دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

22- الطير والزهرة
هجرة الطيور من قارة الى قارة وراء الرزق والتزاوج والانجاب هذه هي معضلة الطيور جميعا فهى تهاجر منفردة او بأمداد كبير بحثا عن متطلبات الحياة وتحقيقها لرغبة الطبيعة ايضا . واثناء تحليق هذا الطائر في الجو وهو في طريقه الى قارة اخرى لوحظ ان طيرانه بدأ بالأنخفاض التدريجي دون معرفة الاسباب وكأن هناك ارادة خارجة عن نطاق سيطرته تجبره على هذا الانخفاض دون ارادته الحقيقية ... اذا ماجرى وماذا يفعل استجاب لتلك الأرادة الخارجة عن ارادته ولوحظ ان طيرانه وصل الى حد الانخفاض بحيث لوحظ أخيرا وجود عطر فواح .. يفوح من زهرة نابعة في وسط حديقة المدينة . فاأثنى عليها وقبلها بصورة غير شعورية وشكرها لهذا العطر العظيم الذي تفوح به واعتبر تلك القبلة بمثابة هدية رمزية ذات طابع معنوي وتقبلت الزهرة تلك القبلة بأرتياح وشكرت هذا الطائر الغريب الذي تحمل عناء السفر لكي يشم تلك الرائحة الزكية الا أن اهل المدينة ثارت ثاءرتهم من جراء تصرف هذا الغريب وكيف دخل الاجواء والحدود دون أذن سابق ودون تأشير دخول . وطالبت تلك الجماهير المحتشدة حول الحديقة بالقصاص من الطير الغريب وكذلك من الزهرة التي باعت شرفها واخلاقها واخلاق مدينتها وعاداتها وتقاليدها لهذا الطير الغريب وباالمقابل هناك فريق من المدينة اعتبر ان هذا الحدث بمثابة سلوك او شهادة سلوك تقدم الى تلك المدينة عن طريق زهرتها التي تفوح بهذا العطر والتي اضافت جمالية اخرى لتنقل المدينة واعتبرت الحدث سعادة وسرور وثناء للزهرة وللمدينة من هذا الطائر الغريب . الا أن الصراع بدأ يأخذ ابعادا اخرى حتى وصل الى الاقتتال بين الفرقين مما سيجلب الى هذه المدينة الدمار من جراء هذا الاقتتال وبالتالي ستفقد جمالها وعذوبة سقيها وستحجب عنها السياحة والزوار وسيضع الاقتصاد في مأزق وستعم البطالة وستتكدس البضائع وسوف تهلك المواد الغذائية مما تعرض المدينة الى خسارة كبيرة فنهض شيخ كبير تحترمه اوسط تلك المدينة وبدأ بتهدئة الفريقين والانصياع اليه لكي يجد حل يقنع به الاطراف المتنازعة . وقال لهم ماذا برأيكم بالا حتكام الى قاضيكم قاض المدينة فهو اولى من غيره بحل مثل هذه النزاعات وقراره سينطبق على الجميع دون أستثناء مادام هو القاضي المعين والمقبول من قبل هذه المدينة وافق الطرفين على ماعرضه الشيخ الكبير وتقدم المتظاهرون حول قصر العدالة وخرج القاضي اليهم وقال لهم ماهذا الضجيج أني لااستطيع ان استمع الى شكواكم مالم يتم انتخاب ممثل من كل فريق متنازع للتحدث عن هذا الفريق ويطرح رأيه لي ... وافق الجميع وانتخبوا بأسلوب ديمقراطي ممثل عن كل فريق متنازع وبحضور الشيخ الكبير واطراف القضية الطائر الغريب والزهرة بنت الحديقة العامة ودخلوا جميعا الى قاعة المحكمة وطلب القاضي من كل فريق ان يطرح رأيه . فقال الفريق (أ) الفريق االرافض ان هذا المجرم أي الطير وهذه المجرمة أي الزهرة قاما بعمل يخالف تقاليد وعادات تلك المدينة بالأضافة الى كون هذا الطائر الغريب تجاوز الحدود ودخل المدينة وقبل الزهرة دون أذن مسبق وعليه يستحق الموت حسب القوانين السارية في تلك المدينة وانزال أشد العقوبات على الزهرة لخروجها عن لمألوف ثم أستمع الى الفريق (ب) المؤيد للحدث واعتبرها ظاهرة حضارية وشهادة حسن سلوك من هذا الطير الغريب واعلى قمة الشرف الزاهد والاخلاص لهذه الزهرة التي تفوح بهذا العطر واعتبر ان الموضوع لايستحق كل هذا الضجيج وهذا الاقتتال والأخذ به من منظار حضاري والثناء والمكافئة للطير والزهرة ثم تحدث الطير وقال ياسيادة القاضي اني طائر مهاجر من قارة الى قارة طلبا للرزق والتزواج ولم يكن في ذهني ولافي مسار رحلتي ان انزل في هذه المدينة ولكن وجدت شيء يخالف ارادتي بالانخفاض التدريجي الى الارض بعد شمي لذلك العطر العظيم فلم اجد امامي سوى هذه الزهرة الجميلة التي تفوح بهذا العطر ولكوني لا أمتلك ولا أحمل معي أي هدية فكان قرارا في نفسي ان اقبل هذه الزهرة واعتبرها شهادة حسن سلوك مني لها وعلى كل حال أنني لازلت متمسك ومنفذ لقوانين مدينتكم واحترمها وأوافق عليها واحترم أي قرار يصدر منكم سلبا او إيجابا تجاهي مع الشكر والتقدير والثناء لعدالة محكمتكم والسلام عليكم .ثم جاء دور الزهرة بنت الحديقة العامة وقالت ياسيادة القاضي منذ ولادتي واصبح عمري عشرين سنة وانا افوح بهذا العطر وكل شعب هذه المدينة لم يثنوا علي بكلمة شكر على الاقل وهم يشمون عطري حتى سيادتكم عندما تأتي انت والعائلة الكريمة وتجوب المدينة وتشم تلك الرائحة دون ان تثني علي بشكر كذلك زوجتك واطفالك وعلى كل حال أنني تقبلت هذه القبلة من هذا الطائر الغريب ليس انقاسا لعاداتنا ومبادئنا وقيمنا وانما شهادة حسن سلوك منحت لي من الغريب قبل القريب . وأني على استعداد لقبول أي قرار يتخذه سيادتكم بحقي سلبا او ايجابا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 
طلب القاضي من الحضور الانصراف ومنحه مدة ثلاثة ايام لاصدار القرار .. وفجأة تمرض القاضي واصبحت المدينة في قلق وأقتتال ثانية حتى خرج الشيخ الكبير عليهم وقال علينا ان نحترم القاضي ونعاونه على مرضه بألتزام جانب الهدوء . لا لضجيج يؤثر على صحته فاأمتثلت الفرق المتصارعة للشيخ الكربير وبعد مرور ثلاثة أيام توفي القاضي وثانية ضجت المدينة بالفوضى والاقتتال واخيرا خرج الشيخ الكبير وقال لابد من الوقوف صمتا على القاضي والعمل على غسله وتكفينه ثم دفنه والوقوف حدادا عليه لمدة ثلاثة ايام لاغراض الفاتحة امتثل المتصارعون لطلب الشيخ الكبير وبعد أنقضاء الثلاثة ايام خرجت زوجة القاضي وفي يدها مغلف مختوم بالشمع الاحمر . وقالت علي ان اسلم هذا المغلف الى الفرق المتصارعة أ ، ب وبحضور الزهرة والطائر الغريب وشيخنا الكريم . وتم فتح المغلف من قبل الشيخ الكبير ولوحظ وجود معادلة مكتوبة بخط القاضي وموقعة من قبله ومختومة بختمه تقول . الاندفاع التلقائي + الرغبة = المحبة ضج الطرف المعارض وبدأ يتكلم بشكل عنفواني ماذا نستفاد من هذه المعادلة واين قرار القاضي ثم قال الشيخ لكبير .. بماذا يحكم القاضي قالوا بالعدل وماهو شعار العدل قالوا الميزان . قال الشيخ الكبير إذن ضعوا الاندفاع التلقائي والرغبة أي الطير والزهرة في كفة والمحبة في كفة اخرى فاذا تعادلت فأن القضية سليمة وليس عليها غبار واذا أختل الميزان كفة على كفة والتي تفوز كفته فهو صاحب الحق . والسؤال المطروح هل تعادلت الكفتان ولماذا

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

558,282