نخيل البلح أو التمر أسمه العلمي (فينيكس داكتيليفيرا Phoenix dactylifera) من الفصيلة النخلية موطنه شبه الجزيرة العربية و العراق والبحرين وشمال أفريقيا, النخلة شجرة معمرة, لها ساق (جذع) غليظة ترتفع نحو 30 متر تتوجه أوراق ريشية كبيرة (السعف) بهية المنظر, النخل نبات ثنائي الجنس فهناك نخل ذكري وآخر أنثوي كلاهما يخرج عراجين ويتوجب نقل بعض العراجين الذكرية لرش طلعها على العراجين الأنثوية لتلقح عقب انشقاق الاغريض الحاوي على العراجين الأنثوية وبروزها منه لتثمر عن بلح أخضر يتحول إلى اللون الأصفر أو الأحمر معلق بالشراميخ.
يؤكل ثمر النخلة على شكل اليسر أو الرطب ويؤكل لبعض الأصناف الأخرى على شكل تمر أو بعد أن يجف, يتراوح طول البلحة من 2,5 – 7,5 سم وهي أسطوانية الشكل, يبلغ إنتاج النخلة الواحدة حوالي 100 كغم ويصل إلى 400 كغم في بعض الأنواع, يكون البلح بالعموم طريا أو نصف جاف أو جاف ويابس.
البلح ذو قيمة غذائية عالية ويمكن اعتباره غذاء كامل حيث يحتوي على السكريات والبروتين وأملاح مثل أملاح البوتاسيوم وفيتامينات, وهو غذاء يمكن تخزينه بسهولة, وينتج النخيل ثماره في منتصف الصيف وبعض أنواع النخيل قد يقدم (يسبق) في نضج ثماره أو قد يؤخر وذلك مرتبط بصنف النخلة ومكان تواجدها.
يشتهر النخيل في العراق وتونس والجزائر ودول الخليج العربي, حيث زرع النخيل على ضفاف نهري دجلة و الفرات ومدينة البصرة وواحتي القطيف والأحساءمنذ قديم الزمان, ألا أن الصورة الآن مختلفة ومؤلمة بسبب إهمال هذه الشجرة الكريمة خلال السنوات العشرين الماضية من قرن العشرين.
النخلة هي صديقة البيئه لان جميع مخلفاتها يستفيد منها الانسان فللنخلة فوائد كثيرة خلاف ثمرها حيث يصنع من أليافها الحبال ومواد الحشو للأثاث, ومن أوراقها الزنابيل والقفف والقبعات الشعبية, ومن جريدها تصنع السلال وأوعية نقل الفواكه والخضراوات وصناعة الأثاث الخفيف مثل الكراسي و الأسرة, ومن نوى التمر تستخرج زيوت وتستخدم البواقي كعلف للحيوانات, وجذع النخلة المقطوعة يستخدم لتسقيف المنازل الريفية وكدعامات.
يتكاثر النخيل عن طريق الفسائل التي تنمو عند أسفل الساق (جذع النخلة) وهي طريقة مضمونة للتكاثر وتكون معروفة الأصل والصنف للنخلة المستزرعة, كذلك يمكن إكثارها عن طريق النوى ولكنها طريقة غير مضمونة النتائج حيث أن نسبة النجاح لا تتجاوز 20% ناهيك على نوع وصنف النخلة الناتجة.
النخل يتحمل العطش وملوحة الأرض ويزرع على شكل خطوط مستقيمة يستفاد منها في توفير الظل لفسحة الأرض تحتها لزراعة الحمضيات والخضراوات مثل البقدونس وغيره من الخضراوات.
النخلة شجرة يوجد منها في الوطن العربي انواع عده وهي بنت عم الانسان كما قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم, ويقول عالم البساتين المصري بجامعة اسيوط الدكتور محمد حسين {أن شجرة النخيل قد ذكرت في 23 موضعا في القرآن الكريم}.
الوطن العربي يملك 90% من نخيل العالم ويمتلك العراق النسبة الاكبر حيث يوجد بالعراق 40 مليون نخلة.
شجرة النّخيل
<!--<!--
كانت زراعة نخيل التمر معروفة منذ سبعة آلاف سنةٍ عند الحضارات التّي قامت في ما بين النّهرين وفي الجزيرة العربية وما جاورها. فالباحثون يُحدّدون مسقط رأس النّخلة بالمنطقة الواقعة بين ما بين النّهرين أثناء الحضارة البابلية وشرقي الجزيرة العربية بما في ذلك البحرين، وعلى وجه الخصوص في جزيرةٍ صغيرةٍ، عُرِفَت بإسم "هارفان" أو "خارقان".
منذ ذلك التّاريخ الغابر وحتّى اليوم، كانت النّخلة حاضرةً، لا في البساتين وحسب، بل في ثقافات الشّعوب واقتصاديّاتها. والشّواهد على ذلك عديدة منها العملات الفينيقيّة والإغريقيّة التّي وُجِدَت على السّاحل الشّرقي للمتوسّط وعليها نقوش لصورة النّخلة، كما وُجِدَت في إحدى مقابر السقارة بمصر مومياء فرعونيّة في مقبرة الزّريقات ملفوفة بحصيرٍ من سُعُف النّخيل.
ومن بلاد ما بين النّهرين وصلتنا آثار المعابد والقصور التّي شكّل النخيل جزءًا رئيسًا منها، إضافةً إلى التّيجان المَلَكيّة التّي حملت نقش النّخلة. إلاّ أنّ أهمّ ما وصلنا في هذا المجال مجموعة قوانين "شريعة حمورابي" التّي تضمّنت موادًا تتعلّق بشراء النّخيل وبيعه وتلقيحه، إضافةً إلى مادّةٍ عقابيةٍ تقضي بتغريم من يقتلع نخلة.
المناطق الجغرافيّة الصّالحة لزراعة نخيل التمر في مناطقنا تمتدّ من باكستان شرقًا إلى إيران والجزيرة العربيّة وبلاد الشّام والعراق وموريتانيا غربًا.
في العالم اليوم أكثر من مئة مليون نخلة تنتج حوالي ثلاثة ملايين طُن من التّمور.
أهمّ غابات النّخيل وواحاته في العالم وأجود أنواعه تتوزّع بين العراق حيث توجد حوالي ثلاثين مليون نخلة، والمملكة العربيّة السّعوديّة وفيها 23 مليون نخلة. وهذا ما يُؤكّد أنّ النّخلة كانت -وما تزال- عربيّة الهويّة.
الوصف النباتي لشجرة نخيل البلح
تتكون شجرة نخيل البلح من الأجزاء الآتية :
1- المجموع الجذري : ويتكون من جذور عرضية ليفية تخرج بأعداد كبيرة من قاعدة الجزع تحت سطح التربة، ومن الممكن تشجيع خروج الجذور بترديم التربة حول قاعدة الجذع مع توفير رطوبة كافية . ويصبح المجموع الجذري لشجرة النخيل البالغة شبكة كثيفة من الجذور الليفية والشعرية تمتد أفقيا ورأسيا لمسافات كبيرة وجذور النخيل لا تحمل شعيرات جذرية . ويتخلل أنسجة الجذوع فراغات هوائية تجعل للمجموع الجذري قدرة على تحمل ظروف الغمر بالماء ويبلغ مجال الانتشار الأفقي لجذوع النخلة البالغة دائرة مركزها النخلة وقطرها حوالي عشرة أمتار .
2- الجذع : لشجرة النخيل ساق إسطوانية واحدة لا تتفرع في الظروف العادية فوق سطح التربة . ولا يزداد جذع النخلة في السمك مع تقدمها في العمل بل تظل جميع أجزاء الجذع محتفظة بالسمك الذي تصل إليه عند إكتمال نمو الأوراق المحمولة عند عقدها . وكثيرا ما يلاحظ عدم إنتظام السمك على امتداد الساق نتيجة لقصور أو نقص في احتياجات النمو وقت تكون بعض أجزاء الساق . ويلاحظ أن قاعدة جذع النخلة يزداد قطرها مع تقدمها في السن نتيجة لتمدد الخلايا والمسافات البينية بأنسجة القاعدة . ويزداد طول جذع النخلة سنة بعد أخرى ويتراوح متوسط الزيادة السنوية بين 30 – 90 سم تبعا لإختلاف الأصناف والعمر وظروف البيئة ومدى توفر متطلبات النمو ومقدار ما تحمله الشجرة من محصول . وتتناقص الزيادة في طول الجذع تدريجيا عندما يتجاوز 30 – 40 عاما من عمرها وقد يصل ارتفاع شجرة النخيل إلى 24 – 30 مترا أو أكثر . ويظهر جذع النخلة على امتداده وهو مغطى ببقايا قواعد الأوراق ( الكرناف ) التي يتم تقليمها بالتتابع . ويستدل على السن الذي تبلغه النخلة من بقايا قواعد الأوراق التي تظهر على هيئة درجات فوق بعضها وتمثل كل ثلاث درجات فوق بعضها على خط واحد ثلاثة صفوف أي حلقات من السعف المزال وهذا يعني بدوره عاما من سن النخلة .
3- التاج : وهو تكوين يشبه التاج أو الأكليل ويوجد بقمة الجذع ويتكون من أوراق مركبة ريشية كبيرة الحجم . وتعرف الورقة بالسعفة ويختلف طولها عند تمام نموها بين 2 – 4 أمتار تبعا لاختلاف الأصناف . وتتكون الورقة من عرق وسطى ( الجريدة ) له قاعدة عريضة ( 15 – 20 سم ) تعرف بالكرنافة يحيط بها غمد من الألياف يضمها إلى الساق . ويلي منطقة الكرنافة منطقة ملساء خالية من الأشواك تعرف باسم المنطقة الجرداء وتعتبر بمثابة عنق الورقة وتسمى القحف ويلي المنطقة الجرداء منطقة الأشواك إذ تخرج على جانبي الجريدة في هذه المنطقة أشواك قوية مدببة، ويختلف طول الشوكة ما بين 2.5 – 7.5 سم وتسمى السلاء، والسلاء عبارة عن وريقة متحورة إلى شوكة . وتستخدم خصائص الأشواك ضمن علامات التميز بين الأصناف . ويعقب منطقة الأشواك منطقة الوريقات وتمتد حتى طرف الجريدة وتمثل 60 – 80 % من طول الورقة، وتعرف الوريقة باسم الخوصة . ويخرج الخوص على جانبي الجريدة متقابلا أو متبادلا . ويتراوح عدد الأوراق ( السعف ) التي تنتجها شجرة النخيل بين 20 – 30 ورقة سنويا . وتعمر الورقة لمدة أربع سنوات في المتوسط قبل أن تفقد حيويتها بالتدريج فتصفر وتتدلى إلى أسفل لكنها لا تسقط عادة بل يتم قطعها أثناء عملية التقليم . الجمارة أو الكرنبة : وتوجد الجمارة في مركز قمة الساق وسط تاج الأوراق وهي تشبه الكرنبة من حيث اللون والشكل والتكوين حيث تتكون من أوراق صغيرة حديثة السن ( جنينية ) متكاتفة وملتفة، والجمارة هشة للغاية ويمكن أن تتهشم وتتلف إذا ما تعرضت للإصابة أو الضغط . وتحيط بالجمارة وتحميها نطاقات من الليف الملتف وقواعد الأوراق ( الكرنافة ) . وتضم الجمارة وسط الأوراق الملتفة أهم جزء في النخلة وهو البرعم الطرفي العظيم والذي يعتبر أضخم برعم من براعم جميع النباتات المعروفة . والبرعم الطرفي العظيم هو أساس ومصدر تكوين كل الأعضاء والأنسجة في المجموع الهوائي للنخلة ( الساق، الأوراق، البراعم الإبطية ) . والبراعم الإبطية هي التي تعطى بعد بلوغ النخلة الطلع أو الأكمام أو الاغاريض وهي النورات التي تنمو وتتطور إلى السوباطات ( العزوق أو العراجين ) بما تحمله من ثمار . أما قبل بلوغ النخلة فإن البراعم الإبطية تعطى عند تفتحها سرطانات تخرج من تحت سطح التربة عند قاعدة الساق . ولا تلبث السرطانات أن يتكون لها جذور وتصبح بذلك خلفات أو فسائل . وغالبا ما يقتصر تكوين الفسائل على المنطقة أسفل سطح التربة أو فوقها مباشرة عند قاعدة الساق فتشجع في الحالة الأخيرة تكوين الجذور بالترديم . وفي حالات شاذة قد يحدث تكوين السرطانات على الجذع عند ارتفاع بعيد عن سطح التربة ويطلق عليها اسم الطواعين أو الدمامل، وتخرج الطواعين أحيانا في نطاق القمة نفسها ( الجمارة ) وذلك لأسباب بيئية أو وراثية فتعطي مظهر تفرع الساق والذي يلاحظ على بعض أشجار النخيل في المناطق المختلفة خصوصا في النخيل البذري .
5- الجنس والبلوغ : تعطى أشجار نخيل البلح عند بلوغها نورات من أزهار وحيدة الجنس ثنائية المسكن وتصبح الشجرة الواحدة عند البلوغ أما ذكرا لا يحمل سوى نورات الأزهار المذكرة ويسمى ( الفحل أو الذكر ) أو تكون الشجرة مؤنثة لا تعطي سوى نورات الأزهار المؤنثة وهي الشجرة المثمرة . ويصعب تميز جنس شجرة النخيل قبل البلوغ وتكوين النورات ويعتبر ذلك من بين مشاكل الإكثار البذري . أما في التكاثر الخضري فيعتمد على مطابقة الفسائل دائما للشجرة الأم سواء في الجنس أو الخصائص الخضرية والثمرية حيث تعطي الذكور أو الفحول فسائل مذكرة بينما تعطي الإناث فسائل مؤنثة مطابقة للأم في جميع الحالات .
6- الأغريض : وهو نورة الأزهار داخل غلافها في أشجار نخيل البلح سواء المؤنثة أو المذكرة وتخرج الأغاريض في أباط الأوراق عمر سنتين ويطلق على الأغريض قبل إنشقاق الغلاف أو الغمد أسماء كثيرة منها الطلع، الأكمام، الكوز، السيف، الخنصر، الحراب . ويعرف الغلاف الذي يحيط بالنورة باسم الجف أو الأغريض أو القنصوة وينشق الجف تلقائيا عند اكتمال تكوين الكوز وتظهر من خلاله شماريخ ( أفرع ) النورة ( العزق أو العرجون ) وتحمل الشماريخ أزهارا مذكرة في ذكور النخيل أو أزهار مؤنثة في إناث النخيل . وتنتج النخلة المذكرة من 10 – 30 كوزا سنويا أما النخلة المؤنثة فيتراوح عدد ما تنتجه من الكيزان من 8 – 20 وذلك تبعا لاختلاف الأصناف وعوامل البيئة والمعاملات البستانية ومواسم الحمل الخفيف والثقيل في حالة المعاومة ( تبادل الحمل ) . والأزهار المذكرة وكذلك الأزهار المؤنثة ليست لها اعناق وتحمل جالسة على الشمراخ . وفي ذكور النخيل تحتوي الزهرة المذكرة ( الطلعة ) على محيط الطلع داخل الغلاف الزهري ولا يوجد بها سوى أثر مختزل ضامر وغير فعال لعضو التأنيث وتنتج الأزهار المذكرة عند تمام نضجها لقاحا دقيقي الملمس لونه أبيض مائل للإصفرار وله رائحة نفاذة مميزة . وفي إناث النخيل تحتوي الزهرة المؤنثة ( المتاعية ) على محيط المتاع ( عضو التأنيث ) وهو خصب وفعال ومكون من ثلاثة كرابل منفصلة ومتجاورة داخل الغلاف الزهري، ولا يوجد في الزهرة المتاعية من محيط الطلع سوى اثر مختزل ضامر وغير فعال .
7- الثمرة : عندما يتم التلقيح وينجح الاخصاب ويبدأ تكوين البذرة في أحد الكرابل الثلاثة المكونة لمحيط المتاع يتحول مبيض هذه الكربلة إلى ثمرة بينما تسقط الكرابل الأخرى وعندما يتم تكوين الثمار وتصبح صالحة للأكل تعرف بالعراجين بما تحمله من ثمار بالكبائس أو السوباطات . وتعرف الثمرة كاملة التكوين بالبلحة أو الثمرة بينما تعرف البذرة بالنواة، أما الثمار التي تفشل في تكوين البذور فتظل غير كاملة التكوين حتى موسم القطف وتعرف باسم الشيص .
1-درجات الحرارة :
يتحمل نخيل البلح البالغ المثمر إنخفاض درجة الحرارة شتاء إلى ما دون الصفر المئوي وارتفاعها صيفا إلى 50 درجة م، وتزداد مظاهر الضرر التي يعاني منها النخيل إذا ما استمرت هذه الظروف القاسية لفترات طويلة ويكون الضرر في تناسب عكسي مع العمر . ولا يزهر النخيل في المناطق التي تنخفض فيها درجة الحرارة في الظل عن 18 درجة م، صيفا . أما تكوين الثمار ونضجها فيحتاج خلال موسم النشاط ( مايو – أكتوبر ) إلى متوسطات درجات حرارة يومية يزيد عن 27 درجة م للأصناف الطرية ويزيد عن 32 درجة م في الأصناف نصف الجافة والجافة . وفي هذا النطاق تبكر ثمار الصنف الواحد في النضج في تناسب طردي مع ارتفاع متوسطات الحرارة كلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب .
2- الرطوبة الجوية والأمطار : يحتاج الإنتاج التجاري للبلح إلى جو جاف خال من الندى والضباب ولا تتوفر فيه فرصة الأمطار وخاصة خلال فترة الإزهار والتلقيح وكذلك أثناء نضج الثمار . ويتحمل نخيل البلح جفاف الجو وانخفاض الرطوبة الجوية إلى 5 % كما هو الحال في المناطق الصحراوية . ويلاحظ أن هذه النسبة من الرطوبة لا تلائم معظم أنواع الفاكهة الأخرى . وبالإضافة إلى ذلك فإن الأضرار التي تترتب على زيادة رطوبة الجو ترجع أساسا إلى ملائمة هذه الظروف لإنتشار الأمراض والآفات .
3- الضوء : نخيل البلح من الأنواع المحبة للضوء وتفشل في تحقيق إثمار كفء في المناطق التي تكثر فيها السحب والغيوم حتى لو توفرت بها درجات الحرارة والاحتياجات الحرارية المناسبة حيث تميل النباتات إلى النمو الخضري واستطالة الساق .
4- الرياح : تسبب العواصف الشديدة سقوط النخيل الطويل المتقدم في السن والضعيف . أما الثمار فتسبب الرياح الشديدة إصطدامها بالسعف وتؤدي إلى ظهور البقع السوداء على الثمار الخضراء كما يؤدي هبوب الرياح الشديدة إلى إعاقة عملية التلقيح
الأرض المناسبة
<!--
زراعة البلح
أنسب الأراضي لزراعة النخيل الأراضي الطينية العميقة – جيدة الصرف الخالية من الملوحة كغيره من أنواع الفاكهة الأخرى لكن النخيل له من الخصائص ما يوفر له القدرة على النمو والإثمار التجاري المربح في أنواع متعددة من الأراضي ما بين الرملية الصرفة والطينية الثقيلة . ويتحمل نخيل البلح الملوحة والقلوية وزيادة الرطوبة الأرضية التي قد تصل إلى درجة التشبع لفترة طويلة نسبيا . وبصفة عامة لا ينتج النخيل محصولا مربحا إذا زادت ملوحة محلول التربة في مجال انتشار الجذور عن 6000 جزء في المليون، ويعتبر توفر المادة العضوية بالتربة وبقاء الرطوبة بالمجال المناسب للإمتصاص في حيز انتشار الجذور من العوامل التي تساعد على تحمل النخيل لارتفاع ملوحة التربة . ويتحمل النخيل التعرض للعطش وظروف الجفاف بالمناطق الصحراوية بالمقارنة بأنواع الفاكهة الأخرى . ويستطيع نخيل البلح أن يتحمل ملوحة ماء الري بتركيزات تزيد على 5000 جزي في المليون وقد تصل إلى 20000 جزء في المليون بشرط خلو الماء من العناصر السامة . ويصاحب زيادة تركيز الملوحة أعراض المعاناة وضعف النمو والإثمار في تناسب طردي . وتساعد جودة الصرف على الحد من شدة معاناة أضرار الملوحة المرتفعة في ماء الري .
