جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حين خضت تلك التجربة ...احتجت الكثير الكثير من الوقت كي أعيد ترتيب ذاتي ....كي أجعل كل ما صار رمادا في قلبي يقف مجددا على قدميه .....حين علمت ان الضمائر صارت تشرى بأبخس الأثمان .....والأخلاق صارت أغنية من أغاني الطرب التي لاتروق الشباب .....
أن يتبرص الذئب بالغنم شئ طبيعي ....أن يكون بيت العنكبوت واهيا مليئا بغريزة الدم ,محاطا برائحة الغدر ,بيت اعتدنا على وجوده وكان لنا موعظة وعبرة ......
لكن ...أن يبيع من عليهم المعتمد ضمائرهم ...أن يصبح من ننتظر منهم العون والمدد لتنهض الأمة....لتعود القيم تسري مع الدماء في عروق أبنائها فهذه هي الطامة الكبرى ......
لم تخلف الأزمة في بلدي بيوتا وحارات متداعية .....فهي ستبنى .....ستعمر من جديد ......الأزمة في بلدي خلفت جيلا تائها ....جيلا رأى أغلب من حوله قد أعمل فأسه في جسد البلد وراح ينحت ...يقطع .....يقص ..حسب مصلحته .....جيلا قد لايجد مثلا أعلى يحتذي به ..او إنسانا يأخذ منه تجربة صادقة تبعث فيه الهمة وتحثه على المضي قدما ليكون الغد جنانا خضراء .....
قل لي بالله عليك ...قل لي كيف ستقول لولدك لاتسرق وقد سرقت ....قل لي اي موقف عظيم وقفته ستحدثه عنه ......ستقول لاتسرق......وقد سرقت .....لاتغش وقد غششت .....لاتبع ضميرك وقد بعت .......ماذا ستقول .....ستقول لقد نجحت ياولدي لاني دفعت ......وتوظفت ياحبيبي لاني رشوت ......وصار لنا منزلا وسيارة و......و........لاني سرقت ......قل لي ماذا ستقول له......
كم أشعر بالخوف ....بالعتمة تأكل جدران قلبي ....كم أشعر بتمزق أبنائنا الذين عاشوا الأزمة التي سرقت منهم أحلامهم .....طفولتهم .....سرقت منهم ذواتهم وتركتهم على قارعة الهذياااااااااااان
هذيااااااان
روعة محمد وليد عبارة
سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية