جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( الشاطئ المهجور )
حوريٌَةُُ وجَدتها في الغابَةِ ... قُربَ شاطِئٍ تَتَجوٌَلُ
هالَني جَمالها ... والخَيالُ مُذهَلُ
شَعرَها شَلٌَالُ نورٍ ...خُيوطُ شَمسٍ تُرسَلُ
سَنابِلُُ مُصفَرٌَةُُ ... كالضِياءِ تَهطُلُ
قَدٌَها ... وجيدَها ... وخَصرَها حينَما يُفتَلُ
نادَت عَلَيٌ ... عُذراً ... هَل تَعرِفُ شاطِئاُ لا يُؤهَلُ ؟
قُلتُ في خاطِري ...يا لَلسُؤال ... قَد كُدتُ أنفَعِلُ
لكِنٌَها أردَفَت .. يا حَبٌَذا لو أنٌَهُ في مَطرَحٍ يُعزَلُ
أجَبتها : أعرِفُ واحِداً في الجِوار ... لِلسِترَةِ مُذهِلُ
حَدٌَثتُ نَفسي قائِلاً ... رُبٌَما أصلَها مَشرِقيٌُُ فاضِلُ
لا تَرغَبُ أن تَعرِضَ جِسمَها على الرُعاع
يا لَها من حِشمَةٍ ... في غَربِنا لا تُؤمَلُ
قالَت : ... وهَل تَدُلٌَني عَلى المَكان ... فَأنزِلُ
وإبتَدا ما بَينَنا ذاكَ الحِوار ... وأنا أستَرسِلُ
قُلتُ في خاطِري : لَعَلٌَها تَرغَبُ أن تَستَحِمٌَ ... فَأحفَلُ
يا لَها من فُرصَةٍ ... ورَغبَتي في قَنصِها تَستَفحِلُ
سارَت إلى جانِبي ... بِطَلٌَةٍ لَمٌَاحَة لِلقُلوبِ تُشغِلُ
والدُروبُ تَسيرُ عَبرَهُ غابنا ... وهيَ في الدَلالِ تَرفُلُ
قَد بَلَغنا الشاطِئَ المَهجور ... وأنا مفعَمُُ بالسُرور
أخرَجَت من حَقيبَتها ( لُفافَة )
ودَخٌَنَت ... تَسرَحُ بالمَشهَدِ المُذهِلِ وتَأمَلُ
جَمالَها مُبهِرُ في اللٌِباس ... فَكيفَ إن ... من دونِهِ تَظهَرُ ؟
أو حينَما يَلُفٌُها البَلَلُ
سألتها : ... متى إذاً تَسبَحين ؟؟؟ لَها أنا أستَعجِلُ
لَعَلٌَها أدرَكَت رَغبَتي ... وإستَوعَبَت حيلَتي
فَهَدٌَأت من رَوعَتي
قالَت : أنا خَبيرَةُُ في عُلومِ النُفوس ...
أجري بَعضَ البُحوث
أجَبتها : دونَ أن أخفيَ لَوعَتي
مَتى إذاً تَسبَحين ... ؟؟؟ !!!
قالَت : بِصَوتِها ذاكَ الرَصين ... مَن يُريد ... أن يَسبَح ؟
تَبَسٌَمَت ... عُيونها تَسألُ ...
لِنَبتَدي بِهِ الحِوار ... فَهوَ أفضَلُ
رَمَقتَها ... فَسَرَدتُ ما لَدَيها مِنَ سِرٌِها
فأُدهِشَت ... أصابَها الإنبِهار
أجَبتها : لا تَجزَعي ... فأنا أقرأُ الأفكار
أنهَيتُها بُحوثِيَ ... دِراسَتي
قالَت : لَقَد أدهَشتَني ... كَيفَ عَرِفتَني ؟
أجَبتَها : قَد أنهَيتها البُحوث ... وصِرتُ عالِماً بالنُفوس
ومنذُ أن سَألتِني ... عَن ذلِكَ الشاطِئٍ المَهجور
عَلِمتُ ما بِذِهنِكِ قَد يَدور
فَقُلتُ في خاطِري رُبٌَما جاءَ الفَرَج ...
ولا أريدُ أن أُسَبٌِبَ الهَرَج
فَأبشِري قَد جاءَكِ اليَومَ الفَرَج
بِئساً لَهُ الإغتِسال ... لِمَرٌَةٍ ... ويَنتَهي الإحتِفال
وإن يَكُن في مائِنا هذا الزُلال
في البَيتِ قَد نَحتَفي بالزَواجِ الحَلال
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية