نظرية التعلم السلوكية:
تعد نظرية التعلم السلوكية من أقوى و أهم النظريات في ميدان علم النفس التربوي، و تنبني على مبدأ أساسي يتم من خلاله تفسير السلوك التعلمي و قياسه، و يتعلق الأمر بالاستجابة، كما ارتبط وجود هذه النظرية بالعديد من المفاهيم الأخرى التي أبدعها روادها، على رأسهم واطسون وسكينر، من قبيل الإثارة، التكييف الفعال، التعزيز الإيجابي أو السلبي...
قد أصبحت الإجراءات التعليمة- التعلمية تأخذ بكل هذه المفاهيم التي ذكرت، و تم توظيفها لعقود عديدة في بناء العمليات التعلمية، كأن يعمل المدرس على عرض المثيرالمناسب، قد يكون هذا المثير لفظيا ( كلمات) أو بصريا ( صور+ مقاطع فيديو...)، و بالتالي فالمثيرات التي تم عرضها من المفترض أن تخلق ردة فعل عند التلميذ، و يكون ذلك بمثابة استجابة ينتج عنها مجموعة من التعلمات.
نظرية التعلم الجشطلتية:
جاءت نظرية التعلم الجشطلتية كتصور مضاد لنظرية التعلم السلوكية، إذ أن رواد هذا الفرع من فروع علم النفس كانوا غير مقتنعين بالنهج السلوكي للتعلم، فحاولوا تقديم رؤية جديدة مؤكدين على أن عملية التعلم ليس مجرد تحفيز أو الاستجابة، بل إنه جهد أكثر قصدية و وعيا، ووفقا لذلك فإن المتعلم لا يستجيب فقط للمثيرات الحسية، بل يعمل على معالجتها عقليا، مما يتيح له إمكانية إدراكها، و طبقا لذلك فإن الإدراك يشكل مفهوما محوريا في هذه النظرية، غير أنه لا يقبل التجزئة، بل يتبلور في إطار كلي شمولي.
و بناء على المعطيات التي ذكرناها سابقا حول النظرية الجشطلتية، فإن هذه الأخيرة وضعت مجموعة من القوانين التي تحكم عمليات التعلم، من أهمها: التعلم بالتشابه، و وفقا لهذا المبدأ فإن العناصر المتشابهة في الشكل أو اللون أو الحجم... تتجمع مع بعضها البعض في وحدات، و هذا التشابه بين العناصر يمكن أن يسهل عملية التعلم.
ساحة النقاش