جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( شَرِبتُ من يَدِها الماء )
في بَسطَةٍ من أرضِها شَيٌَدت بَيتَها
والشُجَيراتُ من حَولِهِ كأنٌَها الأساوِرُ
يَحومُ من فَوقِهِ بُلبُلُُ ... شُحرورَةُُ تُهاجِرُ
والطَيرُ يَسعى لِرِزقِهِ ... وفي المَساء يُدبِرُ
إن أوغَلَ اللٌَيلُ من حَولِها... رَمَقَت بَيتَها الكَواسِرُ
وَحيدَةُُ في الحِمى ... كَأنٌَها في عَينِهاِ المَخاطِرُ
مَرَرتُ في الدَربِِ من قُربِهِ كوخها أنظُرُ
قُلتُ في خاطِري ... من يَسكُنُ ها هُنا ... كَيفَ هو يَقدِرُ ؟
هل أطلُبُ شَربَةَ من مائِها ... وبَعدَها أستَفسِرُ
نادَيتُ ... من يَسكُنُ هذِهِ الجُدران ... ثَلاثَةً أُكَرٌِرُ ؟
جاءَني صَوتهاُُ ... كالنَسيمِ يَعبرُ
يَقولُ : مَن أنت ... أيٌُها السائِلُ
أجَبتها : عابِرُُ لِلطَريق ... مسافِرُ
أطلُبُ كَأسَ ماءٍ ... مِن بَعدِهِ أُغادِرُ
تَغريدَةُ بُلبُلٍ يا تُرى ما سَمِعتُ ؟
أم رَقرَقاتُ مائِهِ اليُنبوع ... بَينَ الوُرودِ يَدخُلُ ؟
يا وَيحَها ... مَتى إذاً تَظهرً ؟
فُتِحَ البابُ ... بَدرُُ أطَلٌَ يُبهِرُ
وَيحاً لِنَفسي ... كَيفَ لا تَصبُرُ ؟
قَدٌَمَت لي كَأسَ ماء ... بالطَيٌِبات يَعمُرُ
أخَذتُ أرشُفُهُ سَلسَبيلاً بارِداً كَأنٌَهُ مُعَطٌَرُ
هَل يا تُرى من رَحيقِ الوُرودِ مُحَضٌَرُ ؟
أبطَأتُ في شِربِهِ وأنا أُفَكٌِرُ
قُلتُ في خاطِري ... عَلٌَها تَدعونَني ... عِندَها أُفطِرُ
كَأنٌَما شَكلي أراحَها ... في رَأسِها يُخَمٌَرُ
قالَت : هَل أراكَ جائِعا ... لَكَ الطَعامَ أُحَضٌِرُ
أحسَستُ بالجوعِ مِن فَوري ... وكَيفَ لا أشعُرُ ؟
من بَعدِهِ الإفطار ... دارَ الحِوارُ ...
ولا تَزالُ ... تَستَرسِلُ ... يا سَعدَهُ الغَزَلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيٌَة ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية