جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الأخلاق في رواية
"عائد إلى حيفا"
غسان كنفاني
الأدب روح الأمة، لهذا هو أبقى من التنظيرات السياسية والخطب الرنانة، اقترح الزملاء في ملتقى بلاطة الثقافي مناقشة رواية "عائد إلى حيفا" ورغم أنني قرأتها أكثر من مرة، إلا أنها تبقى مثير وتثرينا فكريا وعاطفيا/أخلاقيا، تم تناول الرواية وبقية أعمال "كنفاني" من أكثر من كاتب وبأكثر من وجه، حتى يبدو لنا أن الكتابة عن الرواية شيء من العبث، لعدم وجود ما يقال بعد الذي قيل، لكن أردت في هذه الورقة أن أشير إلى الجوانب الأخلاقية في الرواية، تلك الجوانب التي تحفز القارئ على الفعل وعدم البقاء ساكنا.
من هذه الجوانب حديث "سعيد" عن الأبواب كل الأبواب يجب أن تفتح من جهة واحدة، وأنها إذا ما فتحت من الجهة الأخرى فيجب اعتبارها مغلقة لا تزال" ص9، الراوي هنا يوضح أهمية سلوك الطريق السليم لتحقيق الهدف، وإذا ما سلك السالك طريق غير هذا الطريق فإنه لم يصل، لأن الوسيلة مهمة كما هي الغاية، وهنا يتم إلغاء مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" وعندما تبدأ "صفية" زوجة "سعيد" بالحدث عن "حيفا" يقول لها "سعيد": ""أنت لا ترينها، إنهم يرونها لك" ص10، كدليل أن المشاهد التي تأتي بشكل طبيعي هي المقبولة، وتلك التي تأتي بعد دفع صاحبها دفعا، لتكون مشاهدته تأخذ شكل الإجبار/الإكراه لا تكون مشاهد طبيعة/حرة، لهذا يجب عدم اعتبارها مشاهدة طبيعية/حرة.
وعندما يتناقش "سعيد وصفية" حول زيارة "حيفا" نجد "سيعد" يقول لهذا: "لا أريد الذهاب إلى حيفا، إن ذلك ذل، وهو إن كان ذلا واحدا لأهل حيفا فبالنسبة لي ولك هو ذلان، لماذا نعذب أنفسنا" ص25، وهذا الجلد للذات ينم عن مشاعر الصدق مع الذات، الاعتراف بأن هناك جريمة حدثت وهما يتحملان المسؤولية عنها، وهذا الجانب الأخلاقي لا يكون إلا عند النبلاء المتمسكين بالقيم والأخلاق.
ونجد الجانب الأخلاقي عند فارس اللبدة" عندما أخذ صورة أخيه الشهيد "بدر" من منزله الذي عاد إليه بعد هزيمة 67: "انتابه شعور مفاجئ بأنه لا يملك الحق في الاحتفاظ بتلك الصورة، ولم يستطع أن يفسر الأمر لنفسه، إلا أنه طلب من السائق العودة إل يافا" ص59 وهذا الموقف يشير إلى الجانب الأخلاقي والمبدئي الذي يتمتع به "فارس" رغم عدم قدرته على تفسير إعادة الصورة.
وهذ الموقف نجده عند الرجل الذي اسكن البيت ووجد الصورة معلقة على الجدار، فاحتفظ بها في مكانها احتراما للشهيد،: "كنت استأجرت البيت بسببها" ص57، ونجد احترام الشهيد "بدر" من خلال:
"ـ "بدر"؟
ـ أجل سميناه على اسم اخيك الشهيد" كل هذا الوفاء يؤكد على الجوانب الأخلاقية التي يتمتع بها ساكن البيت وفارس اللبدة معا".
كل هذا يجعل من الروية ذات بعد أخلاقي مهم وضروري للفلسطيني الذي يسعى لتحرير وطنه من الاحتلال، وهنا نطرح سؤال هل هذه الجوانب مهمة للفلسطيني؟ وهل تساعده في عملية التحرر؟، اجزم أن هذه القيم والمبدئ لو استمرت المحافظة عليها من (القيادات) الفلسطينية لما آلت إليه أحوالنا إلى هذا المستوى.
الرواية من منشورات دار الوطن، مصر، سنة الطبعة2016.
من هذه الجوانب حديث "سعيد" عن الأبواب كل الأبواب يجب أن تفتح من جهة واحدة، وأنها إذا ما فتحت من الجهة الأخرى فيجب اعتبارها مغلقة لا تزال" ص9، الراوي هنا يوضح أهمية سلوك الطريق السليم لتحقيق الهدف، وإذا ما سلك السالك طريق غير هذا الطريق فإنه لم يصل، لأن الوسيلة مهمة كما هي الغاية، وهنا يتم إلغاء مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" وعندما تبدأ "صفية" زوجة "سعيد" بالحدث عن "حيفا" يقول لها "سعيد": ""أنت لا ترينها، إنهم يرونها لك" ص10، كدليل أن المشاهد التي تأتي بشكل طبيعي هي المقبولة، وتلك التي تأتي بعد دفع صاحبها دفعا، لتكون مشاهدته تأخذ شكل الإجبار/الإكراه لا تكون مشاهد طبيعة/حرة، لهذا يجب عدم اعتبارها مشاهدة طبيعية/حرة.
وعندما يتناقش "سعيد وصفية" حول زيارة "حيفا" نجد "سيعد" يقول لهذا: "لا أريد الذهاب إلى حيفا، إن ذلك ذل، وهو إن كان ذلا واحدا لأهل حيفا فبالنسبة لي ولك هو ذلان، لماذا نعذب أنفسنا" ص25، وهذا الجلد للذات ينم عن مشاعر الصدق مع الذات، الاعتراف بأن هناك جريمة حدثت وهما يتحملان المسؤولية عنها، وهذا الجانب الأخلاقي لا يكون إلا عند النبلاء المتمسكين بالقيم والأخلاق.
ونجد الجانب الأخلاقي عند فارس اللبدة" عندما أخذ صورة أخيه الشهيد "بدر" من منزله الذي عاد إليه بعد هزيمة 67: "انتابه شعور مفاجئ بأنه لا يملك الحق في الاحتفاظ بتلك الصورة، ولم يستطع أن يفسر الأمر لنفسه، إلا أنه طلب من السائق العودة إل يافا" ص59 وهذا الموقف يشير إلى الجانب الأخلاقي والمبدئي الذي يتمتع به "فارس" رغم عدم قدرته على تفسير إعادة الصورة.
وهذ الموقف نجده عند الرجل الذي اسكن البيت ووجد الصورة معلقة على الجدار، فاحتفظ بها في مكانها احتراما للشهيد،: "كنت استأجرت البيت بسببها" ص57، ونجد احترام الشهيد "بدر" من خلال:
"ـ "بدر"؟
ـ أجل سميناه على اسم اخيك الشهيد" كل هذا الوفاء يؤكد على الجوانب الأخلاقية التي يتمتع بها ساكن البيت وفارس اللبدة معا".
كل هذا يجعل من الروية ذات بعد أخلاقي مهم وضروري للفلسطيني الذي يسعى لتحرير وطنه من الاحتلال، وهنا نطرح سؤال هل هذه الجوانب مهمة للفلسطيني؟ وهل تساعده في عملية التحرر؟، اجزم أن هذه القيم والمبدئ لو استمرت المحافظة عليها من (القيادات) الفلسطينية لما آلت إليه أحوالنا إلى هذا المستوى.
الرواية من منشورات دار الوطن، مصر، سنة الطبعة2016.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية