تعد الأهداف نقطة البداية لعمليات المنهج الدراسي، سواء ما يتصل منها بالناحية التخطيطية، أو ما يتصل منها بالناحية التنفيذية، ويتحقق تعلم أفضل عندما تكون الأهداف واضحة ومحددة بالنسبة للمعلم والمتعلم، ففي هذه الحالة ستتركز جهود كل من المعلم والمتعلم نحو تحقيق الأهداف المقصودة بدلا من أن تتبدد أو توجه لتحقيق نواتج غير مرغوب فيها، فضلا عن أن التقويم سيكون أكثر دقة وموضوعية، وذلك لأن معيار النجاح هنا سيتوقف على مدى ما تحقق من أهداف سبق تحديدها، كما أن المتعلم يصبح مقوما لنفسه بدرجة أفضل، لأن الأهداف تعطيه محكا يحكم به على مدى تقدمه ومدى ما أنجزه من أهداف.
وهناك شروط لابد من توافرها في الهدف التعليمي وهى:
· أن يركز الهدف التعليمي على سلوك التلميذ لا على سلوك المعلم.
· أن يصف الهدف نواتج التعلم وليس أنشطة التعليم.
· أن يكون الهدف واضحا في معناه وفى صياغته اللغوية، وذلك حتى يكون قابلا للفهم ولا يختلف في تفسيره واحد.
· أن يكون الهدف قابلا للملاحظة والقياس.
والأهداف التدريسية عبارات تكتب للتلاميذ لتصف بدقة ما يمكنهم القيام به بعد الانتهاء من دراسة وحدة تدريسية معينة، والأهداف إذا صيغت بشكل صحيح فإنها ستبين للتلاميذ ما ينبغي عليهم القيام به، وكيف يتوقع منهم إنجاز المهمات المطلوبة بشكل يجعل المعلم والتلاميذ على علم دقيق بموعد تحقيقهم للأهداف العمة للبرنامج التدريسي.
ولقد تجدد الاهتمام بالأهداف منذ الستينات، ذلك في ضوء السلوك أو الأداء المتوقع من المتعلم، ومؤيدو هذا الاتجاه يعتبرون أن الأهداف المصاغة بهذا الأسلوب أكثر تحديدا لأنها تصف سلوك المتعلم أو الأداء للتحقيق الناجح للهدف الموضوع، ولهذا يصبح من اليسير تقويم نجاح التعليم، أو تبيان نقاط ضعفه لدى الطلاب، ومن ثم يتبين أن الأهداف توضح الأغراض كل من المعلم والمتعلم، وتفضل المجالات العريضة من المحتوى إلى أجزاء يمكن التعامل معها، كما أنها تسهل من عمليات التقويم، وتساعد في اختيار المواد التعليمية، وتؤدى دورا كبيرا في تدريب المعلمين.
تصنيف الأهداف التربوية:
توجد تصنيفات عديدة للأهداف التربوية، إلا أن أشهرها تصنيف(بلوم) الذي صنفها إلى مجالات ثلاثة هي:
المجال المعرفي: ويتعلق بالعمليات الفكرية والقدرات العقلية.
المجال الوجداني: ويتعلق بالميول والقيم والاتجاهات.
المجال النفسي حركي: ويتعلق بإظهار المهارات 0
ويشتمل كل مجال من هذه المجالات السابقة على مستويات متعددة على النحو التالي:
المجال المعرفي:
ويشمل ستة مستويات هي:
1ـ التذكر: وهو تذكر ما تم تعلمه سابقا والمطلوب من التلاميذ أن يستعيدوا بعض ما تعلموه من معلومات، وتتدرج هذه المعلومات من حقائق إلى نظريات كاملة. ومن أفعاله: يذكر – يختار - يكتب –يتعرف.
2ـ الفهم: ويعنى القدرة على إدراك معاني المواد أو الأشياء، وفى هذا المستوى يتم استرجاع التلميذ للمعلومات، مع فهم معناها الحقيقي فهما يمكنه من استخدامها وتوظيفها. ومن أفعاله: يشرح – يفسر – يميز – يستنتج – يعبر – يعطى مثالا.
3 ـ التطبيق: ويشير إلى قدرة المتعلم على تطبيق المعرفة التي فهمها في مواقف تعليمية جديدة. ومن أفعاله: يبين –يحسب –يحل –يكتشف –يحل –يجهز –ينتج.
4 ـ التركيب: ويشير إلى قدرة المتعلم على وضع الأجزاء التعليمية مع بعضها في قالب أو مضمون جديد. ومن أفعاله: يصنف –ينظم –يعيد كتابة –يلخص –يقضى.
5- التحليل: وهي القدرة على تجزئة أو تحليل المعلومات أو المعرفة المعقدة إلى أجزائها التي تتكون منها والتعرف على العلاقة بين الأجزاء. وتتضمن القدرة على التحليل ثلاثة مستويات: - تحليل العناصر - تحليل العلاقات - تحليل المبادئ التنظيمية. من أفعاله: يقسم –يحدد –يختار –يجزئ –يفصل.
6ـ التقويم: ويشير هذه المستوى إلى قدرة المتعلم على الحكم على قيمة المادة التعليمية المتعلمة. ومن أفعاله: ينتقد يبرر –يصدر حكما –يقدم رأيا.
المجال الوجداني (العاطفي ):
يترجم هذا المجال لنا الأهداف التي تعنى بالمشاعر والأحاسيس الانفعالات، ويركز على تكوين الاتجاهات وبث القيم، وتهذيب الميول، وقد صنف" ديفيد كراثوول وزملاءه عام 1964 م " التعلم الوجداني في خمسة مستويات هي:
1- استقبال: وهو توجيه الانتباه لحدث أو نشاط ما. ويتضمن المستويات التالية: - الوعي أو الاطلاع - الرغبة في التلقي - الانتباه المراقب. ومن أفعاله ( ينتبه ـ يتابع ـ يصغى ـ يشعر ).
2- الاستجابة: وهي تجاوز التلميذ درجة الانتباه إلى درجة المشاركة بشكل من أشكال المشاركة. وهو يتضمن المستويات التالية: - الإذعان في الاستجابة - الرغبة في الاستجابة - الارتياح للاستجابة. ومن أفعاله: ( يستجيب ـ يتقبل ـ يناقش ـ يوافق على ).
3- إعطاء قيمة: ( التقييم ) وهي القيمة التي يعطيها الفرد لشيء معين أو ظاهرة أو سلوك معين، ويتصف السلوك هنا بقدر من الثبات والاستقرار بعد اكتساب الفرد أحد الاعتقادات أو الاتجاهات. ويتضمن المستويات التالية: - تقبل قيمة معينة - تفضيل قيمة معينة - الاقتناع ( الالتزام ) بقيمة معينة. ومن أفعاله: ( يسلك ـ يواظب ـ يتصرف )
4- التنظيم: وهو عند مواجهة مواقف أو حالات تلائمها أكثر من قيمة، ينظم الفرد هذه القيم ويقرر العلاقات التبادلية بينها ويقبل أحدها أو بعضها كقيمة أكثر أهمية. وهو يتضمن المستويات التالية:
- إعطاء تصور مفاهيمي للقيمة.
- ترتيب أو تنظيم نظام القيمة.
ومن أفعاله: ( يختار ـ يصنف ـ يبرز )
5- التميز: وهو عبارة عن تطوير الفرد لنظام من القيم يوجه سلوكه بثبات وتناسق مع تلك القيم التي يقبلها وتصبح جزءاً من شخصيته. وهو يتضمن المستويات التالية:
- إعطاء تصور مفاهيمي للقيمة.
- ترتيب نظام للقيم أجزاء الهدف السلوكي، يرى" روبرت ميجر 1975 م" أن الهدف السلوكي يجب أن يحتوي على ثلاثة أجزاء هي:
1- وصف السلوك المرغوب تحقيقه بواسطة المتعلم بعد مروره بخبرة تعليمية.
2- وصف الحد الأدنى لمستوى الأداء المقبول.
3- وصف الشروط أو الظروف التي يتم خلالها قيام المتعلم بالسلوك المطلوب.
وفيما يلى بعض الأهداف الإجرائية لهذا المجال: ـ
1ـ أن يقدر الطالب جهود القائد الإسلامي ( أسامة بن زيد) في نشر الإسلام.
2ـ أن يبرز الطالب دور المسجد في ترسيخ العقيدة الإسلامية.
3ـ أن يحافظ الطالب على أداء الصلاة في أوقاتها.
المجال النفسحركي ( المهاري ):
ويشير هذا المجال إلى المهارات التي تتطلب التنسيق بين عضلات الجسم كما في الأنشطة الرياضية للقيام بأداء معين. و في هذا المجال لا يوجد تصنيف متفق عليه بشكل واسع كما هو الحال في تصنيف الأهداف المعرفية. ويتكون هذا المجال من المستويات التالية:
1- الاستقبال: وهو يتضمن عملية الإدراك الحسي والإحساس العضوي التي تؤدي إلى النشاط الحركي.
2- التهيئة: وهو الاستعداد والتهيئة الفعلية لأداء سلوك معين.
3- الاستجابة الموجهة: ويتصل هذا المستوى بالتقليد والمحاولة والخطاء في ضوء معيار أو حكم أو محك معين.
4- الاستجابة الميكانيكية: وهو مستوى خاص بالأداء بعد تعلم المهارة بثقة وبراعة.
5- الاستجابة الظاهرية المعقدة: وهو يتضمن الأداء للمهارات المركبة بدقة وسرعة.
6- التكييف: وهو مستوى خاص بالمهارات التي يطورها الفرد ويقدم نماذج مختلفة لها تبعاً للموقف الذي يواجهه.
7- التنظيم والابتكار: وهو مستوى يرتبط بعملية الإبداع والتنظيم والتطوير لمهارات حركية جديدة.
ومن أفعاله ( يختار ـ يتتبع ـ يفاضل ـ يحدد ـ يربط ـ يحررك ـ يستجيب ـ يرى ـ يتطوع ـ يجمع ـ يثبت ـ يقيس ـ يمزح ـ يرسم ـ ينظم ـيسلك ـ يتكيف ـ يعدل ـ يعيد تنظيم ـ يبتكر ـ يصمم ـ يرتب يكتب – يقرا –يصوغ – يخط – يوجد – يكتشف – يعيد ترتيب).
صياغة الهدف السلوكي:
وتجدر الإشارة إلى أن صوغ الأهداف يرتبط بها القيام بإعداد الدرس، وهذا الإعداد يلزمه إدراك الأهداف العامة المقررة، والصياغة السلوكية الواضحة، والشمول في أهداف الدرس.
ويتطلب ذلك أيضا تحديد العناصر الفرعية اللازمة لتحقيق كل هدف من أهداف الدرس، وتحليل محتوى المادة المعرفي مبتدئا بأبسط العناصر ومنتهيا بالعناصر الأكثر تعقيدا، مع مراعاة حاجات التلاميذ عند إعداد الدرس، ومع ربط موضوعات الدرس بمشكلات الحياة، وتكامل الموضوعات الدراسية في المواد المختلفة وأيضا بين فروع المادة الواحدة
الأركان الأساسية لصياغة الهدف السلوكي:
أن+ الفعل المضارع + التلميذ +مصطلح المادة +الحد الأدنى للأداء0
أن + يفرق + التلميذ + بين المبتدأ والخبر+ في ست جمل 0
قواعد وشروط صياغة الأهداف السلوكية:
· أن تصف عبارة الهدف أداء المتعلم أو سلوكه الذي يستدل منه على تحقق الهدف وهي بذلك تصف الفعل الذي يقوم به المتعلم أو الذي أصبح قادراً على القيام به نتيجة لحدوث التعلم ولا تصف نشاط المعلم أو أفعال المعلم أو غرضه.
· أن تبدأ عبارة الهدف بفعل ( مبني للمعلوم ) يصف السلوك الذي يفترض في الطالب أن يظهره عندما يتعامل مع المحتوى.
· أن تصف عبارة الهدف سلوكاً قابلاً للملاحظة، أو أنه على درجة من التحديد بحيث يسهل الاستدلال عليه بسلوك قابل للملاحظة.
· أن تكون الأهداف بسيطة ) غير مركبة ) أي أن كل عبارة للهدف تتعلق بعملية واحدة وسلوكاً واحداً فقط.
· أن يعبر عن الهدف بمستوى مناسب من العمومية.
· أن تكون الأهداف واقعية وملائمة للزمن المتاح للتدريس والقدرات وخصائص الطلاب.
ساحة النقاش