وداعاً أم الفقراء(<!--)
(والدة أبناء العم عبدالله إبراهيم الخريف
هيا بنت عبدالله المبارك رحمها الله)
ما من شك أن غياب الأخيار عن الوجود، وعن نواظر محبيهم يحدث فجوة وفراغاً واسعاً في نفوس أسرهم ومجتمعهم، ولاسيما إذا كانت لهم أيادي ندية بيضاء تسدي المعروف، وترعى أحوال الضعفة والمساكين، وتصل الأرحام وذوي القربى، ولقد أجاد الشاعر حيث يقول حاثاً على البذل في أوجه البر والإحسان:
وإذا رزقت من النوافل ثروة |
|
فأمنح عشيرتك القريبين نوالها |
وهذه السجايا الحميدة تتمثل في وصف أم عبد الرحمن ابن العم الشيخ الراحل عبد الله البراهيم الخريف رحمهما الله التي فجع أبناؤها برحيل ومغادرتها منزلها إلى دار الخلود في صباح يوم الاثنين الموافق 12/12/1419هـ مأسوفاً على فراقها وبعدها بعداً نهائياً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ، ولقد خيم الحزن على منزلها وانطفأت شموعه برحيلها، حيث كان ذاك المنزل ملتقىً لأبنائها وبناتها البررة الذين اعتادوا أن يسعدوا برؤيتها فيه جماعات وفرادى هم وأنجالهم صغاراً وكباراً، منصتين لأحاديثها الشيقة، وسرد بعض ذكرياتها الجميلة ذكريات الطفولة بين أحضان والديها بمكة المكرمة ومع أخوتها حيث ولدت هناك، وعاشت شطراً من طفولتها وشبابها حتى اقترنت بالعم عبد الله ـ أبو إبراهيم ـ تغمدهما الله بواسع رحمته، وكانت تحث أبنائها وأسرتها على الاستقامة، وعلى أداء الصلوات في أوقاتها، والتمسك بأهداب الشريعة السمحة كي يسعدوا في كلا الدارين :
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له |
|
من الله في دار المقام نصيب |
وبحول الله تلقى حسن الوفادة من ربنا الرحيم الودود، وطيب الإقامة في جنات النعيم، وكان وقع ذاك النبأ عن رحيلها العاجل وقعا مؤلما كالصاعقة على نفوسهم، ونفوس عارفيها ـ وما أقساها وأمرها من لحظات وداع !! ولقد أحسن الشاعر محمد بن سليمان الشبل حيث أجاد في تصوير لحظات الوداع:
يوم الوداع وهل أبقيت في خلدي |
|
إلا الأسى في حنايا القلب يستعر |
حقا إن فقد الغالي وفقد الأحبة يظل هاجساً مريراً في طوايا النفوس مدى العمر..
وكل مصيبات الزمان وجدتها |
|
سوى فرقة الأحباب هينة الخطب |
ولقد عرفت ـ يرحمها الله ـ بالسماحة وحسن الخلق ولين الجانب للقريب والبعيد، أما كفها فهو ندي للأرامل والأيتام، وذوي الحاجات والمساكين.
كما أنها على جانب عظيم من الصلاح والتقى، وقد ظهر ذلك جلياً في حسن تربيتها لأبنائها وبناتها الذين لم يأتوا جهداً في خدمتها وإرضائها وإكرام محبيها، فقد كانت كثيرا ما تحثهم على الاستقامة وبذل الخير والتواضع، وتفقد أحوال الأقارب والمستضعفين، وفتح أبوابهم لمن يقصدهم ويتحرى نوالهم. وكأني بها تملي عليهم هذا البيت للدكتور أحمد اللهيب.
وأعجز الناس في دنياه مقتدر |
|
لم يصنع العرف في أهل وخلان |
وتذكرهم بقول طرفه بن العبد:
لعمرك ما الأيام إلا معارة |
|
فما اسطعت من معروفها فتزود |
ولسان حالها أنه يعز عليها أن تنطفي شموع منازل أبنائها وأسرتها بعد رحيلها محذرة أن يتمثل بهذا البيت الذي ينسب لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه):
إذا ما رأس أهل البيت ولى |
|
بدا لهم من الناس الجفاءُ |
وأنا على يقين تام أن أبوابهم وصدورهم ستظل مفتوحة، وأن بناتها وزوجات أبنائها اللواتي تخرجن من مدرستها سيخلفنها ويكنّ خير خلف لخير سلف بحول الله وقوته.
ولقد كانت هي وزوجها العم عبدالله ـ يرحمهما الله ـ بمنزلة الوالدين لي عند قدومي من حريملاء لطلب العلم على المشايخ آنذاك فلقد وجدت منهما الرعاية التامة والعطف والإكرام، ولا زلت أتذكر حرصهم وتأكيدهم على بزيارتهم طيلة مدة إقامتي بالرياض. فجزاهما الله عنى كل خير وأنزل عليهما وابل رحمته إنه سميع مجيب. والهم ذويها وذريتها ومحبيها الصبر والسلوان(إنا لله وإنا إليه راجعون).
وغــاب بــدر الـدجـــى(<!--)
(سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله)
ماذا أقول وقد غاب كوكب منير من كواكب الدنيا: لقد أجرضتني غصة، وفاضت عيني بدمعة حرّي حينما سمعت نبأ انتقال والدنا وشيخنا الفاضل إلى دار البقاء إنه الشيخ والعالم الجليل عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي وقف حياته وجاهه وماله خدمة للعلم وتنويراً لطلابه وتبصيراً للعامة والخاصة وعوناً فيما يعتريهم من حيرة وحل مشاكلهم الدينية أو الاجتماعية أو المادية، فهو كل وقته نهر جار يغترف منه القاصي والداني،أو غيمة ضافية تهمي على السهول والآكام :
كــالـبــدر مــن حــيــث التـفـــت رأيــته |
|
وضوؤه للعصبة السارين جدُ قريب |
ومجلسه رحمه الله معمور بذكر الله وتلاوة ما ينفع المسلمين مع إفادة المسلمين والسائلين منهم من فتاوى وإرشادات دينية ومسلكية، لا تسمع تمجيداً للدنيا ولا لشيء من زخارفها في حضرته، فهو قمة في حفظ الوقت والزهد في الحطام الفاني، بيته مأوى للأضياف والفقراء ولطلاب العلم يشاركهم في تناول طعام الغداء والعشاء وخاصة من الذين يفدون إلى هذه البلاد من أواسط وأطراف المعمورة، ولاسيما في مواسم الحج والعمرة يحدوهم الأمل في الالتقاء به ليزيدهم تبصراً في دينهم وتصحيحاً لمعتقداتهم فأبوابه مفتوحة دائماً سواء على المستوى الرسمي أو الشخصي :
إذا جـئــتــه لــم تــلـق من دون بـــابــه |
|
حجاباً ولم تدخل عليه بشافع! |
والبعض يأتون إليه طمعاً في رفده وعطفه ومساعدتهم والتعريف بحالهم لدى المحسنين وولاة الأمور الذين لا يردون طلباً ولا شفاعة من سماحة الشيخ عبد العزيز لهؤلاء المساكين بل إنهم يفرحون ويبذلون بيد سخية رغبة في المثوبة والأجر من المولى وكأني بلسان حال الشيخ يخاطب الوالي بترديد هذين البيتين :
وأفــضـل النـاس ما بـيـن الـــورى رجـــل |
|
تقـضى على يـده للناس حاجــــات |
وأشــكـر فـضــائـل صـنـع الله إذا جعـــلت |
|
إليك لا لك عند الناس حاجات |
فالشيخ له مكانة عالية ومحبة صادقة في قلوبنا بل المسلمين عموماً وقل أن يجمع على محبة شخص، فنرجو أن يكون ذلك علامة رضا ومحبة من الله له:
تـخـــالـف النــاس إلا فــي محــبــتـه |
|
كأنما بينهم في وده رحم |
ونحن نغبط على مثل هذا العالم الفذ – تغمده الله بواسع رحمته- ويحسن بنا أن نذكر هذا البيت كتهنئة لتلاميذه ومن تتلمذ عليهم :
ســعـــدت أعــيــن رأتــك وقـــرت |
|
والعيون التي رأت من رأكا |
فتعدد محاسنه وفضائله ومكارم أخلاقه لا يسهل حصرها على مثلي: ولقد أحسن الشاعر ابن دريد حيث يقول :
لا يــأمــن العــجـز والتـقصـيـر مــادحــه |
|
ولا يخاف على الإطناب تكذيبا |
ودت بـــقــاع بــلاد الله لــو جــعـــلــت |
|
قبراً له فحباها جسمه طيبا |
كــانــت حــيــاتـك للدنــيــا وسـاكـنـها |
|
نوراً فأصبح عنها النور محجوبا |
وسيظل النور ـ نور العلم والمعرفة ساطعاً ـ بحول الله وقدرته على تعاقب الدهور والأزمان وعزاؤنا في ذلك كله أنه خلّف ذرية صالحة، وتلاميذ بررة من خيرة العلماء الأفاضل، ونحن على يقين أنهم سيحذون حذوه برحابة الصدر والصبر على ثقل المسؤولية المنوطة بهم، والتضحية بالوقت وبالمال لمن يستحقه من أبناء المسلمين في الداخل والخارج ونذكرهم بقول طرفة بن العـبد:
لعــمـرك مــا الأيــــام إلا مــعـــارة |
|
فما سطعت من معروفها فتزود |
ونختم هذه الأسطر التي معظمها شواهد شعرية تنطبق على مثل شيخنا بهذين البيتين:
فــرب ضــريــر قــاد جــيــلا إلى العــلا |
|
وقائده في السير عود من الشجر |
وكــم مـن كـفــيـف فــي الزمــان مشـهـر |
|
لياليه أوضاح وأيامه غرر |
تغمده الله برحمته وأسبغ عليه شآبيب مغفرته وألهم ذويه الصبر والسلوان..
{إنا لله وإنا إليه راجعـون }..
ورحل الصديق الغالي محمد المشعـل(<!--)
وأرى أحبائي يساقطها الردى |
|
من بيننا كتساقط الأوراقِِِِِ |
فجائع الأيام والليالي لاتنيئ، فكل يوم نُهِيلُ التُّربَ على عزيز غالي وأكثرها إيلاماً وأعمقها جرحاً فقد الصديق ورفيق الطفولة:
وكل مصيبات الزمان وجدتها |
|
سوى فرقة الأحباب هينة الخطبِ |
ففي يوم الأحد20/12/1420هـ ترجل فارس الأسفار والرَّوحات وممتطي سفائن الأجواء الأخ الكريم والصديق الوفي محمد بن عبدالعزيز المشعل الذي أمضى ثلثى عمره في الترحال عبر أجواز الفضاء الرحب لاكتساب المعيشة ورعاية مصالحه التجارية ـ في كثير من بقاع الدنيا ـ مُتعددة الأصناف والمصادر، ولقد أجاد الشاعر حيث يقول:
أطل على كل الأفاق حتى |
|
كأن الأرض في عينيه دار!! |
ولقد تأثرت كثيراً لرحيله عنا فأحدث ذلك الغياب فجوة عميقة في خاطري كيف لا وهو رفيق عمري ودربي منذ عصر الطفولة، فحزني عليه أثار شجوني وحلق بي الخيال إلى تذكري أيام الصبا والطفولة بحريملاء، ومسارح لهونا مع لداتنا وأقراننا، ومزاولتنا ألعابنا المفضلة في كثير من ساعات النهار، وفي أوائل الليالي المقمرة وذلك لعدم وجود مصابيح كهربائية في تلك الحقبة الزمنية البعيدة، ولقد تحلى بالكرم وبالصدق، وبالشجاعة في القول ومقارعة خصومه وشركائه في المحافل التجارية، وإيضاح حقه بالحجج الواضحة، وخاصة في شركة الكهرباء وما ماثلها من الشركات الأخرى في العقود الماضيات، فهو معروف لديهم بقوة العارضة والمثالية في التعامل معهم ومع الغير ولا يرضى أن يغمر في حقه..، ولقد عركته الحياة وتجاربها مبكراً حيث سافر إلى الكويت مع شقيقه عبد الرحمن ..، وهو في مقتبل عمره، وقد درس هناك بعض الوقت وأخذ مبادئ في اللغة الإنجليزية وذلك لقلة وندرة المدارس بالرياض ـ آنذاك ـ مع مزاولة في البيع والشراء بجانب شقيقه عبد الرحمن وبعض الشركاء..، ثم عاد إلى أرض الوطن وقد حذق فن التجارة وأساليب مزاولتها، بعد ذلك أستقل بأمواله وتجارته إلى أن غاب عن الدنيا ـ رحمه الله ـ كما أنه سبق أن استفاد من تجارب والده الراحل عبدالعزيز الذي يعتبر من تجار حريملاء ـ آنذاك ـ رغم صغر سنه، ومن صفات والدته الحنون ـ أم عبد الرحمن ـ المعروفة بقوة الشخصية وتقدير القاصد إليهم، وبالكرم وحب المساكين وصلة القريب، والعطف على الأرامل والأيتام كما لا أنسى فضله حيث كان يقرضني بعض المال، ولقد قضيت معه أحلى أيام عمري، فكنا نفرح فرحاً شديداً بالذهاب مع أمهاتنا في أواخر أيام الأسبوع إلى أخوالنا آل عمران في نخيلهم ومزارعهم بحريملاء: أسبوع لدى الأخوال آل محمد بنخلهم المسمى"الخرجية"، وأسبوع لدى آل ناصر بنخلهم "الجزيع" لنلهو ونلعب مع أطفال وبنات أخوالنا وخالاتنا، فنستمتع باصطياد صغار "الدباء" بأيدينا، وبعض الطيور"بالنباطه"! مع ما يتخلل ذلك من سباحة في البرك، ورقي فسائل النخل والتلذذ بمطاردة صغار الأبقار والأغنام والدواجن، فنجد في ذلك متعاً جميلة تفرحنا كثيرا وتدفع عنا السآمة والملل، وتجديد نشاطنا حينما نعود إلى الدراسة بالكتاب لأن دوام الدراسة بها طويل: أي من أول النهار وفي الأصال، ولذا نفرح ونسر بيومي الخميس والجمع من كل أسبوع كما أن أبا عبدالعزيز قد زاملنا فترة وجيزة لدى الشيخ إبراهيم أبن سليمان الراشد الذي كان يجلس بعد صلاة المغرب في المسجد الجامع الكبير بالرياض لبعض طلبة العلم فنعرب سوياً في اللغة العربية رحمهما الله جميعاً، فهي أيام أنس ومسرات لا تنسى ولا تغيب عن خواطرنا أبد العمر، ولكنها الأيام لا يدوم صفائها تجمع وتفرق :
فما أحسن الأيام إلا أنها |
|
يا صاحبي إذا مضت لا تعود!! |
ولقد مضت تلك السنون والأيام الجميلة ولن تؤب أبداً ، فلم يبقى منها في نفوسنا سوى الصدى ورنين الذكريات ..، وعزاؤنا في ذلك كله أنه قد خلفّ ذرية صالحة تجدد ذكره بالأعمال الخيرية ممثلة في أبنه البار عبد العزيز وأبنته عبير أم خالد، فالابن عبد العزيز رغم صغر سنه قد وهبه الله رحابة صدر وسعة أفق وحسن التعامل مع القريب وسائر أفراد المجتمع، فهو يتمتع بأخلاق عالية وحنكة مجرب ينظر إلى الأمور نظرة فاهم مع ما يتصف به من كرم وبذل سخي في أوجه الخير والإحسان والصلة لأسرته ... مما جعل القلوب تميل إليه، والألسن تلهج بذكره، ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:
وإنما المرء حديث بعده |
|
فكن حديثاً حسناً لمن وعى |
رحم الله أبا عبد العزيز وأسكنه عالي الجنان وألهم ذويه وأبنائه وأشقائه وشقيقاته ، ومحبيه الصبر والسلوان .
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
مضى لسبيله علامة الجـزيرة(<!--)
(الشيح حمد الجاسر رحمه الله)
كيــف البـــقاء وبـــاب الـمــوت منـفـتح |
|
وليس يغلق حتى ينفذ البشر |
في فجر يوم الخميس 16/6/1421هـ ودع شيخنا الفاضل حمد بن محمد الجاسر – رحمه الله- الدنيا الفانية إلى دار البقاء بعد أن استوفى نصيبه من الدنيا عبر السنين الماضيات المسطرة في اللوح المحفوظ قال تعالى : { إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } [سورة يونس: الآية 49] .
لقد رغب رحمه الله- أو رغب من سافر به إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستشفاء والعلاج هناك أملاً أن يمد الله في حبل أجله وإعطائه فسحة من العمر، ولكن رصيده من سنيّ عمره قد انتهى تماماً وشاء الله تعالى أن يموت بعيداً عن أهله وأحبته، وصدق الله العظيم حيث يقول في محكم كتابه العزيز في آخر سورة لقمان : {وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} مات علامة الجزيرة بعد أن أثرى المكتبات العربية بأعداد كبيرة من مؤلفاته القيمة وملأ الصحائف والمجلات من البحوث والإيضاحات، وأفرغ ما في خاطره من ذكريات جميلة وبعض المواقف الطريفة والغريبة معاً في تلك الصحائف وبعد أن نال تكريم الدولة له والجوائز العلمية والدولية والمحلية وبرز في المحافل الدولية بروز البدر الصافي، ولقد حفظ وقته ووقف حياته منذ فجرها في الكفاح واقتناص العلم ورصده من موارد عدة.. ومصادر متنوعة، فهو محيط عام في كل فـن :
لــيــس عــلـى الله بـمـسـتـنــكـر |
|
إن يجمع العالم في واحد |
ولبراعته في مجال التاريخ ولطول باعه فيه وفي غيره يحسن بنا الاستشهاد بهذه الأبيات الثلاثة من قول العلامة عبدالرحمن بن إسماعيل الخولاني النحوي، في رثاء شيخه.
مــا زلت تـلـهــج بـالتــاريــخ تكــتــبــه |
|
حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا! |
حُـجـبــت عــنا وما الدنــيــا بـمــظهــره |
|
شخصاً وإن جل إلا عاد محجوبا |
كذلك المــوت لا يــبـــقي عــلـى أحـــــد |
|
مدى الليالي من الأحباب محبوبا |
فشيخنا علمٌ عالٍ من أعلام الجزيرة العربية بل العالم العربي والإسلامي، وقد منحه الله مواهب جمة منذ نعومة أظافره قلّ أن تتحقق لغيره من مواهب فطرية وملكات قوية، وبعد نظر، فهو مربٍ فاضل يتمتع بمكانة عالية وبشخصية مهيبة قوية، ولي الشرف أن كنت أحد تلاميذه أيام كان مديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية، وكانت لي معه مواقف تربوية أبوية لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة، فما أجمل تلك الكلمات التي أختتم بها رسالته الموجهة لي منذ حوالي شهرين – تغمده الله بواسع رحمته- تعقيباً على كلمة سبق أن ذُكرت بهذه الصحيفة يوم الأربعاء الموافق 3/4/1421هـ (هوامش كلمة الوفاء) متضمنة الثناء عليه.. ونص ختام كلمته ما يلي: (مُحبكم لا يعجبه الثناء وقد بلغ حالة تستدعي سؤال الله له بحسن الخاتمة، هذا هو الذي يتطلع إليه من أحبابه وإخوانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوكم حمد الجاسر) وهذه تنم عن تقدير ومودة، إضافة إلى زهده في الثناء، وتوجيه نظر إخواني إلى الدعاء في أغلب المواقف خير من الثناء، ولئن رحل شيخنا – يرحمه الله- بجسده فإن آثاره ومآثره باقية لا تبلى على مر الملوين، وإني لأرجو وآمل من كل من يطلع على سفر من أسفاره التي خلدها شاهدة بأفضاله وبعلمه الضافي ألا ينساه من خالص الدعاء:
يــا مـن إذا نــظــرت عــينــاه كــتبـته |
|
كـــن بالــدعاء له والخــير مُــدكــرا |
ثــم تـفـرقــوا(<!--)
(سليمان بن جماز وزوجته رحمهما الله)
<!--[if !supportFootnotes]--><!--[endif]-->
(<!-- ) نشرت في صحيفة الرياض يوم السبت 1 محرم 1420هـ ، الموافق 17 ابريل 1999م.
( <!-- ) نشرت في صحيفة الرياض يوم الاثنين 2 صفر 1420هـ الموافق 17 مايو 1999م .
(<!--) كتبت يوم الأحد 27 ذوالحجة 1420هـ، الموافق 2 إبريل 2000م.
(<!--) نشرت في صحيفة الجزيرة يوم الخميس 23 جماد الأخرة1421هـ.، الموافق 21 سبتمبر 2000م.
( <!--) نشرت في صحيفة الرياض، يوم السبت 17 رجب1421هـ الموافق 14 أكتوبر2000م.