس أو ست كلمات في الفصول العليا. ويبدأ هذا الاستذكار بالتدريب على النطق السليم للكلمة وفهم معناها، ثم يأتي بعد ذلك كتابة الكلمة من الذاكرة، على أن يتم ذلك دون تعجل وبعد أن تصبح الكلمة مستقرة في ذاكرته، وينبغي مراجعة هذا الهجاء التحريري بعناية من جاني الطفل أولا، ثم من جانب المعلم ثانيا، فإذا أخطأ في هجاء كلمة أو أكثر تعين اختباره في هذه الكلمات في اليوم التالي، ثم يجرى اختبار أسبوعي يتبعه إعادة استذكار الكلمات الخاطئة، وفي نفس الوقت ينبغي وضع خطة منظمة للمراجعة.
أما الطريقة الثانية من طرائق تدريس الإملاء فهي طريقة الاختبار، وفيها يتم أولا إملاء الكلمات التي وقع فيها الخطأ. وتستند هذه الطريقة على تقسيم التلاميذ اثنين اثنين، أحدهما تلميذ يجيد الهجاء، ثم نعد قوائم بأخطاء التلاميذ، ويتم نسخ الكلمات العشر الأولى من القائمة على نحو صحيح في كراسة خاصة، تعلم هذه الكلمات في المنزل، وتملى في اليوم التالي على التلميذ، ويقوم بالإملاء التلميذ النابه، كما يقوم بالتصحيح، ثم تحصر الكلمات التي وقع فيها الخطأ لاستذكارها، ولا يتم إعطاء كلمات جديدة حتى يستكمل كل اثنين من التلاميذ هجاؤهما اليومي، على أن توضع أخطاء الدرس السابق في بداية الدرس الجديد، ويجرى هذا الإجراء كل يوم في المدرسة. أما في يوم العطلة الأسبوعية فيقوم كل تلميذ بمراجعة كاملة لعمل الأسبوع بأسره في المنزل. ويقوم كل تلميذ بإملاء عمل الأسبوع كله على زميله، ويقوم بتصحيح هذا العمل أسبوعيا لتحديد الكلمات الخطأ لدى كل تلميذ؛ بغية مراجعتها وإعادة تعلمها. وبذلك يشق كل تلميذ طريقه، ويتقدم من خلال قوائم أخطاؤه.
هاتان الطريقتان تستخدمان في درس الإملاء في موقفين مختلفين: فطريقة الاختيارية والمراجعة أكثر فاعلية في الصفوف الدنيا، في حين أن طريقة الأجنبية مفيدة في الصفوف العليا التي تتميز بتلاميذ جيدين؛ لأنها تختصر الوقت. وكلاهما يضع في اعتباره أن المعنى من الهجاء، وأن الهجاء من أجل الكتابة، وان الهجاء الشفوي دون التمرين التحريري لا فائدة منه، وأن عنصر الصعوبة في الكلمة ينبغي أن ينبه المعلم التلاميذ إليه، وأنه ينبغي توظيف الحواس من أجل الهجاء، وأنه يجب ربط الهجاء باهتمامات التلاميذ وبأنشطتهم اللغوية المدرسية.
والطريقة الثالثة هي: الاعتماد على الحواس، والمحور الذي تدور حوله ه�
ساحة النقاش