الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

التَّعلُم المُنتشِر مُصطلح مُبتَكر يُساعِد المتعلِّمين على اكتسابِ المعرفة في أي وقت وأي مكان مُعتمِدًا على التكنولوجيا المُتنقلة، ويُمكِّن المُعَلِّم في المستقبل من فهم سلوكيات الطلاب واحتياجاتهم والعمل على إرضاء هذه الاحتياجات (,15-16 2013. chen).

      ويُعرَّف بأنَّه " تعلم سياقي حقيقي وظيفي وتكيفي يتمّ خلاله توصيل كائنات التَّعلُم الإلكتروني المُناسبة إلى مجموعة من المتعلمين، متواجدين في أماكن مختلفة ومتباعدة، وإدارة عمليات التعليم والتفاعلات والأنشطة التَّعليميَّة الوظيفية المُناسبة في الوقت والمكان المناسبَين في فضاء إلكتروني منتشر باستخدام تكنولوجيا لاسلكية وأجهزة رقميَّة محمولة" (محمد خميس،2011، 173).

 تقوم فكرة التَّعلُم المُنتشِر على أساس أنَّ التَّعلُم الإلكتروني موجود دومًا في كل زمان ومكان بحيث لا يشعر به المتعلم، بَيْدَ أنَّه يُمكِن تقديمه والوصول إليه باستخدامِ الأجهزةِ التقنيةِ اللاسلكية (عصام الحسن، 2015، 83). وعرَّفهُ أكرم علي (2016، 12) بأنَّه يعتمدُ على مبدأ التَّعلُم في أي مكان وزمان من خلال استثمار التقنيات الحديثة التي تعتمَّد على توظيف الحواس وإدراك المُحيط لإيجاد بيئة عمل تتفاعل مع سلوك المُتعلِّم ومُحيطِه.

 وهو عملية تعلُّم تتمّ في كل مكان وزمان وترتبط بأنشطة وفعاليات وظيفية باستخدام تقنيات رقميَّة محمولة لتحقيقِ هدفٍ مُعيَّن (طارق الجبروني، 2019، 245). كما أنَّه عبارة عن عمليات مُعايشة التَّعلُم كجزءٍ من العمل في البيئة التكنولوجيَّة الاجتماعيَّة النَّقالة المتكاملة، التي تُوظِّف التفاعلات التكنولوجيَّة البشريَّة والاستشعار عن بُعدٍ والتسجيل الإلكتروني، والمعتمدة على الحوسبة الشاملة المُنتشرة، وبما يُحقق التواصل الاجتماعي التعليمي في كل مكان بالمُشاركة التَّعليميَّة والتفاعل الإلكتروني النَّشط باستخدام الحواس المختلفة تحقيقًا لنواتج التَّعلُم المحددة (الغريب إسماعيل، 2021، 209).

ومما سبق تبين أنَّ: التَّعلُم المُنتشر لا يرتبط بحدودٍ مكانية أو زمانية، غايتهُ إحداث التَّعلُم بالوسائل التقنية الحديثة، وإن تعذّر التواصل بين المُعَلِّم وطلابهِ عن طريق الشبكة العنكبوتية لانقطاعِها ذهب إليه في المدرسة لِيُقدِّم له المادة التَّعليميَّة، وبهذا يتفعَّلُ انتشار التَّعلُم.

وفي ضوء التعريفات السابقة يُمكِن تعريف التَّعلُم المُنتشِر إجرائيًّا، أنَّهُ: شكل من أشكال التَّعلُم الإلكتروني يتمّ من خلالِه توصيل التَّعلُم المُناسِب عن طريق الموقع التعليمي (اقرأ وارتقِ) في صورةٍ مسموعة ومقروءة ومرئيَّة تُناسِب المُتعلِّم باستخدامِ أجهزة التَّعلّم المُتنقل (الهاتف المحمول، الحاسب المحمول) دون التقيُّد بمكانٍ أو زمانٍ لدى طالبات الصف الأول الثانوي.

 

ثانيًا: أهمية التَّعلُم المُنتشِر

تظهر أهمية التَّعلُم المُنتشر في العمليَّة التَّعليميَّة عن طريق مبدأ الانتشار بتخطي حدود الزمان والمكان، وكما حددها (Jung,2014 , 234) فيما يلي:

<!--إمكانية توصيل المعلومة المقروءة والمسموعة والمرئية في الوقت الحقيقي عن بُعد.

<!--شكل من أشكال التعليم والتَّعلُم الإلكتروني، يقوم على مبدأ انتشار التَّعلُم وتجواله بحرية مُخترقًا حدود الزمان والمكان.

<!--توفير الوقت وعناء السفر والتنقل للمتعلم.

<!--التحكم في الاستجابة الشعورية للمتعلم بتنظيم تدفُق المعلومات.

<!--توفير فرص التَّعلُم الشبكي والاجتماعي والتشاركي والتفاعُلي الحقيقي عن بُعد.  

وأشار مُحمَّد عبد الحميد (2017، 292) إلى أهميَّة التَّعلُم المُنتشِر فيما يلي:

<!--يوفر بيئات تعليمية قائمة على إدراك السِّياق المُرتبط بالمُتعلِّم والتكنولوجيا الرَّقمية.

<!--يُعزِّز دور المُتعلم النشط والبناء في عمليات التَّعلُم من خلال ما يوفره من تسهيلات بالنسبة للمتعلم مُمثلة في: سهولة الوصول للمواد التَّعليميَّة، تنويع أدوات ومصادر الحصول على المعلومات، تقديم الإعلانات والإرشادات والتغذية الراجعة والدعم، توفير أدوات دعم المشاركة وتبادل المواد التَّعليميَّة، توفير أدوات مراقبة المتعلم لِمعدلات تقدُّمهِ في التَّعلُم، تنويع المحفزات، تشجيع المتعلم على تطبيق ما تعلمِه في مواقف حقيقية.

<!--يوفر للمتعلم الإرشادات والتوجيهات التي تُيسر عملية تنقل المتعلم بين مواقع التَّعلُم عبر تطبيقات تواصل تشاركية مُناسِبة تتضمن استمرارية التَّعلُم.

<!--ضَمَّن سياقات التَّعلُم بالخصوصية، مع إمكانية توفير إرشادات وتوجيهات ذات طابعٍ يتسم بالخصوصية من خلال عمليات التَّعلُم.

وتتنوع أهميَّة التَّعلُم المُنتشِر، منها ما يلي: (الغريب إسماعيل، 2021، 216-217)

<!--يوفر للطلاب بيئة تعلم تساعدهم على تطوير مهاراتهم فيما يتعلق بتجاربهم الحاليَّة، من خلال برنامج إلكتروني يُقدِّم الأنشطة والمهارات الرئيسة والتي لا تنفصل عن تجاربهم الحياتية.

<!--يُقدم البرامج الدراسية الحديثة في معارفِها مع توفير الإمكانيات اللازمة لتطبيقها وتفاعل الطلاب معها.

<!--تستجيب برامجه للتطور بشكل حيوي طبقًا للتغيرات العالمية.

<!--يُطبق إمكانيات التقدم التكنولوجي في ربط المؤسسة التَّعليميَّة بالمجتمع، وربط المعرفة الأكاديمية بالحياة اليومية.

<!--يوفر التَّعلُم في كل مكان، وتمارَس أنشطته الإلكترونية في جميع الأماكن من بينها المؤسسة التَّعليميَّة، وأماكن تطبيق المجال الأكاديمي مثل: المصانع والمستشفيات والمتاحف والمكتبات والمزارع وغيرها، ويَربط ذلك بالحياة اليوميَّة التَّعليميَّة الاجتماعيَّة والأسريَّة والعمليَّة.

<!--يُوظِّف التعليم لتطوير المُجتمع، حيث تنتشر الأنشطة العلمية خارج المؤسسة التَّعليميَّة، في كل مكان مما يربط تلك الأنشطة بالحياة خارج المؤسسة التَّعليميَّة، لتعمل على دمجها بالعوالِم الحياتية؛ ليجعل الحياة اليومية أكثر ثراءً وأكثر فاعليةً، وبما يجعل العمل الأكاديمي أكثر صلةً بالواقع وتجاربه في إطار التطوير الأكاديمي المتكامل للمجتمع.

وفي ضوء ما سبق يُضيف البحث إلى أهميَّة التَّعلُم المُنتشِر ما يلي:

<!--يُسْهِم في تحقيق الأهداف التَّعليميَّة التربوية.

<!--جذب انتباه الطلاب إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة في الجانب التعليمي.

<!--يُساعِدُ في القضاء على الكثافةِ الطُلابيَّة.

<!--يدعمُ التَّعلُم المُنتشِر خاصية الانتشار أي التَّعلُم في أي مكان وزمان يُناسِبُ المتعلم.

<!--إمكانية توصيل المعلومة المقروءة أو المسموعة أو المكتوبة في الوقت الحقيقي عن بُعد.

المصدر: الأَمِير أبو السُّعود عبد الرَّازق ريَّان 2023م .أَثَرُ اسْتِخْدَامِ التَّعلُّمِ الْمُنتَشِرِ فِي تَدْرِيسِ الْقِرَاءَةِ عَلَى تَنْمِيَةِ مَهَارَاتِ الْاسْتِمَاعِ الْنَّاقِدِ والطَّلاقَةِ اللفْظِيَّةِ لَدَى طُلَّابِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ الثَّانَوِي. رسالة ماجستير كلية التربية جامعة سوهاج
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2023 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,650,505