طرق التكاثر والزراعة
( أ ) تكثير نخيل البلح باستخدام البذور : تعرف بذور النخيل باسم النوى وبرغم سهولة إنبات النوى فإنه لا يستخدم في إكثار الأصناف البستانية لنخيل البلح نظرا لشدة التباين في الخصائص الخضرية والثمرية بين الأشجار المؤنثة البذرية عند بلوغها الإثمار التجاري بالإضافة إلى صعوبة تميز النباتات المذكرة عن المؤنثة قبل مرحلة البلوغ والإزهار والتي يستغرق بلوغها خمسة سنوات أو أكثر . ويجب أن يقتصر استخدام الإكثار البذري على الأغراض الخاصة والتي تنحصر في إستنباط أصناف جديدة وكذلك في المناطق القاحلة وشبه الجافة حيث تظهر الحاجة إلى تنمية نخيل مكاثر بالبذور ليس بغرض الإثمار كهدف أساسي ولكن لاستخدامه بالدرجة الأولى ضمن مكونات الحزام النباتي الذي يجب موالاته وتدعيمه حول الواحات بتلك المناطق ضمن وسائل صيانة بيئة الواحات وحمايتها من التصحر . ومن المعروف أن كثيرا من أشجار البلح المثمر وخصوصا الموجود منها في سيناء والوجه القبلي والفيوم وواحات الوادي الجديد ناتج بالإكثار البذري ويعرف بأسماء مختلفة مثل البلدي والمجهل والشباهي والمقور . وتبعا لذلك يمثل النخيل الناتج من البذرة في هذه المناطق تجمعا لسلالات متباينة الخصائص معظمها رديء الصفات الثمرية وإن كان بينها نسبة ضئيلة من الأشجار ذات الثمار الممتازة والتي تصلح إذا ما قيمت كبداية لسلالات جديدة يجرى تثبيتها ونشرها عن طريق الإكثار الخضري . وبذور نخيل البلح ميسرة الإنبات ويمكن زراعتها في أي وقت طوال العام طالما توفرت درجة الحرارة والمتطلبات الأخرى الملائمة للإنبات . وفي مصر يفضل زراعة البذرة في شهر سبتمبر لسرعة الإنبات . ويجرى تجهيز البذور للزراعة بغسيلها بعد التخلص من بقايا الجدار الثمري . وتغرس البذور بعد إعدادها في مهاد الإنبات على عمق لا يزيد عن 2 سم بحيث يكون سطحها الظهري إلى أعلى . تجرى العناية بالري والتسميد والخدمة حتى يحين وقت غرسها بالمشتل بعد سنة حيث توالى بالعناية إلى أن يتم نقلها إلى مكان غرسها الدائم سواء بعد البلوغ وتميز الجنس والتعرف المبدئي على خصائص إزهار وإثمار النباتات المؤنثة أو قد تنقل قبل ذلك إلى صفوف الحزام النباتي .
( ب ) تكثير النخيل بالفسائل ( الخلف أو الأفراخ ) : الفسائل هي الوسيلة الطبيعية لإكثار ونشر الأصناف البستانية لنخيل البلح . وتطابق الفسائل الناتجة في الخصائص الخضرية والثمرية للشجرة الأم بالإضافة إلى كونها من نفس الجنس فالفسائل التي تنتجها الشجرة المؤنثة جميعها مؤنثة كما تنتج الأشجار المذكرة فسائل جميعها مذكرة . ولا يقتصر استخدام الفسائل على إكثار إناث النخيل من الأصناف المعروفة فحسب بل تستخدم كذلك في الإكثار الخضري لذكور النخيل ذات اللقاح الممتاز سواء في حيويته أو في تأثيره على بعض الخصائص الثمرية ( درجة التكوين – الحلاوة – الحجم – ميعاد النضج ) . وتعطى شجرة نخيل البلح تحت الظروف المواتية ما بين 10، 15 فسيلة تظهر عادة خلال السنوات العشر الأولى من حياة الشجرة الأم . وإن كانت بعض الأشجار تستمر في إنتاج الخلفات حتى بلوغها سن الأربعين . ويتفاوت عدد الخلفات التي تعطيها الشجرة الواحدة تبعا لإختلاف الصنف والظروف البيئية والرعاية للفسيلة أسماء كثيرة منها الخلفة – الودى – الفرخ ( جمعها أفراخ أو فراخ ) البز – التقياه – الغرسة ( جمعها غرس ) البقمة – الشتلة . وكثيرا ما تخرج فسائل ثانوية حول الفسائل الأولية وهي لازالت متصلة بأمهاتها . ومن ناحية أخرى قد لا تعطي بعض الأشجار فسائل بالمرة . وعندما يكون عدد الفسائل كثيرا حول الأم يجب أن تخف إلى أربع فسائل أو خمس تكون متباعدة عن بعضها حتى يكبر حجمها وتصبح صالحة للفصل، وحتى يمكن للأم أن تنمو وأن تكبر أيضا لأن كثرة الفسائل حولها يضعفها . ويلاحظ أن الفسائل الناضجة التي تؤخذ من زراعات أو حدائق بعلية أو غير معتنى بها تكون أصغر حجما وأكثر جذورا ونجاحا عن الفسائل التي تؤخذ من أراضي وحدائق مروية ومعتنى بها ما لم يتم تهيأة وتقسية وإعداد الفسائل لعملية الفصل قبل موعده بوقت مناسب .
تتحمل شجرة النخيل العطش والغرق لكنها لا تفضل الحالتين . ويحقق تنظيم ري النخيل وما يصاحبه من برامج التسميد تفوقا في كمية المحصول وخصائص الثمار وتتفاوت الاحتياجات المائية لمزارع نخيل البلح تبعا لعمر الأشجار وخصائص التربة وعمق الماء الأرضي ونوعية ماء الري وعوامل المناخ .
ويعتمد ري النخيل في المناطق الصحراوية على مياه الآبار التي قد يتراوح محتوياتها من الأملاح بين 5000، 20000 جزء في المليون في بعض الحالات . ويؤدي ارتفاع تركيز الأملاح للحد الأقصى إلى بطء النمو وانخفاض كمية المحصول ونوعيته . وعموما يجب مراعاة العوامل الآتية في برامج ري زراعات نخيل البلح :
1- مراعاة الموائمة بين احتياجات ري الفسائل في سنواتها الأولى بالمكان المستديم وتوقيت ومعدلات الري اللازمة للمحاصيل المؤقتة بحيث لا تعاني الفسائل من قلة أو كثرة الري .
2- عدم الإفراط في الري إذا كانت التربة طينية لحماية الفسائل من العفن في السنوات الأولى من عمر المرزعة . ونتبع في ذلك ما سبق ذكره في تنظيم ري المشتل .
3- مراعاة الري المتقارب في التربة التي تميل لارتفاع الملوحة وذلك لتخفيف الأملاح حول الجذور .
4- إجراء الري في غير أوقات القيلولة .
5- ري النخيل المثمر قبيل موسم التلقيح ( أواخر فبراير ) لتنشيط نمو الطلع والتعجيل في عملية التلقيح ثم يوقف الري خلال مرحلة العقد . ويستأنف الري عند إجراء عملية التقويس ( التذليل ) ويستمر حتى اكتمال تلوين الثمار ويخفض الري وتباعد فتراته بعد إكتمال نمو الثمار حتى لا يتأخر نضج المحصول وتتأثر صفات الثمار وتتعرض لسرعة التلف .
6- عدم إهمال الري بعد قطف المحصول لأن النخلة ليس لها دور سكون وحتى يشجع الري تكوين بدايات الطلع للموسم التالي .
7- يوقف الري ابتداء من شهر نوفمبر وذلك في حالة عدم وجود مؤقتات أو زراعات بينية ومن الواجب التنسيق بين سياسة الري والتسميد لتوصيل اكبر قدر من العناصر السمادية إلى منطقة نشاط المجموع الجذري حيث تتركز الجذور الماصة للنخيل المثمر عند عمق بين 30 – 150 سم من سطح التربة . وتتبع طريقة البواكي في ري الفسائل حديثة الغرس على أن تستبدل مع السنة الرابعة بطريقة الري في أحواض أو في خطوط أو على مصاطب وذلك عند إتباع نظام الري بالغمر وهي الطريقة الشائعة حتى الآن . إعداد التقاوي ونظم الري تؤثر درجة إستواء التربة واتجاهات الانحدار ونوع المحاصيل المحملة في تحديد نظام الري الحديث الذي يفضل إستخدامه . وعلى سبيل المثال يفضل في حالة تحميل محاصيل الخضر الري بإطلاق الماء في أخاديد خطوط مختلفة الطول مستقيمة أو متعرجة . مع استخدام أنابيب السيفون في نقل الماء إلى مواقع الأشجار في صفوفها على جانبي الأخدود . أما الري بالتنقيط فيناسب زراعات النخيل الغير محملة أو المحملة بأشجار الفاكهة الأخرى . الري بالتنقيط والري بالرش المنخفض المستوى والضغط : يستخدم الآن نظام الري بالرش المنخفض المستوى والضغط في ري زراعات النخيل على نطاق ضيق . وفي هذا النظام تحمل الرشاشات على حوامل بزاوية 45 درجة مع التربة وعلى ارتفاع 15 سم وعلى بعد متر من جذع الشجرة . ويعتبر نظام الري بالتنقيط أكثر انتشارا عن الري بالرش في مزارع نخيل البلح . ومن الملاحظ أن الري بالتنقيط يحقق وفرا مؤكدا في كميات الماء اللازمة بالمقارنة بالري بالغمر وقد يصل عدد النقاطات للنخلة البالغة المثمرة إلى 12 نقاط . وقد تزيد عدد ساعات التشغيل اليومي عن 16 ساعة وقد تستبدل النقاطات بالنوافير التي تسمح باختصار عدد ساعات الري في اشهر الذروة بالإضافة إلى زيادة العمق الذي تصل إليه المياه .
