جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رحيل
................ قصة قصيرة
لا تدوسيه أيتها الحياة ..إنه الانسان
إذا رأيتم جزءا ً من فتات حطامى ملقى على قارعة الطريق فألقوا عليه السلام... ولا تدوسوا عليه بأقدامكم إنه كان يوما يمشى بينكم يحبكم وكان إنسان....هل يبكينى الرصيف ...أم تبكينى أعينكم ...ضع ورقة من جريدتك على حطامى ...وأمضى وأحتفظ بدموعك كى ترى الطريق ...هل تحميك أوراق الجرائد من وهج الشمس !!...أم تحجب عنك رؤية الرصيف والمصابيح والأشجار التى كنت تستظل بها يوما ً.. بالقرب من هذه الشجرة التى على يمين الشارع ..كنت أشترى الجرائد من الكشك الذى على الناصية ...كنت أقف أتابط بعض الدوريات الأدبية ...هل يستدل أحدا ً فى هذه المدينة الصاخبة على حطامى ... ها أنت راقد تحت ورق الجرائد . والناس التى كانت تملأ الطريق صخبا يلتفون حولك ...للتأكد فقط إنك غريبا ً ...وأنت ملقى هناك ..وحدك لا أحدا ً يعرفك الأن ...مازال صوت عجلات السيارات يسبب لك ضجيج فظيع ...وصورة ملطخة باهتة منشورة فى ورقة الجريدة التى على وجهك ..تراها بصعوبة بالغة ..إنها صورتك ..تحتها أعلان بخط غير واضح ..من يتعرف عليه يرجى الاتصال بالرقم 000000لا إستلام حطامه ...فتشهق شهقتك الأخيرة .. وتبدأ البرودة تنتشر فى أطرافك ..عينيك مازالت مفتوحة تتطلع إلى صورتك الباهتة وإذنيك مازالت تلتقط صخب وضجيج السيارات ..كم كنت أتمنى أن يرفع أحدا ً الجريدة من على وجهى كى أرى الحياه لآخر مرة . أودعها وألقى عليها وعلى ذكريات الأمس القريب والأماكن نظرة الوداع الآخيرة ....قبل أن يشملنى الظلام الكثيف ويحتضننى الصمت و الفراغ ...وسيارة الأسعاف التى تنقلنى إلى قريتى الملاقاه بعيدا ً..مسقط رأسى ..لاأدرى أو مسقط قبرى الذى لن يزورنى فيه أحدا ً... تمت .......
.............. .
بقلم جمعه عبد المنعم يونس
10 اغسطس 2000
مصر العربية
.............. .
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية