الفرق بين بسطاء المصريين ومن يطلقون على أنفسهم النخبة والقوى الثورية والنشطاء والحقوقين والسياسيين قضية الوطن .. فالبسطاء لا يعنيهم المناصب والمكاسب ولا الصفقات ما يعنيهم مصر .. فهى بالنسبة لهم كل شىء .. كل شىء .. لم يعيشوا فى أى أرض سوى أرضها .. لم يشعروا بالأمان سوى على أرضها .. لم يذوقوا مرار الغربة إلا بالبعد عن أرضها .. هم من تقتلهم الغيرة عندما تتعالى أصوات الموتورين بأن لابأس من وجود الوطن البديل لقطاع غزة على ارض سيناء .. ويصابون بالدهشة هل من وطنى عاقل يرضى التفريط فى حبه رمال واحده من أراضيها .. من الجنون ان يستوعب اى مصرى هذه الفكرة .. فأرض الفيروز أستشهد من اجلها الآلاف من أبائنا .. فدمائهم الطاهرة أمتزجت برمال سيناء ولن نفرط فيها مهما كانت الأسباب ..
وعندما تتعالى أصوات شاذة مريضة تحدثنا عن عدم تنميتها وأن قطاع غزة يعانى وانهم أخواننا ولا ضير من منحهم جزء منها .. فتتعالى امام هذه الأصوات الشاذه أصوات الحق من البسطاء بأن أهالى قطاع غزة نتضامن معهم تماماً ونمدهم بالمساعدات والعون ولكن أرض سيناء خط احمر .. ولم تفقد غزة تعاطف شعب مصر إلا عندما فكرت حركة حماس الجناح العسكرى لتنظيم الأخوان الإرهابى فى الإستيلاء على أرض سيناء الحبيبة .. أنطلق غضب البسطاء من المصريين ليتحول هذا الغضب إلى طوفان بشرى كان على إستعداد لفعل أى شىء للحفاظ والدفاع عن أرض سيناء .. ومن الغريب أن الكثير منهم لم يذهب إليها ولم يراها ولكن عشق الأرض لدينا فى الجينات .. بداخلنا من أساطير أجدادنا وابائنا .. فى كتب التاريخ التى علمتنا كفاح شعب مصر من أجل أرضها ووحدتها ..
تلك ثقافة البسطاء والمخلصين من المصريين اللذين لا يبحثون عن مبرر للخيانة والتخابر .. ولا يحتاجون إلى الأموال لإمتلاك السكن الفاخر والسيارة الفارهة .. فلا قضية تشغلهم وتؤرقهم سوى قضية الوطن .. وأقول للذين لا يقدرون معنى الوطن وقيمته فباعوه من أجل مال ملوث بدماء الأنقياء وإضعاف وتقسيم وهدم مؤسسات مصر .. أنتم نبت شيطانى وأراد الله سبحانه ان تعيشوا مطاردين مشردين من هذه الأرض التى خنتوها بكل إصرار ومن الغريب ان الخونة والجواسيس فى الماضى كانوا يتوارون أما الجاسوس الحالى ( المودرن ) يتجسد فى صورة الثورى والمناضل والمطالب بالحرية والديموقراطية وحقوق الأنسان وغيرها من المصطلحات التى اخذوها ستار لكل جرائمهم التى أرتكبوها فى حق مصر وشعبها .. وهم من طالبوا بالتدخل الدولى والعسكرى فى سبيل تحقيق أهدافهم تحت مسمى هذه الشعارات .. ولكن ما لم يفكروا فيه ان لمصر شعب يحميها .. يقول هتلر ( أن اكثر الناس الذين احتقرهم هم الذين ساعدوني في احتلال أوطانهم ) .. هذه نظرة هتلر المحتل الى العملاء والذين يساعدون المحتل ويكونون ذيول لها في التدمير والقتل.. فأولى بنا ان نحتقر ونطارد كل من دمر الوطن ومازال مستمر ..
وحان الوقت لنتعلم من أخطاء الماضى فلقد قام الكثيرين بإنتخب العملاء وتم تنصبهم على رأس السلطة وأدركوا الآن أن قضيتهم بعيدة عن الوطن ..
فمن يطالب بالمصالحة مع من تورطوا فى الدماء والخراب والمعاناة قضيته كرسى فى انتخابات مجلس الشعب القادم وينتظر أصوات تلك الفئة الضالة فى دائرته الإنتخابية وليس الوطن .. وكل من ينتخب إرهابى تسبب فيما حدث للوطن بلا ضمير .. كل من يطالب بإعادة تأهيل تلك العناصر الإرهابية ممن يطلقون على انفسهم منظمات حقوق الأنسان قضيتهم مصالحهم الضيقة وليس الوطن .. كل من يريد ان يطرح علينا فكر منحرف للتعاطف مع فصيل منحرف الفكر جل إهتمامه السيطرة على الوطن او خرابه قضيته التنظيم الإرهابى وليس الوطن .. وجيش وشرطة يقدمون كل يوم شهداء من اجلها ولم يتراجعوا ولن يتراجعوا ..
ولكن كل هؤلاء قلة لا تمثلون إلا انفسهم .. فالشعب هو القائد وسيد القرار .. الشعب هو من دفع الثمن وما زال من دماء أبنائه وأرزاقه وراحته .. الشعب هو وحده من يحدد من يحترم فكره ومن يستغله وما أكثر المستغلين .. الشعب وحده من يملاء الميادين والساحات والشوارع والقرى للدفاع عن الوطن فى الوقت الذى تجلس فيه النخبة لتحتل مكانها على شاشات الفضائيات .. فالشعب المصرى بعد ما مر به من أحداث مريرة أتضح أمامه الطريق ولا رجوع .. فما يحلم به الآن وطن مستقل من أى تبعيه للغرب البغيض ..
تحية للشعب المصرى الواعى المتحضر .. الذى يثبت دائماً أن قضيته الوحيدة الوطن .. وفى سبيل ذلك يقدم كل يوم الشهداء والكثير من التضحيات من أجله .. .. تحية للقوات المسلحة الباسلة صاحبة الإنتصارات الدرع والملجأ والملاذ للشعب المصرى .. تحية للشرطة المصرية العظيمة الساهرة .. وتحيا مصر .. يا بختنا اننا مصريين ..
الروائية .. مديحة مجدى
ساحة النقاش