التسميد
تختلف الاحتياجات السمادية تبعا لاختلاف خصائص التربة وعمر الأشجار ونظم الخدمة والزراعة والري . وقد يكتفي في الزراعات الحديثة للنخيل بالأراضي الصفراء بالتسميد العضوي في الشتاء . أما في التربة الفقيرة والرملية فتحتاج إلى برنامج متكامل من التسميد العضوي والمعدني . وتراعى احتياجات النخيل عند تسميد الزراعات البينية من أشجار الفاكهة أو محاصيل الخضر أو محاصيل الحقل . وبصفة عامة يمكن الاسترشاد بالبرامج التالية في تحديد المقننات السمادية ورسم سياسة التسميد لزراعات البلح . التسميد العضوي :
1- يخلط السماد البلدي قبل إضافته بسماد السوبر فوسفات العادي بمعدل 5 كجم سماد فوسفاتي لكل متر مكعب سماد بلدي ثم يستخدم المخلوط بمعدل 5 – 10 م3 للفدان للنخيل الحديث وحتى عمر 5 سنوات من الغرس ثم يزداد تدريجيا للنخيل المثمر ليصل إلى 15 م 3 للفدان ويضاعف السماد البلدي شتاء ويخلط جيدا بالتربة لأكبر عمق ممكن . وقد يضاف في خنادق عميقة على جوانب النخلة المختلفة بالتبادل مرة كل 3 سنوات . ويراعى في سنة الغرس التبكير بإضافة السماد العضوي وخدمة التربة أثناء الحرثة الأخيرة لا تتعرض قواعد الفسائل وجذورها للعفن .
2- في حالة استخدام محاصيل التغطية واستغلال المسافات البينية يستغنى عن المعاملات السمادية الخاصة بالنخيل حيث تؤدي قلب الغطاء الأخضر في التربة إلى توفير مادة عضوية تتحلل بسرعة وتحسن من قوام ونفاذية التربة بالإضافة إلى ما توفره من مغذيات . ويمكن استخدام محاصيل التغطية ( بقولية ) شتوية وصيفية مع توفير احتياجاتها والاستغناء بذلك عن تسميد نشاوى النخيل وحتى بلوغ الأشجار سن 12 – 15 سنة حيث تصل الأوراق إلى أقصى انتشارها فتظلل أسفلها مما يعيق نمو محاصيل التغطية ويحول دون استخدامها في زراعات النخيل المجمع على المسافات القياسية .
3- في المناطق ذات التربة الرملية الفقيرة ومثلها منطقة أدكو ومنطقة رشيد : يجرى التسميد العضوي بسماد زبل الحمام ( زرق الحمام أو الرسمال ) وذلك بحفر خندق عميق
خدمة ما بعد الزراعة
وتشمل هذه العمليات التلقيح، التقليم، الخف، التقويس، التكميم . وتتطلب العمليات الفنية التي تجرى لرأس النخلة عمالة متخصصة قادرة على صعود النخلة ولديها الخبرة في إجراء العمليات المطلوبة . فتتطلب عملية التلقيح صعود العامل إلى قمة النخلة ثلاث مرات على الأقل لتحقيق نسبة كافية من عقد الثمار .
1- التلقيح ( التوبير أو التأبير ) : نخل البلح من النباتات وحيدة الجنس ثنائية المسكن كما سبق أن درسنا ولذلك يجب إنتقال حبوب اللقاح من النخلة المذكرة ( فحل النخيل أو الذكر ) إلى النخلة المؤنثة . ويتم ذلك في الطبيعة بواسطة الهواء ولا يتم بواسطة الحشرات مما يجعل نسبة نجاح التلقيح منخفضة وغير اقتصادية . ولذلك يجب إجراء عملية التلقيح صناعيا لكي نحصل على نسبة مضمونة من العقد البذري . ويتم تخصيص ذكر ( فحل ) لكل 25 نخلة مؤنثة على أن تتوفر في الذكور الشروط الآتية :
1- نضج اللقاح في وقت إزهار الإناث أو يسبقه .
2- أن يكون اللقاح حيا نشيطا موافقا للإناث ومن ذكور ممتازة يفضل إكثارها خضريا . تجهيز اللقاح وطرق إجراء التلقيح : ويتم إعداد وتحضير اللقاح وتجهيزه بالطريقة السابق دراستها في العام الماضي . ويهمنا أن نذكر بأن إعداد اللقاح قد يتم بالطريقة التقليدية ويجهز على هيئة ( لقم ) كل منها من عدد من الشماريخ المذكرة ( بين 3 – 6 شماريخ ) وتستخدم اللقمة الواحدة في تلقيح عرجون مؤنث واحد بالطريقة اليدوية . وقد يستخرج اللقاح من الشماريخ ويجمع على هيئة مسحوق يتم حفظه في زجاجات ويستخدم في التلقيح اليدوي بوضع قدر منه على قطعة من القطن تهز برفق بين أزهار العرجون المؤنث من طرفه إلى قاعدته وفي جميع الإتجاهات ثم توضع قطعة القطن بما يتبقى عليها من اللقاح داخل العرجون بنفس طريقة اللقمة . التلقيح الآلي ( التلقيح الميكانيكي ) : تحتاج الطريقة التقليدية للتلقيح إلى صعود عامل فني مدرب عدة مرات للنخلة الواحدة خلال موسم التلقيح . وبما أن هذه العملية تحتاج إلى كثير من الجهد والوقت علاوة على أن كثيرا من مناطق النخيل بدأت تعاني من قلة عدد العمال المدربين وإنصراف معظمهم عن الزراعة وإرتفاع الأجور إلى الحد الذي يجعل من التلقيح اليدوي عملية غير اقتصادية . وقد ابتكرت آلات بسيطة يمكن بها تعفير الإناث بغبار اللقاح دون اللجوء إلى ارتقاء النخيل وإجراء العملية يدويا . وفي ذلك توفير للأيدي العاملة وزيادة في معدلات الأداء، وقد تم تطوير عدة أنواع من الآلات على هيئة منفاخ وأنابيب يمكن عن طريقها دفع حبوب اللقاح إلى الأغاريض المؤنثة من سطح الأرض دون صعود النخلة وتتميز طرق التلقيح ميكانيكا بتوفير الوقت والمحافظة على اللقاح إذ يمكن للعامل أن يلقح حوالي 2000 نخلة آليا في الموسم وأن يمر ثلاث مرات على كل نخلة . بالإضافة إلى الاقتصاد في كمية اللقاح حيث يكفي بإستخدام الآلة حوالي جرام واحد من اللقاح لكل أغريض . ويجرى تخفيف اللقاح بخلطه بمادة مالئة خاملة مثل النخالة الناعمة أو الرماد أو نواتج طحن بقايا الأغاريض المذكرة وبصفة عامة يجب أن يراعى ما سبق دراسته من حيث ميعاد إجراء التلقيح . وغير ذلك من العوامل المحددة لنجاح التلقيح .
2- التقليم : التقليم من عمليات الخدمة الهامة في زراعات النخيل لإزالة السعف القديم الذي توقف عن القيام بوظيفته لتقدمه في العمر . وتشمل عملية التقليم أيضا إزالة الأشواك وقطع الكرب ( التكريب ) وإزالة الرواكب والليف . وتسمى عملية إزالة السعف بالتكريب . أما عملية نزع الليف من بين الكرب فكانت تسمى قديما التنقيح أو التشريب . ويجب أن يقتصر التقليم في السنوات الأولى من عمر النخلة على إزالة السعف الجاف فقط مع الاحتفاظ بالكرناف القريب من القمة والليف لحماية رأس النخلة، فإذا بدأت النخلة في الإثمار اتبع بعد ذلك نظام معين في التقليم لكل نخلة وقد يجرى التقليم مرة واحدة في العام في ميعاد يختلف من منطقة لأخرى، إلا أن ذلك لا يتعدى ثلاثة مواعيد هي الخريف بعد جمع الثمار، أوائل الربيع قبل التلقيح، أو أوائل الصيف عند إجراء عملية التقويس ( تذليل العراجين ) وهو المفضل في بعض المناطق . ويزال ليف الأوراق التي تم تقليمها في العام السابق وذلك أثناء تقليم العام الحالي وكقاعدة عامة يزال كل عام عدد من السعف يعادل ما انتجته النخلة من أوراق في العام السابق . ويقتصر التقليم عادة على إزالة السعف الذي يبلغ عمره ثلاث سنوات فأكثر على أن يبقى على النخلة حلقتين من السعف على الأقل أسفل الحلقة التي تخرج بأباط أوراقها نورات الموسم التالي . ويجب الحذر من التقليم الجائر الذي يجرى من أجل القيمة الاقتصادية للخوص وجريد النخل في بعض المناطق حتى لا يضعف النمو والإزهار والإثمار . ويتم قطع السعف المراد إزالته بواسطة عمال مدريين بإستخدام الة حادة ( بلطة أو سيف )، على أن يكون القطع على ارتفاع حوالي 10 – 15 سم من قاعدة الكرنافة وأن يكون القطع من أسفل إلى أعلى بحيث يكون سطح القطع منحدرا إلى الخارج حتى الكرنافة وساق النخلة . ويحقق التقليم فوائد تشمل : سهولة إجراء عملية التوبير ( التلقيح )، التقويس ( التنكيس ) وجمع الثمار . وكذلك مقاومة الأمراض والحشرات بالإضافة إلى الاستفادة من مخلفات التقليم ( الجريد، الخوص، الليف ) .
3- الخف : تتم عملية الخف لعدة أغراض هي :
( أ ) إنتاج ثمار عالية الجودة .
( ب ) المحافظة على قوة النخلة وعدم إجهادها .
( جـ ) الحد من قوة ظاهرة المعاومة .
وتجرى عملية خف الثمار بعدة طرق تختلف باختلاف المناطق، الأصناف وتشمل هذه الطرق : أولا : إزالة عدد من شماريخ العرجون : تتبع هذه الطريقة في المناطق ذات الرطوبة المرتفعة وذلك لمنع تزاحم الأزهار والثمار حتى لا تتعرض للتعفن . ثانيا : تقصير شماريخ العرجون : ويتم في المناطق التي يخشى فيها من الجفاف ويرغب في خف الثمار داخل العرجون . ولا يصلح التقصير إلا في الأصناف طويلة السوباطات . ثالثا : خف عراجي
ساحة النقاش