جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تَقريرٌ عادِيٌّ على قارِعَةِ الوُجودِ
صالح أحمد (كناعنة)
///
صَباحُنا عادِيّ .
يَرسِمُ الهمُّ على وَجهي مَلامِحَ القَناعَةِ
وقد باتَ قَلبي يَشتَهي لَونَ السّكينَةِ..
ويَعزِفُ لحنَ ارتِحالِ العَجَب.
##
سُؤالُنا عادِيّ..
لماذا بِتنا نَخشى عَلى طَقسِ المطَرِ مِن لَعنَةِ الْمُتخَمينَ؟
ولماذا كُلّما أَقبَلَ المَطَرُ...
تَوَسَّلنا إِليهِ بِكُلِّ جِراحِنا
أن لا يَدَعَ ما بَنَيناهُ يَنهارُ بِحُبٍّ..
وأن لا يُغريهِ بِنا ارتِعاشُنا؟
##
صَمتُنا عادِيّ!
يا حابِسي.. يا مَطَرَ الخائِفينَ!
إننا؛ وكما تَرى...
نحفَظُ لِكُلِّ شَيءٍ رَعشَتَهُ
ومُذْ أودِعَ الحبُّ سِجنَ الظُّنونِ،
وسَكَنَ الحقُّ رَجاءَ الوجوهِ الكَئيبَة.
##
كَلامُنا عادِيّ..
وقد بِتنا نَصيحُ بِوجهِ الزّمانِ:
لماذا غَدَوتَ عَبدَ الظُّنونِ؟
وبِتَّ طَوعَ النّوايا العَنيدَة؟
وصِرتَ كَما نحنُ... صِفرَ الإرادَة؟
فَارحَل قَبلَ أن تَحتَويكَ الظُّنون!
##
جَوابُنا عادِيّ..
لأنَّنا نَعيشُ أبَدِيَةَ الوَجَع..
ولأنَّنا نُخفي صَوتَ ارتِحالِ العَتمَةِ فينا..
ولأنَّنا نَرسمُ لَونَ الشَّظايا المتَناثِرَةِ جُنونا...
نَظُنُّ بِأَنّا مَلَكنا رَبيعَ الصَّدى والفَزَع.
##
مَساؤُنا عادِيّ...
يَأوي صَوتُ انتِحابِ الملامِحِ مِنّا إلينا..
ويَصخَبُ لَونُ انطِلاقِ العَتمَةِ فينا..
يَلوذُ بِنا الشَّفَقُ المتَماوِتُ
رُويدًا رُويدا ...
يَأوي إلينا اليَقينُ بأنّا امتَلَكنا رُقودَنا الأَزَلِيَّ ...
::::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::::
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية