جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( غَزَلُُ في الغابَة )
قالَت : حَبيبي ... قَد مَلَلتُ الزِحام
مَطاعِمُُ ... شَوارِعُُ ... أسواقها ... لَيسَت تُرام
فَقَد مَلَلتُ المَدينَة ... وأرغَبُ بالسَكينَة
أحزَنَتني تِلكُمُ الوُجوهُ يا لها تِلكَ العيون
يالَهُ حُزنها .... والشُجون
شُكوكها ... وكَثرةُُ من الظنون .. مُنازَعاتُُ عَقيمَة
أجَبتها : هَل تَذهَبينَ ... لِلغابَةِ البَعيدَةِ السَعيدَة ؟
نَجولُ ما بينَها الأشجار ... حَيثُ لا بَشَر ... أو مَن غَدَر
حَتٌى ذِئابها ... ضِباعَها ... أفصَلُ منَ الكِلابِ عِندَنا والهِرَر
يا لَبُؤسنا ... وهمٌَنا ... وحُزنُنا عِندَما يَنتَشِر
قالَت : هَيٌَا بِنا من فَورنا ... نُجَدٌِدُ حُبٌَنا
نَنجوا منَ السؤال ... من كُلٌِ مَن سَأل
نُجَدٌِدُ الغَزَل ... نُحيي بِروحِنا الأمَل
بِئساً لَهُ سَرابَنا ... يا مَرحَباً بِغابِنا
عِندَ الوصول ... قَد أصابَنا الذُهول
أخَذَت تَقولُ لي ... وأنا أقول ... يا سَعدَها القُبَل
والتَغاريدُ من حَولِنا ... كَم تَطول
لَحنها بلا أُفول ... أيقاعها بِلا طُبول
يَدي تَلُفٌُ خَصرَها ... وجهي يُقابِلُ وَجهَها
شَفَتي تُقَبٌِلُ ثَغرَها
مَرحى لَها الغابات ما أجمَلَ عَيشَها
وفَجأةً .صَحَوتُ من نَومي وغَفلَتي
وأنا أحضُنُ وِسادَتي
لا زِلتُ في وِحدَتي ... وشقٌَتي
في تِلكَ المَدينَةِ ... يا وَيلَتي
وصِبيَةُ الحَيٌِ يَصرِخونَ كالقُرود ... في المَدا المَحدود
يَلعَبونَ في الكُرَة ... يَقذِفونَها على النافِذَة
يَكسرونَ الزُجاج ... يُجاوِزونَ الحُدود
قُلتُ في خاطِري : يا لَيتَ أحلامي تَعود
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية