التحليل البلاغي:
التحليل البلاغي هو :عملية دراسة وتفسير الاستخدامات الفنية للغة في النص الأدبي. يتضمن ذلك دراسة العناصر البلاغية، مثل المعاني والصور الفنية والتراكيب، وتحليل العلاقات بين هذه العناصر.
ويقصد بالتحليل البلاغي : القدرة على تحليل كل من الصور البيانية والمحسنات البديعية والأساليب الواردة في النص الأدبي، وإبراز أسرارها وإيحاءاتها وأغراضها البلاغية ".
(حسن شحاته، 2002م، ص298)
ويري البعض أن الحليل البلاغي هو : إدراك لما في النصوص الأدبية من جمال فكرة وجمال أسلوب إدراكًا يقوم على فهمها وتحليلها وتفصيل عناصرها، ومعرفة بواعثها، واستشعار تأثيرها، وتذوق جمالها" ( علوي طاهر، 2010م، ص288) .
بينما يرى آخرون أن التحليلب البلاغي هو: مستوي الجودة في النص الأدبي متصل بعدد من المميزات التي تكون سببًا في علو كعبه وتميزه، من أهمها، ثراؤه الدلالي ونخبوية ألفاظه وجمال معانيه، ومالم تكن هذه المميزات جلية في النص، فإنه لا ينتظر منه إحداث أثر كبير في المتلقي الواعي، الذي يمتلك ذوقًا وحسًا جماليًا يمكنه من تمييز جيد النصوص من رديئها " ( أسماء الجبوري، 2018م، ص68)
ويمكن تعريف التحليل البلاغي إجرائيًا بأنه : "قدرة طلاب الصف الأول الثانوي علي تحديد أنواع الصور البيانية الواردة في النص الأدبي، وتحديد أسرارها الجمالية، وكذلك تحديد أنواع المحسنات البديعية الواردة فيه، وتحديد إيحاءاتها، بالإضافة إلى تحديد أنواع الأساليب الواردة فيه، وتحديد أغراضها البلاغية."
ثانيًا: أهمية التحليل البلاغي لطلاب المرحلة الثانوية:
يُعد التحليل البلاغي مهارة مهمة يمكن أن تساعد الأفراد على تحقيق مجموعة من الأهداف، مثل:
<!--فهم النصوص الأدبية بشكل عميق ودقيق.
<!--اكتساب مهارات التفكير النقدي والإبداعي.
<!--التعبير عن الذات بشكل إبداعي.
ومن خلال التحليل البلاغي، يمكن للأفراد أن يتعلموا أكثر عن العالم من حولهم، وأن يطوروا مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وأن يعبروا عن أنفسهم بشكل إبداعي.
وتتضح أهمية التحليل البلاغي للطلاب كما يرى كل من (فهد البكر، 2006م، ص117؛ محمد عيسي، 2012م، ص449؛ هيثم القاضي، 2004م، ص42؛ محمد حسونة، 2013م، ص10؛ غانم الحشاش، 2001م، ص56)
1ـ البحث في مقومات الجمال الفني، والكشف عن مواطنه، وأسراره، ومصادر تأثيره نفسيًا.
2ـ التذوق الأدبي للنصوص الأدبية، وفهمها فهمًا دقيقًا عند تصور المعني العام الأدبي، ثم تجاوزه إلي معرفة الخصائص الفنية للنص، ومهارة الأديب في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه، وبتكرار هذه الدراسة تنمو لدي الطالب هذه الموهبة، فيتمكن من التعبير الجيد ؛ أسوة بما قرأه من روائع النصوص الأدبية، هذا إلي جانب إحساسه بالمتعة والإعجاب والبهجة.
3ـ كما تنبع أهمية البلاغة من كونها وليدة القرآن الكريم وحجته، وهي كفيلة بإيضاح حقائق التنزيل والإفصاح عن دقائق التأويل وإظهار دلائل الإعجاز، وهي التي ترشدنا إلي طريقة التعبير، حيث تشرح لنا خصائص اللغة وأسرارها.
4ـ البلاغة مركز النقد الأدبي، وهي تقدم جملة من المعايير الفنية التي ينبغي مراعاتها في العمل الأدبي، ثم يأتي النقد مستعينًا بهذه المعايير؛ ليفسر هذا العمل ويحلله، ويحكم عليه فكرة وصورة ولفظًا، من حيث القيمة والملاءمة، ويوازنه بغيره المشابه له، أو المقابل، ومن ثم بيان قيمته ودرجته الأدبية، وقدرته على التأثير والاقناع، ومن ناحية أخرى النقد بعواطفه وأفكاره وقضاياه من حيث الوضوح والتأثير، أي أن البلاغة العربية أساس تعلم النقد والتذوق الجمالي للغة العربية.
5ـ التمكن من استعمال اللغة استعمالًا دقيقًا، وتمثلها تمثيلًا كاملًا، وإدراك ما وراء ألفاظها من أسرار بلاغية، وقيم جمالية وفنية.
6ـ تنمية قدرة الطلاب علي فهم الأفكار التي اشتملت عليها النصوص الأدبية، وإدراك ما فيها من جمال.
7ـ تزويد الدارسين بالأدوات والمعايير، التي تعينهم علي إنتاج أدب له خاصية الإقناع والتأثير.
8ـ الوقوف علي ضروب المهارات الفنية التي يمتاز بها الأديب، حيث يلون أدبه بلون عاطفته، ويخرج أفكاره بتجاربه الذاتية ؛ باعتبار العمل الأدبي مرآة تنعكس عليها نفسية قائله.
9ـ كذلك فإن البلاغة العربية تزود المتعلم بالأسس الجمالية، وتمكنه من التعبير الأدبي تحدثًا وكتابة، ولها شأن كبير في اكتساب اللغة العربية، إذ إن تعليمها يعني تعليم الأسلوب العربي، والاهتمام بتدريسها يعني الاهتمام بتربية الأسلوب، كما أن التمكن من الأساليب العربية أي التمكن في بلاغة اللغة يُعد أساسًا للنقد، فهو وسيلة المتعلم في سير أغوار المعني والحكم علي الأسلوب اللغوي ومحاكاته، وتعد البلاغة أحد العناصر الأصلية في الدراسات الأدبية، فهي القوانين التي تحكم علي الأدب وضرورة من ضرورات فهم الأدب وصوغه.
ساحة النقاش